( بقلم : حارث محمد الخيون )
خطوة بعد أخرى نحو الأمام توصلنا الى نهاية الطريق ، ولا يهم إن كانت هذه الخطوات بطيئة أو سريعة ، المهم هو الوصول الى نهاية الطريق بسلام وآمان .المطلوب أولاً التحقق من سلامة الطريق الذي نسير فيه لنثبت عليه اقدامنا خشية من الانزلاق ، واكثر ما نخشاه هو التراجع أثناء تقدمنا لحالات قد تفاجئنا او لظروف قد تفرض علينا لأسباب متعددة ، فواقع الشعب العراقي من خلال مسيرته الطويلة على الرغم من تعرضه لشتى أنواع الظلم والقهر والاستبداد إلا أنه كان ولازال محباً للتقدم في كافة المجالات وكان صاحب الارادة في تحدي الصعاب للوصول الى هدفه ومبتغاه ، وقد اثبت هذا الشعب العظيم للعالم أجمع نجاح نظريته في التحدي التي آمن بها وسار وفق مبادئها في طريقه الطويل ، وقد لمسنا بالأمس القريب كيف تحدى شعبنا الحبيب تهديدات الارهاب وأوصل صوته الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليه في مجلس النواب، وكيف كان اصراره في دعم حكومته المنتخبة لتطبيق برنامجها السياسي ودعمه اخيراً لخطة فرض القانون ومحاربة الارهاب بكل اشكاله.
وبالرغم من كل المخاطر التي تعرض لها العراقيون وبرغم ما قدمه من تضحيات جسام في الارواح فإنه لم يتراجع في خطواته عن التقدم ولن تثني عزائمه المفخخات الحاقدة ولا رصاصات الغدر . كما انه لن يرضى ان تكون خطوات حكومته المنتخبة ثقيلة او تراوح من مكانها، لأن كل تأخير في الخطوات يقابله قفزات للأمام من قبل الارهاب وبذلك تكون المعادلة خاسرة بالنسبة لشعب العراق .ان هذا الشعب قدم قرابين يصعب احصائهم في سبيل تحرر العراق من كل أنواع الظلم والاضطهاد ولازال ماضياً في هذه المسيرة ، على أمل أن يأتي الغد المشرق وتتحق أحلامه فهو مستعد أن يساند أي من يريد أن يقدم يد المساعدة والعون له ..
لذا فالشعب لا يريد من حكومته التي انتخبها أن تتراجع خطوة واحدة للوراء بأي تبريرات كانت لأنه على يقين من ان أي تراجع يزيد في قوة أعداء الشعب ، وبالمقابل فالشعب لا يريد التسامح مع ذبّاحي ابنائه بحجة المصالحة الوطنية، ولا يريد اطلاق سراح القتلة من سجونهم بذريعة العفو العام الذي يدعو له البعض، فالشارع العراقي لا يريد من حكومته انتهاج سياسة اللين والتراخي مع صانعي المتفجرات والمفخخات باعتبارهم (مقاومة) كما يسميهم البعض ويدافع عنهم بدون حياء .
والشعب لا يريد ان تتباطأ الحكومة في تنفيذ أحكام الاعدام بحق المجرمين الذين أدانهم القانون . حيث يعتبر التباطؤ في التنفيذ تراجعاً يشجع الخارجين عن القانون بارتكاب المزيد من الجرائم . كما انه لا يريد من حكومته الوطنية التنازل عن بعض المكاسب التي حققتها الملايين بدمائها لمصلحة العراق الجديد بينما يحاول الآن بعض المتضررين من النظام الديمقراطي الغاءها او تعديلها لمصالحهم الذاتية مستغلين دعوة المصالحة لغرض التخريب وتمرير مؤامراتهم ، لذلك يحرص كافة المخلصين من أبناء الشعب على بقاء الحكومة حذرة من دعوات المشبوهين المبطنة وان تدفع بخطواتها نحو الأمام دائما دون تراجع ، فتراجع خطوة واحدة في يومنا هذا يعني خسارة اميال من مسيرة الأمس ، أعتقد إن هذا هو مطلب الشعب من الحكومة التي إنتخبها .
https://telegram.me/buratha