بقلم: أبو سجاد الزبيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الافاضل في وكالة انباء براثا المباركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اود ان ابارك لكم الحلة الجديدة التي ظهرت بها وكالتكم و التي تنم عن ذوق رفيع مع اعتزازنا بالحلة السابقة التي تعودناها و اود ايضا ان ابعث لكم بمقال جديد ارجو نشره في حال عدم مخالفته لتوجهات الوكالة المباركة
اخوكم ابو سجاد الزبيدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تناقلت وسائل الاعلام خبر سحب الكتلة الصدرية لوزرائها كل وسيلة حسب توجهاتها ، فمنها من حللت هذا الخبر على انه سحب للثقة من المالكي ، و منها من جعلت من الخبر بادرة انشقاق و تصدع جديد في الائتلاف العراقي الشيعي حسب تعبيرها و غير ذلك من تحليلات اخرى تصب في هذا المعنى . و في الجهة المقابلة اعطت بعض الوسائل الاعلامية صورة اخرى غير هذه الصورة الا و هي مساندة الحكومة و دعم المالكي و ذلك بتفويضه اختيار الوزراء البدلاء من المستقلين بشرط الكفاءة . و بين هذا التحليل و ذاك يقف اغلب البسطاء حيارى في تصديق هذه الوسيلة الاعلامية ام تلك . و انا في سطوري هذه لا احاول ان احلل او اشرح موقف التيار الصدري من الحكومة و لا احاول اسقاط هذا التوجه او ذاك و لكن احاول و بكل بساطة ان اقارن بين موقفين قريبين في الفترة الزمنية و لكنهما بعيدين في الغاية و المضمون .فمن جهة ، سحبت الكتلة الصدرية كل وزرائها في الوزارات الست التي كانت حصتهم (كما تقول بعض الوسائل الاعلامية) من حكومة المالكي و ليس من الائتلاف و لم يطالبوا باي منصب وزاري لعضو في كتلتهم او لشخص محسوب على الكتلة بل فوضوا الامر للمالكي في الاختيار على اساس الكفاءة ، و من الجهة الاخرى نجد ان حزب الفضيلة (الذي كان قد انسحب قبل فترة قصيرة من الائتلاف و ليس من الحكومة) حاول و بكل وسيلة اضفاء الوطنية على عملية انسحابه بحجة ان الائتلاف طائفي و انهم انما ينسحبون منه من اجل مشروع (وطني) . و في الحقيقة لست اعلم هل ان هذا المشروع الوطني سيجر الفضيلة الى الارتباط بمشروع (وطني) آخر ام انه سيجرهم الى تخندق و فئوية اضيق . فالمتتبع للقاءات نواب الفضيلة الاعلامية يجد ان تخندقهم و فئويتهم واضحة بما لا يخفى على الفرد البسيط ، ففي كل لقاء من هذه اللقاءات لا بد ان يتطرق عضو الفضيلة الى ذكر و تمجيد و اطراء و ما شابه ذلك على سماحة الشيخ اليعقوبي حتى و ان كان الموضوع عن البوسنة و الهرسك او عن دارفور او عن ازمة الملف النووي الكوري الشمالي او عن خروج البرازيل من كاس العالم لانهم (فريق البرازيل) لا يقلدون الشيخ اليعقوبي . فهل هنالك تخندقا و فئوية اكثر من هذا التخندق و الفئوية ؟ (ارجو ان لا يؤخذ كلامي هنا على انه استهزاء بسماحة الشيخ بل هو استهزاء بهذه العقول التي تروج لهكذا فكر) . كما و ان الحزب قد انسحب من الائتلاف كون الائتلاف كله من طائفة واحدة و هي الطائفة الشيعية ، فهم قد شكلوا كتلة تضم خمسة عشر عضوا كلهم تابعون لمرجعية الشيخ اليعقوبي . يبقى الامر الثاني حول سبب خروجهم من الائتلاف و هو ارتباطهم بمشروع (وطني) آخر و لا اعتقد ان هذا المشروع يخفى على أي متابع الا و هو مشروع الدكتور علاوي ، خصوصا اذا عرفنا ان الدكتور نديم الجابري قد زار الدكتور اياد علاوي في منزله صباح يوم 9 / 3 / 2007 قبيل توجه الاخير الى السعودية في نفس اليوم لكسب الدعم لمشروعه (الوطني) . و كذلك لدى متابعة التوقيت في الانسحاب الذي حصل في نفس هذه الفترة التي كان الدكتور علاوي يحشد فيها لتشكيل جبهة كبيرة في مجلس النواب (الذي لم يحضر جلسة واحدة من جلساته و الذي اعتقد انه لا يعرف مكانه الجديد) و هذه الجبهة تكون ذات تاثير في القرار تمهيدا لاقامة حكومة الانقاذ (الوطني) . في هذه الفترة فقط تيقن اصحاب الفضيلة من ان الائتلاف قد بني على اساس طائفي و انهم بانسحابهم انما يمهدون لبناء مشروع (وطني) جديد بعيد عن المحاصصة و التخندق و التعصب .غير ان الذي حصل (خصوصا بعد بوادر فشل مشروع علاوي) ان الفضيلة حاولوا و بكل وسيلة ان يبرروا انسحابهم و ان يثبتوا انه ليس مرتبطا بذلك المشروع و ان السبب هو استئثار بعض اقطاب الائتلاف بالقرار و غير ذلك من حجج . و هي ليست الحقيقة ، بل الحقيقة انهم سعوا جاهدين بعد طرح مسالة التغيير الوزاري ان يحصلوا على وزارة التجارة الامر الذي قوبل برفض من المالكي فكانت خطوتهم تلك كوسيلة ضغط حاولوا عن طريقها كسب الوزارة كما حاولوا سابقا كسب وزارة النفط بورقة ترشيح الدكتور نديم الجابري لمنصب رئاسة الوزراء و حين فشلوا في ذلك انسحبوا من تشكيلة الحكومة . هنا لا بد ان نقارن بين هذين الموقفين ، موقف الكتلة الصدرية التي تنازلت عن ست وزارات تغليبا للمصلحة الوطنية و بين موقف الفضيلة الذي حاول و يحاول بكل ما اوتي من دهاء ان يضرب المصلحة الوطنية من اجل وزارة واحدة و لكن فيها ما فيها من المكاسب الشخصية و الفئوية . و هنا ايضا لا ننسى الاشارة الى الغزل المكشوف للتيار الصدري في محاولة ابعاده عن الائتلاف بغية اضعاف الائتلاف و محاولة احتواء التيار من خلال تصريحات نواب الفضيلة في مناسبة او دون مناسبة بل و حتى مواقع الانترنت التابعة للفضيلة فمجرد متابعتها تثبت ذلك و خصوصا اذا تتبعنا موقع شبكة النهرين نت و الانقلاب المفاجيء في اخبارها سنعرف بما لا يقبل الشك هذه المغازلة المكشوفة . اضف الى ذلك كله التخبط الواضح لنواب الفضيلة في تصريحاتهم و في افتعال الازمات و استغلالها ، و ليس اوضح من تصريحات حسن الشمري و مخلص الزاملي حول احداث البصرة و التهديد باللجوء الى القواعد الشعبية و القاء اللوم على جهات خارجية و بالاخص ايران بصريح عباراتهم و العودة الى اساليب تعودناها من البعثيين و لكن هذه المرة بلسان نواب الفضيلة . و لا بد لنا ان نتسائل او نسال : الم تكن مشكلة البصرة بسبب التخندق و الفئوية ؟ و هل يحتاج تاجيج الاوضاع فيها الى جهات خارجية ؟ و لماذا لا توجه اصابع الاتهام في هذه الاحداث الى المشروع (الوطني) للدكتور علاوي ، مثلا ؟ و سؤال آخر : اليس اهم سبب في التهويل الاعلامي للاحداث التي تجري في البصرة هو ان محافظ البصرة من الفضيلة ؟؟؟؟؟؟؟ ثم لماذا كان يطالب نواب الفضيلة حين كانت مناقشات مجلس النواب حول قانون الفيدرالية ان تكون الفيدرالية على اساس المحافظة الواحدة ؟؟؟؟؟؟؟؟ كل هذه التساؤلات و السطور اضعها بين يدي القارئ الكريم و له ان يعرف و يشخص من هو الوطني حقا ، صاحب القول ام صاحب الفعل . ابو سجاد الزبيدي 18 / 4 / 2007
https://telegram.me/buratha