المقالات

عندما تنكشف الهوية الحقيقية للإرهاب في العراق ..تعرف الضحية والجلاد

1767 20:40:00 2007-04-25

( بقلم : طالب الوحيلي )

الأحداث التي شهدها العراق في الأسابيع الماضية دلت على نتيجة كبيرة كانت محل تشخيص القوى المتصدية للعملية السياسية وغيرها من الجهات التي شغلها الهم العراقي وتلك النتيجة هي ان الإرهاب لم يكن باعثه طائفيا او مذهبيا ،بل هو استهداف للإنسان العراقي وللحياة بصورة مطلقة تبنته قوى بيتت أصلا لتدمير العراق وشعبه مما يوجه أصابع الإدانة لكل من رفض سقوط الطاغية ونظامه مهما تزيا او تلون او ادعى ،ناهيك عمن يريد إزاحة القوى التي اختارها الشعب العراقي دون سواها من العناصر التي تخيلت انها قادرة على القفز فوق منطق التاريخ وفوق بحر الدم العراقي التي لم تتمكن المقابر الجماعية من دفنه او إخفاء آثاره ..دولة الطالبان وأحفاد هولاكو كشفوا عن أهدافهم في هدم العراق عبر الجرائم التي استهدفت حضارته وسمعته ،وهي جزء من منظومة عالمية تريد إشاعة واقع الانكسار والتردي في المجتمع العربي والاسلامي خدمة لمصالح قوى تعرف كيف تحرك الراكد او تلطخ ما هو ناصع في تاريخنا وحضارتنا ،كما هو صراع بين عدة مدارس ومناهج سياسية لابد لها ان تزاحم المشروع الانساني الذي اختاره الشعب دون سواه ،وهذا المشروع البكر تعمد بالدم منذ قيامه وحتى ظهوره كنظام حكم منسجم مع رؤى وتطلعات القوى الديمقراطية التي قاست هي الأخرى مرارة الانكسار عبر تاريخ من التضحيات والمعاناة الطويلة ،بيد ان هذا الدم قد اختلط كثيرا ببعضه فانجلت ظلمة الوهم وغلواء الفتاوى الظالمة التي قادت الزمر الضالة لتنفذ أجندة القتل فوق ذهول الخوف ،حيث تحررت الانبار من سيطرة الأغراب وأذيالهم وسقطت مزايدات هؤلاء على صلابة القيم العربية الأصيلة التي لا يمكنها ان تنفصم عن امتداداتها في العمق العراقي مهما عملت قوى الحقد أجنبية كانت ام إقليمية او بعثية ،مستثمرة فلول العرب الأفغان المنكفئين الى العراق بحثا عن ميدان جديد لظلاميتهم وحقدهم على بيضة الإسلام وطهارته ،فاستغلوا ردود فعل بعض أبناء محافظة الانبار ومواقفهم المناهضة للاحتلال في أجيج الفتنة العمياء منذ أول رسالة للمقبور الزرقاوي التي أعلن فيها إستراتيجيته في قتل بعض الشخصيات العراقية المهمة واتهام الحرس الوطني او منظمة بدر بتلك الجرائم بغية إشعال حرب أهلية لا يخمد أوارها ولا خاسر فيها سوى الشعب العراقي ،ولعل الوثائق التي عثر عليها في مخابئ عصابات القاعدة تفضح الكثير من الجرائم التي راح ضحيتها شيوخ عشائر وزعامات قبلية وسياسية كان همها اخراج العراق الظروف القاهرة التي وقع فيها اثر اندحار الطاغية صدام وسقوط نظامه ،من ذلك اعتراف القاعدة بقتل الشيخ نصر الفهداوي حيث ورد في احدى الوثائق التي نشرت عبر الرابط التالي (http://www.ctc.usma.edu/harmony_docs.asp) حيث ورد ما نصه((واليك يا شيخ بعض الأحداث التي حصلت في الرمادي 1ـ الشيخ نصر الفهداوي شيخ عشيرة البو فهد والذي كان مرشحا لاستلام منصب محافظ الانبار هذا الرجل عمل حثيثا على حرب التنظيم بكل ما أعطي من قوه مادية ومكانه اجتماعيه في الرمادي وقد استخدمنا معه الطريقة التالية : اولا سكتنا عنهم في مرحلة الانتخابات حيث عملوا سيطرات وحشد من عشيرته العشرات وبدأوا يفتشون السيارات وتعدوا وتجاوزوا على الإخوة مرات عديدة وقد صرحوا هم بذلك وبعدها قام الإخوة بمداهمة القائد الميداني والرأس المدبر والمسير لثوار الانبار في البو فهد فقاموا بمداهمة منزله في منتصف الليل بملابس الحرس الوثني وسياراتهم ثم أخذوه وقتلوه ولله الحمد . وفي الصباح التالي بدأ جيرانه واهل بيته يحدثون العشيره بأن "الحرس الوطني ويقولون سمعنا منهم من يتكلم الانكليزية اي ان الأمريكان هم الذين اخذوا ابا ضاري " وتم قتله ولم يتم الإعلان او التبني لأي مسؤوليه تجاهه والحمد لله))!!! ....ينبغي ان تنكسر أعين من أدعو مقاومتهم للمحتل فجندوا أنفسهم أذلاء أمام سيوف الذباحين وهم يقطفون رؤوس الخيرين من أبناء وادي الرافدين ،ثم لتنكفي تلك السيوف لتحز رقابهم دون رحمة او ضمير حي ،أبناء ديالى هم اليوم في ذات المعركة مع فلول القاعدة التي انهزمت في الانبار وهي تستهدف الجميع دون تمييز ملوحة بجعل العراق ولاية خاضعة لوهم التكفيريين ،فيما يبقى البعثيون بلا عقيدة وطنية يرتمون في أحضان كل من هب ودب بعد ان باعوا أنفسهم لعقيدة صدام المقبور ،وكان الأجدر لهم ان يعلنوا براءتهم من ذلك الماضي ويرضون بالبديل العادل الذي أتيح لهم مادامت أيديهم لم تلوث بدماء أبناء العراق ،وقد لوثت أيديهم جميعا بكل دم أريق ما داموا السبب المباشر في هتك حرمة القانون وعدم الرضوخ للواقع والإذعان لهزيمتهم السياسية والعقائدية ..قالت مصادر، مقربة من عدد من فصائل مسلحة، أن تسعة فصائل اجتمعت أخيراً، في إحدى العواصم العربية، اتفقت على تأسيس «مكتب تنسيق»، يستهدف عزل «ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق» وجميع الفصائل المتشددة التي تتاجر بدم المسلمين، و «قطع دابر المتنطعين والوصوليين والنفعيين الخارجين عن عقيدة الجهاد». الفصائل المسلحة تلك أعلنت براءتها من القاعدة وإمارتها الطالبانية ،وقد قدمت بسبب ذلك خسائر بالأرواح والممتلكات ،وامتدت تلك الخسائر لتحصد النفوس الطاهرة للنساء والأطفال عبر أبشع جرائم التفجير بالكلور وغيره ،ولأنها متغلغلة في عمق المناطق السنية للأسف ،فانها تتصدى مباشرة لأبناء تلك المناطق بعد ان حوصرت تماما من قبل القوات العراقية ،لذا ينبغي على تلك الفصائل ان تستثمر المصالحة الوطنية وان تثبت وطنيتها الحقيقية وتفهم إرهاصات المرحلة وتعقيداتها ،بعد تلك المرحلة من المغامرات التي كادت ان توقع العراق بحرب أهلية هي منتهى رغبات أعداء العراق ،وان تسخر قدراتها للحكومة الوطنية أملا في تدارك الخلل والتهشم والسعي لتوحيد الكلمة لتظهر المعدن المكنون لها ان أرادت فعلا إنهاء وجود القوات الأجنبية، وتلك رغبة وهدف معظم القوى المكونة للحكومة الوطنية ومدار فتاوى وتكاليف المرجعية الدينية العليا التي اوجبت سلوك الخيار السلمي في تحرير العراق ،وفي ذلك تكفير لتلك الفصائل عن الدماء التي أريقت والخراب الذي طال العراق،والازمنة والثروات المهدورة بسبب هذا الخراب..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك