( بقلم : المهندسة بغداد )
الى من لم اتصور ان لن اراه يوما الى من شكوت له دوما الى الطيب الغالي دجلةابعث لك تحياتي واشواقي يامن احتل في قلبي مكانة يصعب ان يحتلها اي شيء اخر وكيف اصفك على انك شيء يامن سمعت ونطقت وتحاورت مع افكاري لسنين حينما كان بعض الناس حولي اشياء وكنت بروحك وعقلك وقلبك معي ولي في كل مأزق ومحنة .
أتذكر؟ مروري فوق جسر الجادرية كل يوم ايام الدراسة حينما تهرب عيناي من سطور الكشاكيل لتلقي عليك التحية وتستمع بذرات خيوط الشمس التي تداعب امواجك الهادئة .
أتذكر ؟ حينها عندما اخبرك عن همومي ومخاوفي من الامتحانات واطلب منك ان تتمنى لي التوفيق فتجيبني بنسمة ما ان استنشقها حتى تهرب كل الهموم بزفير طويل طالما اراحني .
كنت اول من تفرح بنجاحي عندما اعود ايابا عابرة ذات الجسر واقول لك قبل الام والاب والاهل دجلة لقد نجحت فتتبسم لي بوجهك الجميل الذي يتجسد في قلبي واستمريت تسمعني مرارا وتكرارا فلقد كان عملي كما دراستي في الجانب الاخر من العاصمة وذاك من حسن حظي لاراك يوميا .
عندما كنت اعود في الحافلة وابتسامتي مرسومة على وجهي والتي لم تغيبها المحن كنت انت هناك تقول لي تكلمي فان لم يشعر احد بك فانك تعلمين انك لن تستطيعي ان تخفيه عني . نعم يا دجلتي كم من عبرة تكسرت بدموع حينما اراك وكاني بين احضان اهلي بل ان اهلي لم يعرفوا عني ما عرفته انت !!
واليوم والارهاب يحرمنا الاشياء الجميلة القليلة التي لم يخربها الطاغية فترك الامر لازلامه ها انا احرم منك وانا بجوارك مسجونة في داري كما اغلب الناس كنت حينما اشتاق اليك اراك في التلفاز على قناة العراقية في مونتاج بين صورك وكلمات جميلة بصوت حنين تقول ( وداعتك ذاك انتة غالي حبيبي وسلوة حجينة حاسبينك انت كل العمر وايامة وسنينة ) فانفجر في بكاء صامت خشية ان يتالم احد لالمي
كم هو احساس صعب ومريع ان نحرم مما نحب ونعشق من رموز في بلادنا تفرد بها عراقنا على ماذا ابكي والى اي شي احن لمصيبة سامراء أم بغربتي عن الكاظمية ام لفراقك يادجلة .
اه اه يا دجلة ودعتك قبل اشهر قليلة في رحلتي التي لم اعد اعرف ان كانت ستقصر ام تطول لكني عزمت ان يكون الحرمان مشروعا ان اكون بعيدة حقا لاقريبة متألمة لازلت اتذكر كنت حزينا ولم اسالك لماذا وهل اسال ابا يتساقط ابناءه من اعلى الجسور نحوه وترمى جثثهم بالمئات يوميا على جوانب شاطئيه .
اعان الله قلبك ايها القلب الكبير هل تكررت ماساة الكاظمية مرة اخرى وبجسر اخر وعلى نحو اخر عند جسر الصرافية هل عزم الارهابيون على قطع اوصالك ايها الطيب لقد سمعت الخبر في غربتي القريبة منك على السن الناس وكم تألمت لاجلك فمن تحمل ما تحملته فمن احتلال الطاغية لضفافك لعقود الى انتقام ازلامه من اولادك بقتلهم ورميهم في احضانك .
ماذا نقول سكت الكلام ونطق السكوت جفت الاحبار في وصف الحال الصعب اعانك الله يامن اسرني بهدوءه وزرقته . وان كنت اتسال عن تلك الانسانة التي حدثتك طفلة وشابة والتي طالما نصت اليها باهتمام نصت الى تلك الافكار وتلهمها كتابة الشعر وتهديها المحبة والحنان فانني بخير والحمد لله ولاينقصني سوى رؤيتك فان حرمت من عملي فلقد وجدت غيره وان حرمت من رؤية اهلي واصدقائي فلقد وجدت اصدقاء جدد عوضوا ما حرمت منه وان حرمت منزلا ربما يحتله الارهاب في اي لحظة فلقد وجدت بيتا اخر حتى الوطن وجدت غيره فارض الله جميعها واحدة لكن رموز العراق لاتتكرر فلا كربلاء في اي مكان ولاكوفة ولا نجف ولا سامراء الا في العراق ولم اجد شبيها لك يا دجلة الخير وربما عقوبتي التي استحقها لانني تركتك ان لا اروى من اي ماء وان اشتري الماء يا دجلة شراءا !!!
يا دجلة الخير يا نهرا افارقه على الكراهة بين الحين والحين
سامحني لانني دائما كنت متكلمة وكنت مصغي ولم اتحمل العكس لان قلبي ضغير امام قلبك النابض بالخير والحب الا انني لم ولمن انساك يوما وعهدا مني اليك انني يوما ساقف على جسر الجادرية( هذا ان لم تطاله يد الارهاب لا سامح الله) الذي احبه كثيرا لاراقب موجاتك وانثر الورود من اعلى الجسر نحوك في يوم نحلم بان ياتي يوما يدحر فيه الارهاب ويجتمع به الاحباب والاعزاء فالى ذلك اليوم سابقى بعبرتي منتظرة امسح دموع الاشتياق عندما اذكرك كهذه اللحظة يامن ذاب قلبي شوقا له .
المهندسة بغدادhttps://telegram.me/buratha