( بقلم : حياة البيضاني )
لقد ثبت للعالم اجمع بان ثورة الامام الحسين هي ثورة دينية اذ اشتشهد فيها الامام في سبيل الله ولنصرة دين الله عز وجل اذ ان الامام الحسين في ذلك الزمن قد خالف يزيد بن معاوية ورفض البيعة له حين راى ان هنالك خطرا على الاسلام من يزيد ومن والاه فقاتله لذلك اذان يزيد ابن معاوية كان يعمل المنكرات ويرتكب المحرمات .
فيقول الامام الحسين عليه السلام (( اني ما خرجت اشرا ولا بطرا ،وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي وان امر بالمعروف وانهى عن المنكر )) وبهذا يكون الامام الحسين قد خرج لغرض الدين لا لاجل الدنيا الزائلة ونهى عن المنكر حين خرج على يزيد وقاتله ولذلك انا اصف ثورة الحسين عليه السلام بانها ديناميكية متطورة لا لشئ الا لانها تلائم جميع العصور والازمنه وما عصرنا الذي نعيشه الادليل على ذلك فلقد انتشر الالحاد والكفر وكثر الظلم وثقلت هموم الناس وتعدى الامر ذلك حين وصل الى الاعتداء على اهل بيت النبوة ممثلة في اضرحتهم وبابادة من يحيون امرهم ويسيرون على نهجهم .. ولاينكر احد ان يزيد ابن معاوية كان رجلا فاسقا متجاهرا بالفجور ،مولعا بشرب الخمور وكانت آمال بني امية معلقة عليه على انه المعد واللائق للاخذ بثار قتلاهم ،من آل محمد وعلي عليه السلام . فيزيد هو الذي يقر عيون قومه بانتقامه من آل رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ويقبض على السيف الذي صقله ابو سفيان وحده معاوية واعده ليزيد حتى يقضي به على رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والدين الذي جاء به من عند الله سبحانه وتعالى .
ولكن يزيد لا يتمكن من تنفيذ ما خطط له اسلافه وقومه ما دام الحسين ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحظى بالحياة ،والحسين عليه السلام تربى في حجر جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابيه امير المؤمنين عليه السلام وهو المعد لاحياء الدين وانقاذ شريعة سيد المرسلين من التحريف والتغيير فنهض ليصد طغاة بني امية عن التلاعب بالدين والاستخفاف بالشريعة المقدسة .. فروى شجرة الاسلام بدمه الزاكي ودماء اهل بيته وانصاره الطيبين فاخضرت واورقت وترعرعت بعدما كانت ذابلة وكانها خشبة يابسة تنتظر نيران بني امية واحقادهم الجاهلية لتحولها الى رماد تذره الرياح ..
وبعض الغافلين يقولون :بان بقاء الحسين عليه السلام في المدينة كان اسلم له واحفظ لعياله ،لماذا يخرج الى العراق حتى يرى تلك المصيبة الفادحة والنكبة القادحة ؟! ان كل من يتمعن النظر في النهضة الحسينية المباركة يعرف بان لخروج الحسين عليه السلام من المدينة الى العراق واصطحاب العائلة معه كان له الاهمية الكبرى في نشر اهداف الحسين واسباب ثورته المقدسة ونقل المصائب الاليمة والفجائع العظيمة التي وقعت لاهل البيت في كربلاء . وكان لهذا الدور اثر بالغ في فضح بتي امية وتعريتهم وكشفهم للامة الاسلامية .فالخطب التي القتها الفا طميات او الفواطم في الكوفة والتي كانت سببا في قيام ثورة التوابين ومن بعدهم ثورة المختار وانتقامه من قتلة الحسين عليه السلام .
وكذلك خطبة الحوراء زينب في مجلس يزيد وخطبة الامام زين العابدين عليه السلام في الجامع الاموي في الشام قلبت كل المعادلات بحيث اضطر يزيد بن معاوية اللعين ان يلعن ابن زياد وتنصل من مسؤولية واقعة كربلاء والقى كل تبعاتها على عاتق ابن زياد ، وعلى اثر ذلك لا نجد الى يومنا هذا لبني امية وخلفاءهم حتى في الشام التي كانت عاصمة حكمهم وسلطانهم لا نجد ذكرا حسنا ولا اثرا ظاهرا حتى قبورهم مجهولة مهجورة .
اذن من خلال ذلك ثبت بان ثورة الحسين عليه السلام هي ثورة لاعلاء دين الله والمحافظة عليه والنبي صلى اله عليه وآله وسلم اخبر بنهضة الحسين عليه السلام وامر المسلمين بنصرته وقد وجد هذا الاخبار في العديد من الكتب ومها (( قال الشيخ الحنفي القندوزي في كتابه ينابيع المودة وفي الاصابة ، انس ابن الحارث بن البيعة ، قال البخاري في تاريخه والبغوي وابن السكين وغيرهما عن اشعث بن سحيم عن ابيه عن انس ابن حارث قال : سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ان ابني هذا ويعني الحسين عليه السلام يقتل في لرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره
هذه هي النهضة الحسينية المباركة وهذه هي اسبابها وما اشبه اليوم بالبارحة ونحن هنا في العراق يقتل ابناءنا ونهجر وتنتهك اعراضنا لا لشئ الا لاننا قضينا على يزيد العصر هدام الذي يتباكى عليه كل احفاد بني امية الجدد والذين يسيرون على مبادئ اجدادهم في الذبح والسبي والتحليل والتحريم كيفما يشاؤؤون ويشكككون حتى في وجود الحجة عجل الله فرجه وجعلنا من انصاره ولقد اضروا بالرسالة المحمدية مثلما اضر بها يزيد في زمانه وشوهوا تعاليم الدين الاسلامي السمحاء وجعلونا في موقع المدافع والموضح عن عقيدته هذه العقيدة السمحاء والتي كانت منذ او ل يوم في الرسالة السماوية المحمدية تدعو الى الحرية والمساواة بين الناس وعدم الاعتداء على الناس ايا كان دينهم وايا كان مذهبهم اذن ليس للشيعة ذنب يا احفاد معاوية سوى انهم سلكوا الطريق الذي رسمه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فامر المسلمين بمتابعة اهل بيته واطاعة عترته من بعده فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي ابدا ))
فالشيعة اخذوا بامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتمسكوا بالثقلين واما غيرهم فقد اخذوا بقول غير النبي اذ عارضوه وقالوا كفانا كتاب الله ! فتركوا اهل البيت والعترة الطاهرة الهادية عليهم السلام . والشيعة اخذوا احاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق اهل بيته وغيرهم اخذوا الاحاديث عن طريق ابي هريرة وانس وسمرة وامثالهم وتركوا طريق اهل البيت الطيبين عليهم السلام . وللحصول على احكام الدين ابتدعوا القياس والاستحسان حسب ماتراه عقولهم وتحكم به افكارهم كل ذلك كي يستغنوا عن العترة الطاهرة ؟!
ويكفر الشيعة هذه الايام ويوصفون بشتى الاوصاف ولا يزيدهم ذلك الا ايمانا ورسوخا في الطريق الذي سار عليه اجدادهم ممن نصروا الحسين عليه السلام في ثورته ضد يزيد ولهذا اقول بان ثورة الحسين عليه السلام هي ديناميكة متطورة اذ ان اهدافها ملائمة لكل الازمنة مادام كان هناك خير وشر وما دام كان هناك من يتمسك بالدنيا الفانية ومن يتركها ويتمسك بالثقلين اللذين اوصى بهما الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فان كفرونا واتهمونا فلن يكون ذلك اكثر مما صنعوه بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذه هي ثقافتهم وهذا هو نهجهم .......حياة البيضاني
https://telegram.me/buratha