المقالات

وقفة بين جريمتين مروعتين

1340 18:05:00 2007-04-18

( بقلم : علي حسين علي )

يوم الخميس الفائت ارتكب الارهابيون التكفيريون والصداميون جريمتين بشعتين، الأولى هي تفجير جسر الصرافية البغدادي العريق والذي يجمع بين رصافة دجلة الخير وكرخها. والثانية هي تفجير استراحة في مجلس النواب العراقي وما أسفر عن هذا العمل الارهابي من ضحايا بين شهيد وجريح.في الجريمة الأولى استهدف التكفيريون جسراً يمثل رمزاً بغدادياً ويعد واحداً من اشهر معالم بغداد التي يعتز بها أهلها، وإذا تركنا جانباً أهمية الجسر كوسيلة ربط بين ضفتي دجلة، فإن الخطير في تفجير جسر الصرافية هو تقسيم بغداد وعزل رصافتها عن كرخها، بمعنى ان الارهابيين يريدون وراء عملهم المشين هذا تقسيم بغداد وليس غير ذلك.

أما الجريمة البشعة الأخرى، وهي تفجير قاعة استراحة في مجلس النواب، فإن هدف هذا العمل الشنيع معروف، وطالما جاهر به الأرهابيون، فالبرلمان العراقي، بجميع مكوناته(شيعة وسنة عرباً وكرداً وتركمان ومسيحيين وغيرهم) هؤلاء هم ممثلو الشعب العراقي وقد وصلوا الى مقاعد البرلمان بانتخابات نزيهة وشفافة، ووجودهم يضفي شرعية على الدولة العراقية وهذا ما يريده الارهابيون وما يعملون على الضد منه.وإذا كان التكفيريون الارهابيون قد رفعوا طوال السنوات الماضية شعارات طائفية فإنهم بتفجيرهم لاستراحة النواب في مبنى البرلمان قد كشفوا عن عدائهم لكل العراقيين من دون تمييز ومن هنا نرى أن يراجع البعض مواقفهم ويوقفوا سيل تصريحاتهم واشادتهم بالمقاومة، فالمقاومة المزعومة ليست موجهة إلا إلى العراقيين جميعهم، ونرى أيضاً أن الاصرار من قبل البعض على استمرار التبجح بأعمال(المقاومة) الجهادية انما يؤذي الشعب العراقي ويستخف بعقله.

ومن حدثي يوم الخميس المروعين تفرض بعض الأسئلة نفسها من بينها كيف استطاعت ناقلة كبيرة أو متوسطة تجاوز كل نقاط التفتيش لتصل الى الجسر وتنفجر فوقه؟.  وإذا كان هناك افتراض ثانٍ بأن عملية تفجير جسر (الصرافية) كانت بتلغيمه قبل وقت من وقوع الحادث فكيف جرى هذا؟. ولماذا لم تلتفت إليها –عملية التلغيم-كل هذه الجموع من الأجهزة الأمنية المتواجدة بالقرب من الجسر-في ضفتي دجلة- وفوق الجسر وتحته (الشرطة النهرية)؟.

أما عملية تفجير قاعة الاستراحة في مجلس النواب فالأمر يحتاج الى ألف سؤال وسؤال، ومما سمعنا فإن الأجهزة الأمنية العراقية ليست معنية بحماية مبنى مجلس النواب.على أية حال، ليس دماء نوابنا إلا عزيزة علينا، وهي مثل دماء مئات الألوف من العراقيين الذين استهدفهم الارهاب وما جسر الصرافية إلا رمز جميل من رموز بغداد، ولكن كثيراً من معالم بغداد، بل مراقد مقدسة في العراق تعرضت قبل يوم الخميس الى التفجير..ونحن هنا لا نقلل من أهمية الحدثين ولا نكابر في اخفاء فجيعتنا بهما..وكل ما نريد أن نقوله هو أننا سنستمر في حربنا على الارهاب فأرض العراق لا تحتمل أن يدنسها شياطين الضلالة..فاما نحن واما هم، والله ناصرنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك