بقلم: صادق جبار الساعدي
ثقـــافة القتـل !!صادق جبار الساعديالعراق – بغدادsabujaafer@hotmail.comمن المعلوم إن للأنسان حرمة، حرمة الدم ، حرمة المال ،حرمة العرض.... الخ مما ذكر في الشرائع السماوية والشرائع الوضعية.وهذا يعني إن من تجاوز على حرمات الانسان يكون قد اعتدى على قانون الخالق وقانون المخلوق.يحدثنا التاريخ البعيد والقريب بأن هناك إعتداءات وانتهاكات لاحصر لها وتجاوزات على الحرمات ، منها من قبل الأفراد ومنها من قبل الجماعات، منها نزاعات ومنها اختلافات ومنها تنفيذا لاوامر المستبد والحاكم الجائر، وكثير منها يمارس لأجل فرض شريعة الغاب (البقاء للأقوى) وهنا يجب الأشارة الى إن هناك من الوحوش أرحم بكثير من الكثير من البشر، لان الوحوش احيانا تعتدي عندما تجوع او تُهاجِم عند الاحساس بقرب الاعتداء عليها فقط وغير ذلك فهي مسالمة !!.مادعاني الى كتابة هذه السطور هو مانراه من ( ثقافة القتل ) البشع والمغطى بغطاء الدين، وأي دين ، دين الخاتم دين رسول الرحمة.انهم يسمون انفسهم بذلك ، ولكنهم اضحكوا الدنيا وأبكوها على أعمالهم الشريرة ، اضحكوها لانهم متحجرون وقساة اشد قسوة من الحجارة وابكوها لانهم يذبحون على طريقتهم الأسلامية ويعرضوها على الاعلام وهم يكبرون كما كانوا يكبرون عند ذبحهم الحسين.ويُكبِّرون بان قُـُــتلت وإنما *** قتلوا بك التكبير والتهليلاان تلك الاعمال لايمكن تبريرها ، حيث انها تمثل العبث بهذه الحياة من خلال الصور المرعبة التي تتركه تلك الثقافة التي تقطع البشر وتختلط اجزاء الانسان الذي كرمه الخالق سبحانه بحسن الخلقة والاخلاق ، نعم تختلط تلك الاجزاء المتناثرة التي كانت ترفل بالحياة والأماني مع مكونات المكان المهشم بقسوة الانفجار.انا لاريد ان اصف الاحداث فهي واضحة فمن لم يراها رأي العين ويعيش احداثها على كثرتها فقد عرف صورتها الناطقة عن طريق وسائل النقل المرئي التي غزت الفضاء .نحن نتساءل..... من اشاع هذه الثقافة ؟ وهل نستطيع ان نسميها ثقافة " ثقافة القتل "؟ على اعتنبار انها مكتسبة ، والمشكلة اننا نجد من يبررها ويستبشر بها لتحرير العراق !!! وذلك بقتل العراق وارجاعه الى طواغيت القرون التي توارثت قتل العراق وادمنت هذه الثقافة !!! .هل رايتم أو سمعتم او اقتنعتم او وجدتم العذر بأن احدهم يأتي من مكان بعيد من الاف الاميال أو من دول الجوار او من داخل العراق نفسه، ياتي طالباً للجنة التي وُعد بها المتقون ويحصل على تلك الجنة بعد ان يفجع مئات العوائل والآف الأصحاب والجيران ويجعل دموع اليتامى والثكالى تنساب على الخدود تطلق صرخة لاتمنعها الحجب ، تشكو الى الجبار ظلم المخلوق للمخلوق.فأذا كانت الجنة أعدت لهؤلاء القتلة، فأين سيصير مصير المقتولين بقسوة؟ ، فهل من العدالة أن يتجاور القاتل والمقتول؟ ، وهل من العدل الالهي ان يكون الحسين سيد شباب اهل الجنة بجوار يزيد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن ؟ وهل من الأنصاف ان نرى الزرقاوي المجاهد!!!! الشهيد !! الذي اقيمت له مجالس العزاء في حماس فلسطين والاردن والمملكة السعودية في الجنة وسيدخل العراقيون الذين ذُبحوا وقُتِّلوا وقُطِّعوا أربا أربا في النار ؟ العراقيون الذين حفرت المدامع الاخاديد على خدودهم حينما سالت وتسيل كل عام بكاء على فضائع الطف التي اعادها التاريخ لهم مرات ومرات.نتساءل احبتي عن مصدر هذه الثقافة، مع الاعتذار للمثقفين حيث ان هذه المفردة عند سماعها يتبادر الى الذهن الراي والراي الاخر والرقة والعذوبة والعلم والبناء والعمل والاصلاح.انهم يقضون هذه الحياة ونحن نقضيها والمصير الى الحاكم العادل الذي لاتخفى علية ذرة في الارض ولافي السماء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.صادق جبار الساعديالعراق – بغدادsabujaafer@hotmail.comاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha