المقالات

بعد سنوات اربع

1400 18:18:00 2007-04-21

( بقلم : علاء هادي الحطاب )

سنوات اربع مرت على اختفاء (البدلة الزيتوني) وسيارات المارسيدس السوداء .. واغلاق.. بل وهدم وحرق دوائر الامن سواء العامة منها او الخاصة .. ودورائر المخابرات .. لطالما َحلُمَ العراقيون بهذا اليوم .. الذي ينتهي فيه حكم صدام .. وعلى اثر ذلك كثيراً ماكانت الاحلام تراود (الشباب والعجائز) حول مصير الطاغية وازلامه .. ولست الان بصدد شرح الانتهاكات والمظالم التي قام بها الطاغية .. انا الان بصدد .. ماذا قدمنا؟؟ وماذا ُقدِمَ لنا بعد اربع سنوات من انهاء الوجود الحقيقي لنظام الطاغية المقبور ؟؟

كان العراقيون متفائلين (حد النخاع) بالمشاريع العمرانية الضخمة التي كان (يتعارك) عليها المستثمرون خارج العراق .. حتى اننا (صدكّنا) بان العراق سيشهد طفرة نوعية من حيث الاعمار والخدمات والتقدم التكنلوجي .. على المستوى السياسي ..

المنهج السياسي بعد اربع سنوات من سقوط الصنم تقدم كثيراً وصار المواطن يفقه جيداً ثقافة الانتخابات والبرلمان والدستور .. والية عمل السلطات الثلاث والمهام المناطة بكل مفصل من مفاصل الدولة .. ويكفي دليلاً على التقدم السياسي .. هو التسلم السلمي للسلطة .. دون انقلابات او مؤامرات او تنصيب ... وصار عندنا برلمان يتحدث باسمنا وحتى لو كان يهتم كثيراً (بامتيازاته) ..

اصبح بامكان المواطن الدخول على مدير عام او وكيل وزير او حتى وزير وصار بامكان المواطن ايصال صوته بسرعة فائقة عن طريق افواه الاعلام العطشى للاخبار والشكاوى .. الى البرلماني ..اما على المستوى الامني والاجتماعي .. هناك تدهور ملحوظ في قضية الامن والامان .. وهناك رؤية خاطئة .. وهي ان الامان كان متحققاً في عهد الطاغية .. اقول .. كان هناك امن وليس امان .. فمفهوم الامن يختلف مطلقاً عن مفهوم الامان ..هل سيستطيع شخص ما المرور او الجلوس فضلاً عن الدخول الى احدى الدوائر الامنية او المخابراتية ؟هل يستطيع شخص ما (شتم) .. كما يشتمه اليوم اعضاء كثر في الحكومة العراقية من على وسائل الاعلام فضلاً عن الشارع وبمرأى ومسمع من السلطة الحاكمة اليوم ؟هل يستطيع شخص ما ان يقول لصدام وازلامه انكم فاسدون ظالمون .. فضلاً من ان يعمل ضدهم ؟صحيح كان هناك امن من خلال وجود مخابرات ووجود امني وعسكري وحزبي مكثف .. بحيث وصل الامر بالرجل ان لايثق بزوجته ليروي لها ما راه في منامه ..

اليوم الوضع مختلف جداً لايوجد امن صحيح .. ولايوجد امان... كما لايوجد امن بالمعنى الصدامي .. وهذه مصيبة .. ولا يوجد امان بالمعنى الديمقراطي .. وهذه مصيبة اخرى .. واعتقد ان من اسباب التدهور الامني هو ذلك التقدم السياسي .. كونه لايرضي اطرافاً كثيرة خارجية وداخلية.. حكومية وغير حكومية.. عربية وغير عربية..على المستوى الاقتصادي .. بالرغم من تزايد حالة البطالة .. لكن هناك ثمة امل يراود الجميع بوجود حاله اقتصادية جيدة بواقع وجود من يحاسب المسؤولين .. سواء كان الحساب من خلال الاعلام او في كلام الشارع او حساب المسؤولين ..

يبقى المواطن بعد سنوات اربع بحاجة الى رؤية سياسية واضحة تتبناها جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية فضلاً عن رؤية وتطبيق اقتصادي يرفع جزءً من الظلامية والحيف والاضطهاد الذي وقع على ابناء هذا البلد.... يبقى المواطن بحاجة الى خدمات .. كهرباء .. ماء ... دواء .. تربية..تعليم .. رفاهية .. الى .. الى .. الى .. فهل نحن.. الجماهير .. والحكومة .. قادرين على تحقيق ذلك .. بعد سنوات اربع ؟............................................كاتب واعلامي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك