بقلم: حارث محمدالخيون
سابقاً كنت أسمع من مدرسّي العزيز في مادة الرياضيات أن لغة الارقام دقيقة جداً وناتج العمليات الحسابية هو رقم معين ، إذا أخطئت برقم زيادة أو نقصان فأن العملية الحسابية تعتبر خاطئة والنتيجة هي (صفر) في ذلك السؤال الذي أخطأ فيه .لاأعلم هل أن أرقام مادة الرياضيات والارقام التي تتعامل معها الفضائيات هي مختلفة .فكثيرة هي الاحداث والكوارث والتفجيرات وغيرها من المشاكل التي تتعرض اليها البلدان في مختلف ارجاء العالم وان هذه البلدان بالتأكيد لديها جهات إحصائية رسمية تقوم بحصر الخسائر البشرية والمادية وكذلك تقدير الخسائر التي تخلفها الاحداث الكارثية مثل الزلازل والانفجارات والعواصف والفيضانات وغيرها.المثير للانتباه والعجب هو نقل بعض الفضائيات أرقاماً متباينة تماماً عما تُصرح بها الجهات او المصادر المسؤولة المعنية في الأمر .. كما حدث في الارقام التي بثتها مجموعة من الفضائيات العراقية والعربية والأجنبية ومنها أرقام متقاربة حول عدد الأشخاص الذين استشهدوا بالعملية الارهابية عندما إنفجرت السيارة الملغومة قرب مرآب في كربلاء يوم 14-4 الماضي. وإليكم الارقام: في فضائية العراقية ، ظهرت المذيعة وهي تتصل بمحافظ كربلاء وتستفسر منه عن الحادث وعن عدد الشهداء والمصابين فقال لها كنت في المستشفى وفي مكان الحادث وكانت الحصيلة لحد الآن (34) شهيداً أي المحافظ حدد الرقم الا ان الشريط الاخباري المتحرك للفضائية يقول ان عدد الشهداء (32) شهيدا أي في نفس الوقت الذي حدد منه المصدر المسؤول .العدد الأكيد هو في قناة الشرقية إذن !! وهذه القناة منعت من العراقيين أنفسهم لأن الكل يعلم بالجهة المسؤولة عن هذه القناة التي تضررت كثيراً بالتغيير السياسي الحاصل في العراق حالياً .. فإعتمدت على تضخيم الأحداث وتُركز على كل ما هو سلبي في أي خبر حتى وان كان لا يحتاج الى بثهُ اكثر من مرة لانهُ لا يستحق وفق العرف الاعلامي. المهم ان هذه الفضائية وضعت الرقم (65) شهيدا لنفس الحادث (تفجير مرآب كربلاء).يبدو انها توقعت أن عدد المصابين الذين بحالة خطيرة جداً قد يضافون الى أعداد الشهداء!! فضائية العربية اختارت الرقم (40) ولست أدري على أي مصدر إعتمدت لربما على مراسلها المتواجد في بغداد الذي يتصيد الأخبار من هنا وهناك .قناتا العالم والجزيرة اتفقتا على رقم (56) وهذا العدد من الشهداء كأنه من الواضح لهاتين الفضائيتين إنه مناسب لموقع مثل كربلاء ومكان مثل مرآب لنقل الركاب.!أيها القارئ الكريم ارجو ان تعيد تدقيق الأرقام بنفسك للأحداث القادمة .. وتقوم بدراسة معمقة لكل فضائية والجهة التي تمولها هل هي مع هذا أو مع ذاك ؟! لاأدري على من نعتمد لمعرفة حقيقة ما يجري على الساحات المحلية والعربية الدولية وبمصداقية خالية من التضخيم أو من العداء المدبر لهذا البلد أو ذاك أو النكاية بهذه الحكومة أو تلك بسبب المواقف العدائية؟ ولاندري هل أن أرواح العراقيين أصبحت رخيصة الى درجة أصبحت الفضائيات تتلاعب بحسب أهوائها ومرجعياتها بذلك الدم البريء الذي يراق كل يوم بدون أي سبب ؟؟في الختام أوجه دعوة الى كُل مدرسّي الرياضيات في العراق بأن يتكاتفوا جميعاَ من أجل إنشاء فضائية ( رقمية ، رياضياتية ، علمية ، صادقة ) لكي يبعدونا عن الاشكالات والاخطاء التي نقع فيها ولانجني سوى الصفر في المحصلة الاخيرة !!
حارث محمد الخيونharethalasde@yahoo.com
https://telegram.me/buratha