( بقلم : داوود السعيد )
منذ مدة وانا افكر في موضوع وزارة الأمن وانشاء مديريات للأمن على مستوى المحافظات لكنني كنت في كل مرة ارجئ الفكرة حتى قرأت في الموضوع ذاته تعليقا خطيرا في احدى الصحف الأمريكية مفاده ان الأجهزة الأمنية والمخابراتية الأمريكية تراقب عن كثب وتشعر بالقلق من جراء مايقوم به وزير الأمن العراقي (شيروان الوائلي ) وانه بحسب الصحيفة يشكل جهازا امنيا سريا وظف فيه حتى الآن مايقرب من الف وخمسمائة شخص وتخشى قوة الأحتلال من ان يقوم هذا الجهاز بتغذية الحكومة بالمعلومات التي لاتمر بالقناة الأمريكية .ثم جاء الرفض الساذج والخبيث في آن واحد من طرف جبهة عدنان الدليمي لمشروع وزارة الأمن ليؤكد اهمية بحث هذا الموضوع بشكل جدي..
ان من المستغرب حقا هو سكوت الحكومة والأئتلاف خاصة وحتى الآن عن تشريع تلك الوزراة وتعديل مهماتها الى اوسع نطاق ممكن فضلا عن انشاء مديريات الأمن السري . بالطبع سينعق ناعق ويقول هل عدنا للأمن السري ثانية اما كفانا امن صدام ؟
وهو كلام ينم عن سذاجة ان صدر من حسني النية وعن خبث وتآمر ان صدر من سيئي النية كما حصل من جبهة عدنان الدليمي حيث اطلقوا ابواقهم الأعلامية الساقطة للنيل من المشروع واعتراضه في البرلمان ..واقعيا ..لاتوجد دولة في العالم بلا وزارة او مديريات للأمن او كليهما معا .. لا توجد دولة محترمة في العالم لاتبث العيون والبصاصين والعملاء لجمع المعلومات عن الذين يستهدفون امن الناس والمجتمع والدولة ..ومع شديد الأسف ان الأحتلال مرر وصفته سيئة النية بالأكتفاء بجهازي الشرطة والجيش واما المخابرات فهي في جيبهم .. وكل هذه الأجهزة تختلف في مهامها واهدافها عن وزارة ومديريات الأمن اختلافا كليا .. فالشرطة المحلية لاتقوم بوظيفة مديريات الأمن ولا الجيش كذلك ... انها تلك المفارز المدنية المتغلغلة في مفاصل الحياة لرصد مايجري ... وهي ليست مديرية امن الطاغية المقبور التي كان هدفها فقط جمع المعلومات عن مناوئي الطاغية وحكمه .. اما هنا .. فنحن نتحدث عن جهاز امني محترف وذا مهنية عالية يحترم حقوق الأنسان ويرصد حركة الأفرد في المجتمع ..
ان بقاء الحكومة والأئتلاف رهن قوة الأحتلال او عدنان الدليمي في تجميد هذا المشروع هو خطأ فادح ..فكلاهما قلق ويخاف بشدة من انشاء جهاز كهذا .. فعدنان وجماعته يعلمون علم اليقين ان تأسيس هذا الجهاز سيعني السيطرة التامة على الشارع وبالتالي سقوط مشروعهم الأجرامي .. واما قوة الأحتلال فتريد ان يبقى الحل والربط في يدها ولاتريده ان يخرج عنها بأي شكل من الأشكال فتمرر سياستها وتحقق اهدافها ..
المطلوب عاجلا المضي في هذا المشروع ودعمه بكل اسباب الدعم وتطويع الشباب المخلص والوطني والواعي له والبدء بتأسيس المديريات الأمنية في المحافظات .. افعلوها الآن ... وقبل فوات الأوان ايها الأخوة من اجل العراق ومستقبل ابناءه.
https://telegram.me/buratha