( بقلم : اسعد راشد )
في تصريح غريب من نوعه لوزير الدفاع الامريكي غيتس يدعوا فيه الحكومة العراقية الى "مد يد العون لسنة العراق" ويحثها على المصالحة الوطنية
دون ان يوضح من "هم السنة" الذين يقصدهم واي الاطراف التي يمكن المصالحة معها ‘ هذا في الوقت الذي تتحرك فيه الماكينة الاعلامية العالمية وخاصة العربية في تشويه الحقائق على ارض العراق وممارسة التضليل على مستوى كارثي لحجم الاعتدءات والمذابح التي يتعرض لها شيعة العراق يوميا بفعل مفخخات العرب وبهائم الوهابيين الذين ترسلهم وتجندهم السعودية لقتل الشيعة العراقيين .
تصريح غيتس والاعلان عن بناء سور الاعظمية وما رافق ذلك من تصريح لقائد عسكري امريكي بان السور هدفه وقف الاعتداءات التي يتعرض لها اهالي الاعظمية من قبل الشيعة ! في المناطق المجاورة حيث يقول ذلك الكولونيل الامريكي ان "ان الشيعة يهاجمون السنة في مناطق الاعظمية فيضطر السنة للانتقام والثأر ردا على اعتداءات الشيعة "!! " وان السور يقام لحماية السنة من الاعتداءات " ‘ هذا الامر يصور وكأن الشيعة هم المعتدون وليسوا هم من تتعرض مناطقهم بشكل يومي لهجمات السيارات المفخخة والانتحاريين والمذابح البشعة التي يذهب ضحيتها المئات من النساء والاطفال والشيوخ وغيرهم من الابرياء فيما يستمر الاعراب وجامعتهم الكسيحة في عهرهم وقذارتهم بدعم الارهابيين والقتلة ورفض الاعتراف بحقوق الشيعة في اوطانهم وانهم جزء من المنطقة ولهم من الحقوق ما لغيرهم .
ان الحملة الاعلامية الجهنمية والخبيثة التي تستهدف الشيعة وتصورهم وكانهم هم من يقومون بالاعتداءات وخاصة مع بناء سور الاعظمية هذه المنطقة التي تصدر الارهابيين وتحتضنهم وتوفر لهم الملاذ الامن وهي ذاتها التي ظهر فيها صدام المقبور علنا قبل سقوط نظامه بساعات محاطا باهاليها وهم يشدون على يديه هذه الحملة تدخل ضمن خطة حكام العرب الجديدة وبمشاركة غبية من قبل اطراف في الادراة الامريكية لتمكين المجرمين والارهابيين القتلة على رقاب الشيعة واعادتهم الى مواقعهم في اطار صفقة اقليمية ودولية ضحيتها هم الشيعة والعراق باكمله .
اللعبة التي تمارس ضد شيعة العراق هي اكبر مما يتصوره بعضا من شيعتنا ‘ الاعراب لا يقبلون باقل من ابادتنا واعادتنا الى عهد العبودية والذل وهذا هو ديدنهم فاالسكوت على مايجري بحق الشيعة و عدم الرد على التصريحات التي يطلقها بعض المسئولين هنا وهناك لترضية القتلة والارهابيين والجلادين على حساب المظلومين و ضحايا الارهاب العربي سوف يشجع المعتدي على التمادي في ظلمه وسفكه لدمائنا ولن يخدم قضايانا ولا الدميمقراطية التي نرجوها للعراق .
ليبنوا السور للاعظمية وليقولوا ما يشاءوا اما ان يقوموا بتشويه الحقائق وقلب الامور بحيث يتحول الضحية الى جلاد وجلاد الى ضحية فهذا ما لا بقبله لا العقل ولا العقلاء ‘ فعندما يقول غيتس ان على الحكومة العراقية ان تمد يد العون الى السنة ما ذا يمكن ان يفهمه العاقل ؟ انه يعني ان الجلاد هو الضحية وان الظالم هو المظلوم وان الذباح هو المذبوح والحال ان العكس هو الصحيح وهذا ما تؤكده صور التفجيرات الدامية ضد مناطق الشيعة والمئات الذين يتساقطون نتيجة تلك الاعتداءات التي تنطلق من حاضنات الارهاب في المناطق السنية ..
لا ندري باي المقاييس يظهرون الشيعة وكانهم هم المعتدون والعالم كله على يقين ان الشيعي لا يفجر نفسه وان الشيعي لا يمكن ان يقود سيارة مفخخة ليس فقط ضد الابرياء بل ضد اي من كان في العراق ‘ مقاييس نستطيع ان نقول قد تم حبكها وفقا للعقلية العربية السنية الطائفية والعنصرية التي تعشق تحقير الجنس الاخر واذلال من لا يوافقها الهوى والهوس والرأي .
ان الرضوخ للضغوط العربية ولمواقف بعض الاطراف الامريكية التي تسعى لاعادة كبار البعثيين المجرمين الى السلطة وادخالهم في الاجهزة الامنية والعسكرية يعني اننا قبلنا ان نبيع دماء شهداءنا وتضحيات المئات من الالاف من الذين سحقتهم عجلات الموت البعثية من اجل فتات يمكن الحصول عليها حتى في مقاهي عواصم العهر والمجون ! فمد يد العون لـ"السنة" يعني في قاموس بعض الدوائر اعادة القتلة والمجرمين ومن شاركوا ويشاركون من خلال دعم الانتحاريين وتجهيز المفخخات في قتل وذبح العراقيين وخاصة الشيعة منهم الى مواقع صنع القرار بل واجهزة حساسة تكون تشكل خطرا على مستقبل العراق وشيعته ‘ الشيعة ومن يمثلهم في الحكم ومرجعياتهم بلا استثناء مدوا يد العون للسنة ولابناءهم الشرفاء بل وهناك نسبة كبيرة منهم يشاركون في الحكم وضمنهم البعثيون ومن يتامرون على العراق وامنه واستقراره تصل تلك النسبة الى اكبر من حجمهم السكاني اما من قست قلوبهم وابوا الا ان يسيروا في نهج الارهاب والتكفير وسفك الدماء فهؤلاء يجب ان يضرب من حولهم جدار كجدار شارون وعزلهم عن المجتمع او يبعدوا من الارض او تقطع ايديهم والايدي التي تمد العون اليهم .
اسعد ر اشد
https://telegram.me/buratha