( بقلم : اسعد راشد )
هل حقا كانت هناك اسباب فنية وارتباطات المسؤولين السعوديين وراء تأجيل زيارة المالكي الى السعودية ام هناك اسباب طائفية وخلفيات ضغائنية يحملها حكام الرياض الوهابيين ضد شيعة العراق تقف خلف ذلك "التأجيل" ؟!
ألم يستقبل الملك السعودي رئيس هيئة الارهاب والخطف حارث العار الضاري ويحتضنه بكل حرارة ويشد على يديه معتبرا ياه بانه من حماة الدين والاسلام ؟ الم يفتح مجلس لعدد من صغار القوم في العراق في المناسبات العديدة وهم لا يمثلون رسميا اي جهة في حكومة العراق ؟ فلماذا لمثل هؤلاء وخاصة للقزم الزنيم الضاري لم تكن في برنامج ال سعود ارتباطات ولا فنيات تحول دون استقبالهم ولماذا للسيد المالكي ـ الذي يسوى حذاءه مشايخ الوهابية وزعماءهم وحكامهم باسرهم ـ وهو يمثل رئيس دولة العراق الديمقراطية ورئيس وزراء لاول حكومة منتخبة شعبيا في كل العالم العربي تظهر الارتباطات والتبريرات السخيفة كسخافة كل الوهابيين وحكامهم ؟
كان الاجدر بالاخ علي الدباغ ان يقوم بفضح سياسة ال سعود الطائفية ومواقفهم الداعمة للارهاب والقتل في العراق ويرفض مثل هذه التبريرات السخيفة ويكشف لشعب العراق الموقف الحقيقي الذي دعى الوهابيون السعوديون لاتخاذ مثل هذا الاجراء المهين والمذل بحق رئيس وزراء حكومة العراق المنتخبة .
الى متى يريد المسؤولون في العراق تقبل الصفعات من جيران السوء والسكوت على مواقفهم الدنيئة وتصرفاتهم اللئيمة والخضوع لمنطق الاذلال الذي يمارسه هؤلاء القوم بحق شعب الرافدين ؟
كم كان الموقف الوهابي السعودي في الرياض تجاه المالكي وحكومة العراق قبيحا وظالما وحاقدا الا ان ما ساقه الدباغ من تبريرات سخيفة اقبح من كل ذلك .. كم هم مذنبون هؤلاء القتلة والارهاربيون بحق العراق الا ان موقف الدباغ وتصريحه الذي تبرع مجانا للدفاع عن الموقف السعودي هو اقبح من تلك الذنوب لانه يفتقد الصراحة والشفافية مع الناس ويحتوي على تضليل غير لائق به كشخص مخول للدفاع عن مصالح العراق وشعبه وليس التغطية على مساوئ وفضائح الطائفيين والوهابيين السفلة ..
كل المحلليين واغلب المراقبين اعتبروا ان الاجراء السعودي هو رسالة غزل وترضية للارهابيين والقتلة من تنظيم القاعدة وحلفاءهم البعثيون والوهابيون حيث يفتقد للياقة والتصرف الديبلوماسي السليم ويستبطن حقدا طائفيا ضد اغلبية الشعب العراقي ‘ فهم اي السعوديون استقبلوا قبل فترة رئيس اقليم كردستان الذي ظل خلال تواجده ي السعودية يلتقي بعدد كبير من المسؤولين السعوديين ومن قبله زارها الهاشمي وكل المحسوبين على الاقليات والاحزاب الطائفية والعنصرية دون ان ينشغلوا بالارتباطات الخاصة ولا غيرها اما عندما جاء الدور للسيد المالكي الذي اذل الارهابيون في العراق ووجه يوجه للقتلة وااتباع البعث والوهابية صفعة بعد صفعة فتبرز التبريرات وتسوف المواقف الطائفية .
ليس هناك من يشك في ان الموقف السعودي الرسمي تجاه المالكي في رفضه لاستقباله هو موقف طائفي له مغازي عديدة منها :
اولا: انهم يريد ان يقولوا لمشايخ القتل والافتاء ان النظام مازال على موقفه تجاه الحكومة العراقية وانه لا يعترف بها وبذلك يوجه لهم رسالة تتضمن ان استمروا في فتاويكم وصبكم للزيت على الحريق في العراق .
ثانيا: اشارة للتنظيمات الارهابية والقتلة من قبيل "الجحش الاسلامي" والقاعدة وغيرهم من الارهابيين لتمادي في اعمالهم الاجرامية والاستمرار في تفجير الاوضاع .
ثالثا: ان النظام السعودي يريد القول ان السعودية ترفض تقديم دعم اي سياسي لحكومة المالكي المنتخبة وانها تفضل الحثالات والسفلة والطائفيين والمفلسين فهل بعد ذلك يريد ان يقنعنا "الشهم" الدباغ ان فعلا اسباب فنية والارتباطات للمسؤولين خلف "تأجيل" زيارة المالكي؟!
كان الاجدر بمستشاري السيد المالكي ان يشيروا اليه بامر حكيم بعد ان تباطأ السعوديون في اصدار التأشيرة ويعلنوا بالغاء الزيارة ويوضحوا للناس الاسباب قبل ان يبادر السعوديون بالتسريب الاعلامي ويوجهوا بذلك اهانة لحكومة العراق وشعبه كما كان من اللازم ان يبادر زيباري ‘ اللاحس لعباءات امراء الرياض والساكت على تدخلاتهم في الشأن العراقي والذي لم يصدر ولا بيانا واحدا يندد فيه فتاوي القتل والابادة التي يصدرها المشايخ الوهابيون ضد شيعة العراق ‘ نعم يبادر بكشف الحقائق وفضائح حكام الرياض لا التستر عليها وممارسة التضليل بحق الناس .
ان الموقف السعودي الاخير بحق السيد المالكي وحكومته يجب ان يدفع ابواسراء الى اتخاذ مواقف اكثر تشددا بحق حكام الرياض من خلال تشكيل خلية عمل تقوم بجولات عالمية تشرح لقادة الدول عمق التدخل السعودي في العراق ويفضح كل اساليب النفاق والخداع لذلك النظام ويكشف باالارقام والوثائق اعداد القتلى والمعتقلين من السعوديين الارهابيين في العراق الذين دفعتهم فتاوي الجهادوالقتل الصادرة من لمشايخ الوهابية وبايحاء من الحكومة السعودية للذهاب الى العراق والمساهمة في قتل العراقيين .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha