( بقلم : حامد جعفر )
عندما كنا تلاميذا في المرحلة الابتدائية كان في صفنا تلميذ قد استخف باحد التلاميذ الفقراء . فقد كان هذا التلميذ الفقير لايملك حقيبة يضع فيها كتبه وانما يحملها في كيس من قماش الخام خاطته له امه. وكان حذاؤه شبه ممزق اما ملابسه فبالية لايكاد يغيرها طوال العام الدراسي, وطبعا كان من عائلة شيعية.
كان التلميذ الظالم يعتدي على التلميذ الفقير كل يوم, فأذا وقف مع زملائه التلاميذ يتحدثون جاء اليه وصفعه ودفعه بعيدا وهو يضحك مستهزءا به, وفي الرياضة يمنعه من اللعب معهم واذا رآه في الطريق يلفت نظر الصغار اليه ويسبه ويسخر منه والتلميذ الفقير صابر محتسب دفعا للشر. وكلما شكا امره الى ابيه الفقير الذي يبيع الشاي على رصيف احدى الاسواق, نصحه ابوه بتجنب الشر والابتعاد عن التلميذ الظالم .
حتى كان يوم وكانت السماء قد ملأت الازقة خلجانا من شدة المطر وكان التلاميذ يخرجون من المدرسة بعد انتهاء الدوام يحذرون من الانزلاق في الطين لان الطرق لم تكن انذاك معبدة الا قليلا ... فأذا بالتلميذ الظالم يدفع الفقير في ظهره بقوة, فسقط المسكين على وجهه في مستنقع الماء والطين فلما رفع رأسه المكلل بالطين رأى كتبه وقد تلوثت وتشربت اوراقها بالماء . ثم رفع عينيه فرأى التلميذ الظالم يشير اليه يكاد يشهق من الضحك وهو يلفت نظر اقرانه, فما كان منه الا ان نهض واقفا كالاسد الغاضب وصرخ صرخة ارتعدت لها فرائص الظالم ثم اخذ بتلابيبه واخذ يضربه بكل ما اوتي من قوة جسدية و روحية حتى جعله كتلة من دم احمر ولم ينقذه الا احد المعلمين... ومرت الايام وقد اصبح الظالم اجبن من ان ينظر في وجه التلميذ الفقير الذي تحرر من عقدة الخوف وتحمل الظلم .وهكذا كانت انتفاضة الشيعة في بغداد. ولاضربن مثلا بمدينة الحرية... فقد قادتني احدى رحلاتي الى بغداد لهذه المدينة الباسلة , فوجدت الجدران مكللة بلافتات النعي السوداء للشهداء الشباب الذين قتلوا على ايدي التكفيريين من اتباع البعث المجرم والوهابية احفاد ابن تيمية المنحرف, حتى اني سالت بعض من كنت اعرفهم فكان الجواب انهم اغتيلوا بطرق وحشية مختلفة على ايدي عملاء البعث الوهابية مقاومة الفضائيات الخبيثة. وكان هناك جامع لاهلنا السنة وكنا نحبه ونتبارك بوجوده ولكنه تحول منذ سقوط العفالقة الى مأوى لغرباء كالغربان لانعرفهم يلبسون ثيابا قصيرة ( مني جوب ) وعيونهم تنطق بالغدر والحيلة . ولما كثر القتل والتفجير وافساد المرافق العامة في المدينة ثار شعب مدينة الحرية وسحقوا رؤوس افاعي البعث والتكفير باحذيتهم التي هي اشرف من لحى الوهابيين وحموا اهلهم وانفسهم .
واليوم, لابد ان نصرخ باعلى صوتنا كفى لهذه المجازر. ثوروا ايها الشيعة في كل مكان في بغداد وديالى وصلاح الدين وليذهب الامريكان الى الجحيم لانهم هم حماة البعث والكفرة من انتقام المظلومين.. الى متى يفجر سوق الصدرية !!! هل عجزتم عن حمايته... ويموت فقراء الشيعة اشلاءا على الارصفة .. لماذا لايحمى هذا السوق ويحاط بواقيات وتمنع السيارات من الاقتراب منه .. لماذا لايطرد الامريكان من مدينة الصدر وليذهبوا الى الاماكن الساخنة واهل هذه المدينة ادرى واقدر على حمايتها.. لماذا لايزال الشيعة مضطهدين في حي الجهاد والى متى يبقى جامع النور ماوى البعث والارهاب يعيث فسادا ويخطط فيه الى القتل والتفجير والتهجير وجهازنا الامني بعيد بعيد .. ان كان الامن عاجزا فاتركوا الشيعة ليثأروا لشهدائهم.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha