المقالات

الشيعة

2166 03:13:00 2007-04-22

الصحفية السعودية سمر المقرن في حديثها عن الشيعة

« الشيعة» عالم مجهول بالنسبة لكثير من السنة في السعودية, اعتدنا أن لا نراهم ولا نلتقي بهم فلديهم منطقتهم المعزولة اجتماعيا في شرق السعودية «القطيف وسيهات وغيرها» أتذكر أولى خبرة لي تعاطيت فيها مع إشكالية الشيعة والسنة,عندما ذهبت في زيارة للأحساء وأنا لم أتجاوز الرابعة من عمري, كنا في سيارة والدي نبحث عن موقع جبل قارة فنسأل المارة عن المكان فإذا بأحد أشقائي يحذر من أن هذا الشخص يبدو من هيئته انه من الطائفة الشيعية وعلينا أن لا نصدقه فهو لا يريد بنا إلا السوء وإن نعت لنا الطريق شمالا فهذا يعني أن الطريق الصحيح باتجاه الجنوب, من خلال هذه العبارة بدأت أسال والدي ووالدتي بفضول حول هؤلاء الذين يكرهوننا, لماذا يكرهوننا؟ وكيف؟ وهل هم سعوديون؟ وهل هم مسلمون؟ كل الإجابات جاءت سلبية وهنا أيقنت من الخطر المحيط بي فلم استمتع بزيارة جبل قارة بل كنت اشعر بالرعب خوفا من أن يراني أحد الشيعة فيقتلني . هذه الخبرات والتراكمات بنيناها كمجتمع سعودي لم يتعود على الاختلاف وكانت النتيجة هي الإقصاء. فأنعزل المجتمع الشيعي عن السنة ومشى كل منهم في طريقه وعاش كل من الطائفتين في مجتمعه الخاص. وتمتد الذكريات في الصبا عندما التقيت بفتاة كويتية قبل خمسة عشر عاما, وقتها كنت أعيش بالإمارات وجمعني بها صداقة وحب وإخاء . لا أنكر أني في بداية تعارفي بها شعرت بأن هوة عميقة بداخلي تجاهها, حاولت الابتعاد عن كل التراكمات وأبحث فقط عن ما يجمعني بها من علاقة إنسانية صادقة . أتذكر بعد أول زيارة لي لمنزلها قذفتني عبارات التأليب واللوم والتحذير من الأصدقاء والأقارب: كيف استطعت تناول الطعام بمنزلها وهذه الطائفة التي تكرهنا تبصق لنا في الطعام حسب القول السائد في منطقة نجد؟ أجبت: هذه صديقتي ولا يمكن أن تؤذيني, لا أنكر أنني نتيجة لهذه التراكمات كنت أراقبها وأسال نفسي عشرات الأسئلة وما بين الحيرة واليقين اتجهت إلى دليلي الأول والأخير وهو عقلي . في نهاية شهر يونيو الماضي ذهبت إلى صنعاء للانضمام بدورة لتدريب المدربين في حقوق الإنسان التي قام بتنظيمها مركز الدراسات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن, استمرت هذه الدورة لأسبوع كامل, كان المشاركون خليط من الدول العربية وهم خليط أيضا من التوجهات الفكرية والطائفية, جمعتني هذه الدورة بزميلين من منطقة القطيف من المعروفين بالاهتمام بجانب حقوق الإنسان, فتحنا العديد من الحوارات حول السنة والشيعة وعن المأساة التي تحاصرهم من كل صوب واتجاه, قلت لهم أثناء النقاش لدينا فئتين مستضعفتين في مجتمعنا السعودي ويجب أن يتم قبول النقد منهم فهذا من حقهم والفئتين هي «المرأة والشيعة» وطالما لم يأخذوا حقهم فيجب الاستماع لهم على الأقل . ما أكثر ما سمعت أراجيف الذين يقولون لنا أن الشيعة ليس لديهم ولاء للوطن, لكن هذه الأراجيف هوت أمامي لما وجدته من هؤلاء الزملاء من الوطنية الحقة الصادقة . حتى أن أحد الزملاء بالدورة من البحرين قال لي مازحا انظري لزملائك إنهم يتحدثون بفخر عن وطنهم رغم ما يُمارس ضدهم من إقصاء, فأجبته: «إن الوطن لا يقبل المساومة, وهو ليس حكرا على فئة معينة, الوطن للجميع وعندما ننادي بحق من حقوقنا فهذا لأننا نحبه ». في رواية «القِران المقدس» لكاتبتها التي اختارت اسما مستعارا هو «طيف الحلاج» تحدثت عن قصة فتاة سعودية من الطائفة الشيعية تُدعى - ليلى - تناولت الموروثات الدينية من جهتين الأولى, المبدأ الأساسي لديهم وهو «التقية» أي التعايش بسلام تحت ظلال أي دولة فهذا المذهب لا يحثهم على مواجهة العنف بالعنف», أما الجهة الثانية, فعبرت خلالها عن رفضها لكثير من هذه الموروثات سواء ما تخص الشيعة أو السنة خاصة تلك التي تجعل المرأة منبوذة مقهورة ويظهر ذلك في مواقع كثيرة من الرواية منها قولها «الأنثى عورة.. روحها وعقلها وجسدها وكل ما فيها عورة وأحيانا يضاف إلى صفة عورة نجسة أيضاً ». أعود لحكاية الاسم المستعار للكاتبة, بعد أن نعتها الكثير بالجبانة لعدم إشهارها الاسم الحقيقي, الجُبن في مجتمعنا قد يكون شجاعة أحياناً, «طيف الحلاج» صاحبة رسالة أرادت عرضها دون أن ينشغل الناس بشخصها فتأخذ الرواية المنحنى الشخصي وتبتعد عن الجوهر ولو كنا مجتمعا مدركا لمعنى التعايش مع الاختلاف, لما اضطرت الكاتبة لإظهار روايتها باسم مستعار . كل هذه الجهود الشيعية الرائعة هي إباء وإصرار من إخواننا الشيعة إلا أن يساهموا في بناء الوطن كما نحلم به في مرحلة الميلاد الجديد والإصلاح المأمول والعيش المشترك في مجتمع مدني يكفل الحقوق ويحفظ الكرامة للبشر, لكل البشر .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أحمد الشامي
2007-04-22
الحملة الشعواء على الشيعة منذ 14 قرن هو تمسكهم بعترة ال البيت النبوي الشريف وثباتهم على بيعة الغدير التي نفض معظم صحابة الرسول الاكرم يدهم منها, لذلك عاقبهم الاسلام الاموي و العباسي وقالوا فيهم مالم يقله مالك في الخمرة و الصقوا بهم التهم و الشناعات ظلما و بهتانا, لذلك على الكتاب و المثقفين الشيعة ان يحسنوا استغلال الثورة المعلوماتية لدحض هذه الاراجيف للتعريف بمذهبهم دون المساس بما يعتبره السنه من المسلمات و المقدسات, و الله الموفق
عزت الاميري
2007-04-22
لاتستغربوا اي افك فالمنافقون السنة من السياسيين ورثة البعث الغاشم الان اليوم ينقلون كل صورة سيئة الم يصرح شبكشي بان لديه فتوى من السيد السستاني ان يجب غسل اليد بعد مصافحة السني؟ ولكن بجرأة اقولها اعلامنا متجمد ولا يرد بسرعة الحدث بل يترك الصورة ضدنا لحين اكتمال زيفها! عندها الرد تحصيل حاصل! وسوال هل محجوب عنا الان فقرة اتصل بنا؟ لاني منذ الامس لااراها؟ هل مختصة بي اسال الاخ محسن علي اجد الاجابة1! رد الوكالة : الاخ العزيز عزت الاميري فقرة اتصل بنا موجودة تحت قسم قائمة الكتاب والمصادر يمكنكم التحقق من ذلك
بنت المدينه المنوره
2007-04-22
ماذكرته الصحفيه سمر المقرن صحيح حول تعامل المجتمع السعودي مع الشيعه واكثرها افتراء على اخواننا الشيعه ولكن اذكر هنا ان امي كانت تحكي بان لهم جيران من الشيعه وهي صغيره وتقول بانهم قمه بالاخلاق والنظافه وليس كم يدعي البعض واختي لها زميلات شيعه وتحبهم وليس كل سنه السعوديه ضد الشيعه وصراحه تقال اننا بالمدينه المنوره لنا اختلاط معهم والكلمه السائده بيننا الان ان كل ماقابلت شخص ونتكلم عن الشيعه يقول انهم يغلوبننا باخلاقهم الرفيعه وعلمهم واحترامهم ودام الله علينا نعمه الوحده باذنه تعالى
جعفر الساعدي
2007-04-22
أولاً أشكر الأخت المحترمة سمر المقرن على مقالها الرائع هذا واشكرها على صراحتها .. أقول اني كشيعي والله لم أسمع من أحد من أهلي أو من جنس مذهبي أن تناول الطعام عند السني ممنوع او حرام او غيره .. وانا لي العشرات من الأصدقاء من الاخوة السنة وما دار ولم يدر في خلدي يوماً أن أتجنب الأكل معهم ... بل حقيقة اتحدث معهم وخصوصاً عن الاختلافات المذهبية بشيء من المجاملة والملاطفة ودون أن ينزعج أحد من كلامي .. كل سني شريف أخي طالما لم يفكر بقتلي ولم يحلل دمي ...
عدنانالطاهر
2007-04-22
حبذا يا اخت سمر لو حذا حذوك المثقفون السعوديون والعرب والمسلمون وتركوا مساحة ولو صغيرة للحوار يمكن للجميع من خلالها التفاهم والتقارب اكثر تحت راية الاسلام العظيم ولكن انا لله وانا اليه راجعون .
سلطان علي (محب للعراق و أهله)
2007-04-22
اليست السيدة سمر المقرن في وصفها لشيعة السعودية كأنما هي تصف شيعة العراق؟ لو لم تذكر سمر في مقالها انها تصف شيعة السعودية لما عرف احد او شك في انها تتحدث عن شيعة العراق. الشيعي يحب وطنة اينما كان, يكرم ضيفه, و ليس لدية كراهية مسبقة لاحد مهما كان دين او مذهب ذلك الاحد, يستند الشيعي إلى تراثه و ثقافتة الدينية و يترسم خطى اهل البيت (ع) و يتحمل بذلك الظلم و الجور من الاخرين و يواجه فتك الاخرين به و لا يظلم او يجور على أحد متمثلا في ذلك مسلم بن عقيل (ع) و قول النبي الاعظم (ص): "المؤمن قيد الفتك".
علي السبع
2007-04-22
اللهم صل على محمد وآل محمد الحمد والشكر لك يارب فقد بدأ الحق يحصحص بإذنك يارب العالمين ...........
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك