( بقلم : شوقي العيسى )
لم يأتي الإسلام لكي يفرض على المجتمعات دويلات يسميها بما يشاء قادة لم يتعرّف عليهم المجتمع والعالم أجمع إلا من خلال قتل وذبح الآخرين وسياسة التهديد والوعيد التي تنطلق من هنا وهناك ، بل جاء الإسلام رحمة للعالمين ونور وهداية هكذا كان وسيبقى الإسلام لا كما يصوره قادة الإرهاب.
بالحقيقة أنني كمسلم أشعر بالتقزز عندما أسمع من خلال وسائل الإعلام يطلق على هذه الثلل الإرهابية والإجرامية والقتلة "بدولة العراق الإسلامية الإرهابية" لما لتأريخ هذه المجاميع التي تعرفنا على أهدافها وتأريخها من خلال القنوات التي تخدمهم أمثال "قناة الجزيرة" وماشاكل ذلك فقد رأيناهم ملثمين متخفين متصنعين يقتلون الأبرياء ويذبحون ببغيهم كل إنسان شريف يكن المحبة لدينه ومعتقده ويحافظ على وطنه وعرضه ولم يسمح لهم المتاجرة بأسم الدين الإسلامي الذي هو بريء منهم ومن أعمالهم.
عندما بدأت حركة قادة الإرهاب من السعودية العربية وتم طردهم من المملكة آنذاك وحسب الإستطرادات والشواهد والدلائل، أن المملكة العربية السعودية والتي تعتبر دولة إسلامية فما كان من "تنظيم القاعدة" إلا أن يرفع راية الإسلام غطاء يغطي تبعاته المشبوهه مرة ويحاول قدر الإمكان تحميل وزر أخطائهم وشرذمتهم على الدين الإسلامي وهذا كان المنطلق الذي إنطلقت منه المجاميع الإرهابية "وتنظيم القاعدة" بالذات ولذلك خططوا لهجماتهم التي طالت أبراج أمريكية وتبنيهم للهجمات آنذاك ماحوّل مجرى تفكير العالم ضد الإسلام وإعتبره الدين الوحيد الذي يصدر الإرهاب وهذا حسب الدلائل والوقائع التي تطرح على الساحة ، حتى وإن فرضنا جدلاً أن أمريكا هي التي حركت هذه الأطراف لتحول الصراع الغربي العربي الإسلامي الى المنطقة فإن ذلك لايبعد الشبهه والشكوك عن تنظيم القاعدة أو عن الجهات التي دخلت في ذلك المعترك والمخطط ضد الإسلام وتشويه سمعته ورؤيته الحقيقية.
الغريب والعجيب من كافة وسائل الإعلام الغربي والعربي المسموع والمرئي والمقروء وغيرها من وسائل الإعلام عندما ينطقون ويعلقون على هؤلاء فينعتونهم بما يرغب به قادة الإرهاب فمثلاً يطلق عليهم "بدولة العراق الإسلامية" وهذا فعلاً مغاير للواقع والمنطق فتارة نرفض مايدعونه ويمارسونه جملةً وتفصيلاً وتارة أخرى نذيع ونروج إليهم وننعتهم بالأسماء والأوصاف التي هم يبتغونها ، فيجب علينا وعلى الإعلام كافة تغيير تلك النظرة وحصرهم بدائرة ضيقة بناءاً على المفهوم العام والتوجه الذي يتوجهونه وعلى الأقل حصرهم إعلامياً لكونهم قتلة الإعلام بأقل تقدير وللواقع المؤلم والأهداف التي يحملونها ، فالنظرة التكفيرية ضد الآخرين التي يحملونها وجادين في تطبيقها من خلال قتل وإغتيال كافة القادة البارزين الذين يعترض طريقهم بل تعدى الأمر الى إزاحة مجاميع من أبناء الشعب العراقي عندما تحين الفرصة لهم وكل يوم نسمع ونرى بياناتهم وتهديداتهم بصفتهم "دولة إرهابية" وبالحقيقة أنا أستكثر أن أقحم أسم الإسلام أن يقترن بهؤلاء فمن اليوم وصاعداً أسميهم "بدولة الإرهاب" وكذلك لايروق أن نقرن إسم العراق بهم كأن نقول "بدولة العراق" فهذا بالحقيقة كبير عليهم ولايستحقون أن ينتموا الى إسم هذا البلد صاحب القيم والمبادىء والمقدسات والحضارات ،فلا يمكن أن ندنس حضارة عمرها سبعة آلاف سنة قبل الميلاد بثلة خيّم شبحها على هذا البلد ،إذن فهي دعوة الى كل الشرفاء ووسائل الإعلام بتسميتهم بمصطلح الإرهاب والإجرام وهذا الذي ينطبق عليهم فعلاً وحقيقةً.
فهؤلاء الأوباش عندما أعلنوا عن مايسمى بدولتهم لم يأخذوا رأي محكوميهم وكأن هذا الشعب أصبح بليلة وضحاها قطيع من الأغنام يقوده ويتسلط على رقابه الذباحين والقتلة والخارجين عن القانون وممن حكم عليهم بالمؤبد في دولهم وتم إطلاق سراحهم لتنفيذ عمليات إجرامية في العراق وهذه الحقيقة التي دأبت عليها غالبية الدول العربية التي تساند وتدعم الإرهاب بإرسال وحوشهم وبهائمهم من داخل السجون الى العراق لينفذ مهمة داخل العراق ويطلق سراحه بشهادة حسن السيرة والسلوك .
ويبقى العراق وأرض العراق الأرث المعتمر الذي يرصده الجميع ويرقبه الجميع ويتربص به الجميع، وأنى ومتى يتهاوى هذا الصرح بأكمله بعد هذه الجراحات والضربات لكي يكون المقتسم الذي ينهش به كل مفترس ويأخذ منه كل غادر ومكتئب لينتهوا بعد ذلك بحرابٍ بينهم تأتي على آخرهم فتعساً لهم وتباً لهم وتباً لدولة في العراق يُعلن عنها من هو متخفي عنها خارج منها ليس بعراقي بأرضها .
https://telegram.me/buratha