بقلم: علي حسين علي
الهم الواحد.. والصوت الواحدمن حق علماء السنة علينا ان نستمع اليهم وان نتفهم ظروفهم وطروحاتهم ودفاعهم عن الاسلام عموماً وعن انفسهم خصوصاً.. ولعل زيارات علماء السنة للمراجع العظام في النجف الاشرف ولسماحة زعيم الائتلاف العراقي الموحد في بغداد، لعل تلك قد اثر ت معارفنا عما يعانيه اولئك الاخيار من العلماء وعموم اخواننا ابناء السنة، ولعلها ايضاً قد وفرت لنا معرفة اضافية بنزاهتهم وصدق نياتهم فضلاً عن حرصهم البيّن والواضح والذي لا لبس فيه على تمتين الاخوة الاسلامية بين مختلف المذاهب في العراق.. وعلى تمسكهم ايضاً بوحدة هذا الوطن العزيز.وكان لقاء علماء السنة بمراجعنا العظام في النجف مفيداً جداً حيث سمعوا من سماحة الإمام السيستاني ما يطمئن كل اهل العراق من حيث جاء قول سماحته: لا فرق بين السنة والشيعة في العراق.. وقال سماحته مخاطباً اياهم: انتم اخوتنا بل انفسنا وان اختلاف الاجتهادات العلمية والدينية بين العلماء لا توجب الاختلاف مطلقاً، قولنا كقولكم ولا فرق بيننا وبينكم.. وسمع الوفد الزائر في النجف الاشرف من المراجع الآخرين ما سمعه من الإمام السيستاني ليخرج من كل لقاءاته وجولته في تلك المدينة المقدسة بما يطمئن قلوب اعضائه ويعزز ثقتهم.وفي بغداد، التقى الوفد بسماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.. وقد اسمع سماحته وفد الخيرين ما يرسخ حقيقة هي ان الزعامات السياسية حريصة هي الاخرى على وحدة المسلمين اولاً ووحدة ابناء العراق ثانياً والاصرار على مواجهة عدو العراق وشعبه وهو الارهاب التكفيري والصدامي ثالثاً، وقال الحكيم لوفد العلماء الافاضل: (ان العلاقة بين الشيعة والسنة هي في الواقع علاقة قديمة وللتزاوج والجوار دور كبير في ترسيخ هذه العلاقة)، مضيفاً سماحته: (لايوجد عداء بين الطائفتين ولم يكن هناك صدام بينهما منذ القدم والى الآن، ولكن بعض الاطراف من المحسوبين على السنة والذين ارتبطوا بالمجاميع الارهابية يريدون تأجيج الفتنة) مشيراً الى (ان رسالة المقبور الزرقاوي الى اسامة بن لادن في عام 2003 والتي اكد فيها انه لا يوجد مجال عمل في العراق الا اذا كان هناك خلاف بين الشيعة والسنة ولابد من العمل على احداث الفتنة بينهما) بهذا الكلام الواضح والصريح خاطب سماحة السيد الحكيم اخوته من علماء السنة، وقد ابان من خلاله امرين مهمين الاول: التمسك بالاخوة ما بين الشيعة والسنة وهو قرار لا رجعة فيه ولا جدال حوله، والثاني: هو ان ما بين اوساط السنة هناك من يعمل على اختلاق اختلافات ويدفع بالامور الى حد التصادم بين ابناء الاسلام الواحد، ولكن تلك المساعي الظالمة والجائرة قد خابت وتبددت رغم ما تعرض له الشيعة على ايدي الارهابيين التكفيريين من جرائم ومذابح وتهجير، وبذلك الحديث القيم اشار سماحته الى ان ابناء السنة يواجهون الارهاب ويدفعون ثمناً باهضاً، فالتكفيريون قد اتجهوا اليهم بالقتل والمفخخات وبالغاز القاتل.من هذا الحديث الذي تفضل به سماحة السيد الحكيم الى الاخوة من علماء السنة يتأكد امر في غاية الاهمية وهو ان كل العراقيين يواجهون عدواً مشتركاً هو الارهاب التكفيري والصدامي وانه لا يجوز ان نحمّل طرفاً معيناً مسؤولية ما يقوم به هؤلاء القتلة.. ولعل هذا ما دفع بعض علماء السنة المجتمعين الى سماحة السيد الحكيم للقول: ان تحركهم هذا جاء للحفاظ على سمعة العلماء ولبيان الحقيقة وحفظ دماء المسلمين، مشددين على عدم وجود مقاومة في العراق وانما هناك مجاميع من البعثيين والصداميين والتكفيريين من الذين ضربت مصالحهم والذين لا يقبلون بالمعادلة الجديدة القائمة في العراق.وما يستخلص من كل هذا هو ان مراجعنا العظام وزعامتنا السياسية قد اكدوا لاخواننا علماء السنة، بان ما يشغل فكرهم هو ما يشغلنا ايضاً، فضلاً عن الحرص على وحدة العراق وسلامة اتجاهه والرغبة الاكيدة في الوقوف بوجه الارهاب التكفيري الصدامي.. ذلك ما اجمع عليه كل من التقاهم الوفد، وما اتضح من احاديث علماء السنة وتصريحاتهم.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha