( بقلم : رائد محمد )
قد يبدو مستغربا ان يطلع علينا السيد على الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقيه ويبرر للفعل الغير سوي لمملكة ال سعود بعدم استقبال السيد رئيس الوزراء بحجة وجود اسباب فنيه لهذا الامر وكاننا مازالنا نعيش في العصور الاعلامية الظلامية لحكم صدام حسين فالجميع يعرف حق المعرفة ان السعودية هي راس الحربة لكل عمليات القتل والتفخيح والتهجير التي تجري على ارض العراق بحكم سيطرة المؤسسات الدينية الوهابيه على الرأي العام والشارع السعودي وتحفيز الشباب المغرر بهم لارسالهم الى العراق لتفجير انفسهم كبهائم مفخخه واصدار الفتاوي المفصلة تفصيلا خاصا لهذه المهمة اما الجانب السياسي الخارجي فانه يتحرك وفق اجنده تخدم العائلة المالكة ومن ثم المؤسسة الدينيه الوهابيه التي اقتسمت السلطه معها منذ القرن الماضي بين محمد عبد الوهاب ومحمد بن سعود.
هذا الامر لايبدو غريبا او مستغربا من ال سعود بل هو امتداد لسياسة السعوديه التي تنظر الى الامور بعين طائفية وبعيده كل البعد عن النظرة السياسية التي تبنى مواقفها على ضوئها بل يتعدى الامر الى ربط اي مساعدة للعراق بمدى ماينالة السنه من مغانم الكعكه العراقيه وفق نظرة شيوخ الاسلام الوهابي الارهابي وليس بما يمكن ان يكون الوضع فيه
فلو قرانا الموقف السعودي من عملية اسقاط نظام صدام لم يكن موقفا يجعل منا نتوقع الدعم الكامل منها بل هو موقف انحصر كليا في كيفية تقديم الدعم للقوات الاميركية في عملية احتلال العراق ولكن هذا الموقف باء بالفشل نتيجة قيام قطر بهذه المهمة ونقل كل القواعد العسكرية الاميركية من السعودية الى قطر ونحن نعرف مدى العداء التاريخي بين قطر والسعوديه بل وصل الامر الى ان السعوديين والعرب بصورة عامة كانو اكثر من متفرجين على محنة الشعب العراقي وهو يعاني من الارهاب المصدر اليهم من العرب انفسهم وفق اجندات مختلفة وبصيغ احترافية تقف ورائها دول وليس منظمات صغيرة او جمعيات خيرية.الملاحظ من هذا الامر لايستدعي خبراء في علم السياسة لتفسير ذلك من خلال هذا الامر فان الانزعاج السعودي في المرحلة الماضيه والقادمة لم يكن انزعاجا مبني على رؤى او مواقف سياسية بحته ممكن تجاوزها من خلال الحوار او التقارب بشكل اكبر بين سياسيين البلد بل الموقف مبني على اسس عقائديه دينيه بحته كانت هي المحرك الاول لسياسة السعوديين تجاة العراق لكون هذه العقليات القائمة في السعوديه تنظر الى ان العراق هو الارث الذي لايمكن التنازل عنه للصراع العقائدي بين السنه والشيعه خاصة واختلاف رؤية كيفية يكون الدين الاسلامي وكيفية تعايشة مع الاخر المختلف معة عقائديا ومنهجيا ونحن نعلم ان ايران هي مربط الفرس وليس سنة العراق باي حال من الاحوال, فالسعوديه التي ترغب ان يكون العراق كماشة النار للدفاع عن المذهب الوهابي وحمايته عن طريق ضرب ومعاداة ايران والتعويل على ذلك باي ثمن كان وهذا الامر هو الطريق الوحيد الذي يحفظ العلاقة السعودية العراقيه متميزه وقد يبدو اكثر اقترابا للتصور من الفكر الوهابي السعودي باعتبار ان شيعة العراق وان كانو 60% بالمائه لايعدون الا لكونهم امتداد للتشيع الايراني بواقع الحال ولايحق لهم حكم البلد ولايحق لهم ان يتمتعو بابسط حقوق المواطنه التي ستفتح عليهم ابواب اخرى يحاولون بشتى الوسائل تغييب حقائقها عن الجميع والالزام بنسيانها والا فاننا نتسائل عن الاسباب الوجبة التي ادت الى الملك السعودي يستقبل حارث الظاري المعروف بتوجهاته المعادية للعملية السياسية في العراق ودعمة للقاعدة المعلن والمعرف ولايستطيع عبد الله ان يستقل رئيس وزراء شرعي ومنتخب من قبل العراقيين الا وجود نوايا حقيقيه لعرقلة المسيرة السياسية العراقية مادام الامر بيد شيعة العراق واللعب على ورقة الاستمرار في سياسة القتل والتفخيخ للمحاولة على ان الشيعة غير قادرين على قيادة البلد وهذا يوازي بالاساس لعبة الاطراف الاخرى لاسقاط العراق في بؤرة التوتر الطائفي من خلال ايجاد بدائل لخط اسامة بن لادن الذي خسرته بعد احداث سبتمبر ولكي يكون البرهان الاكبر على وجود تاثير سعودي في المنطقة يوازي التاثير الايراني المتنامي.
اما المسالة الاخرى التي لايمكن اغفالها هو السكوت الاميركي المبطن عن التصرفات السعوديه التي هي بالاساس لايمكنها التحرك دون موافقة اميركا وعسى ان يكون هذا السكوت هو لايجاد عملية لبننه جديده وتحويل مسارالخيار الديمقراطي في العراق الى مسار توزيع الحصص وموازنه حالة التفوق السكاني الشيعي نسبة الى الطوائف الاخرى من خلال طائف جديد مبني على رؤيا مشتركة بين الثالوث الذي نادى بوجوب ضرب الهلال الشيعي القادم ومحاربته من خلال التهويل والتهليل على ان ايران ممكن ان تستفيد من وضع شيعة العراق كقوة مضافة لتستطيع ان تشكل لوبي قوي يحكم سيطرتة على المنطقة برمته مما يؤدي ذلك الى ابتلاع المنطقة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وبالتالي ممكن ان نرى في شيعة السعودية اصوات تنادي بطلب شئ من حقوقهم المهضومة والضائعه وسط ايدلوجيات وتنظير المذهب الوهابي هذا اكثر مايخيف السعوديه ويرعبها.
لذا فان الزيارة لم ترفض لاسباب فنيه كما يقال بل هو رفض وجد لنفسة اسباب وهمية غير حقيقيه والاسباب الحقيقيه معروفة للجميع والتخوف السعودي معروف ايضا وببساطه فان زيارة المالكي الغيت لانه شيعي ليس الا....
https://telegram.me/buratha