( بقلم : علي حسين علي )
يتراوح عديد ضحايا الارهاب التكفيري الصدامي في العراق ما بين خمسين ومئة عراقي يومياً، ويزداد هذا الى اكثر من مئتين في بعض الايام هذا بالنسبة للشهداء فقط.. واذا كانت نسبة الضحايا من اتباع اهل البيت تصل الى سبعين بالمئة او اكثر، فان الضحايا الآخرين هم من جميع مكونات الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وغيرها.اذن، الحرب العشوائية والظالمة والرهيبة التي يشنها التكفيريون والصداميون موجهة الى الشعب العراقي باكمله مع خصوصية لمكون الاغلبية فيه.. حرب دائمة لا هوادة فيها ولا رحمة ولا رأفة بشيخ او امرأة او حتى طفل، فالجميع مطلوب قتلهُ والجميع مستهدف بمفخخات وكلور وهاونات التكفيريين من اتباع القاعدة وبقايا البعث الصدامي ايضاً.
واذا ما كان الارهابيون لا يفرقون بين مكونات الشعب العراقي في القتل، واذا كانوا قد استهدفوا مكون الاغلبية فيه فانهم لم يتقاعسوا عن قتل الكرد والعرب السنة ولا حتى المسيحيين او التركمان.. واثبتت الاسابيع الاخيرة ان من يزعم من اتباع القاعدة الارهابية حرصاً عليهم كانوا هم ايضاً من ضحايا القاعدة، وقد استهدفوا مساجدهم وبيوتهم ومصليهم داخل بيوت الله، وقد اتسمت عملياتهم الاجرامية ضد ابناء السنة وتحديداً في محافظة الانبار بالقسوة والعنف باستعمال غاز الكلور القاتل في استهداف العوائل الامنة في مناطق عديدة بمحافظة الانبار وشمالي بغداد وجنوبها، حيث (ينشط) اتباع القاعدة في القتل الجماعي باستعمال اسلحة كيمياوية قاتلة.
وهذه حقائق يعرفها القاصي والداني، ولابد ان يكون بعض من يطلق على عمليات القتل الجماعي هذه بـ(المقاومة الشريفة).. وان كان هذا البعض عراقياً او غير عراقي فانه ان لم يعترف بحقيقة القاعدة الارهابية فانه اما ان يكون مضللاً على علم بما يفعل او جاهلاً لا يعرف ماذا يقول، ونعتقد ان الحالة الاخيرة غير واقعية، فما عاد أي شخص منقطعاً عما يجري من ارهاب على ايدي عصابات القاعدة التكفيرية وبقايا العهد الدموي الصدامي.ولعل ما يثير الاستغراب لدى المواطن العراقي ان بعض من يدافع عن (المقاومة الشريفة) هو احد ضحاياها فاما ان تكون القاعدة قد قتلت احد افراد اسرته او تكون قد هدمت (قصره) او تكون قد هدرت دمه.. هؤلاء السياسيون من الذين اعمى الحقد بصرهم وبصيرتهم يثيرون اكثر من سؤال: ما هي مصلحتهم في الدفاع عن الارهاب المفضوح واسباغ صفات المقاومة عليه؟ ثم اذا كان هؤلاء السياسيون العراقيون عراقيين فعلاً فكيف تسوغ لهم انفسهم التغني بالمقاومة وهذه المقاومة قد شرعت فعلاً في اقامة كيانات انفصالية في بلادنا وتحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان؟!.
وما على العراقيين والحال هذه الا ان يتوحدوا، وان يأخذوا من اصرار الارهابيين في القاعدة وغيرها على محاربة كل مكونات الشعب العراقي بل وقتل كل العراقيين، دافعاً لمواجهة الارهاب التكفيري الصدامي.. فالحرب ضد الارهاب حرب وجود فاما نحن واما هم.
https://telegram.me/buratha