المقالات

أرادوا قطع جسر للتواصل ..حراس بعض النواب انتحاريي القاعدة ؟!!

1798 21:43:00 2007-04-16

( بقلم : طالب الوحيلي )

لعل إحدى أهم الشواخص التي تميز بغداد تراثيا وحضاريا هي الجسور التي تربط شطري الكرخ والرصافة ،ولعل عيون المها بين الرصافة والجسر ،تذكرنا برقة المشاعر التي يتصف بها اهل بغداد منذ تأسيسها ،على الرغم من ان جسر بغداد قد شهد جثة الإمام الغريب موسى بن جعفر (ع) حين دس له السم وهو في غياهب سجون الطغاة ،ليشهد جسر الائمة كارثة استشهاد اكثر من الف مشيع في ذات الذكرى العام الماضي التي لم يتوقف العراقيون يوما عن إحيائها ،تلك هي الكارثة التي سببها الإرهاب الصدامي والتكفيري عبر مخطط منحرف لقتل الأبرياء ،فيما كانت ولازالت جسور بغداد رموز للتواصل الإنساني بين أطرافها وهاليها حتى ولو حاول الارهاب تقطيع اوصالها ،فهي بغداد الجسور الجميلة التي قد يرتقي بعضها الى مصاف الرموز العالمية في العمارة والتصميم ،ولعل الجسر المعلق او جسر14تموز هو نموذج نادر في وقته للجسور المعلقة ،لكن جسر الصرافية بما تكونه الاضلع الفولاذية متناسقا بجمالية اقترنت يوما ما بقطار يربط محطة شرقي بغداد بغربيها ، وعد اطول جسر في العالم حين إنشائه عام 1946، فتنسجم الاقترانات بين التراث العراقي وامتداداته وبين الزحف التكنولوجي الذي بدا يتلمس طريقه الى وادي الرافدين منذ النصف الاول للقرن العشرين ،وتجاوزت الحضارة قطاراتنا البخارية ،وبقينا نقارع التخلف تحت عبء النظام البعثي الصدامي الذي اشاع واقع القمع والخراب في البنى التحتية والنفسية ،لكن هذا الجسر بقي على امتداده بين الوزيرية والعطيفية ،حتى حانت لحظة اقتراف واحدة من ابشع الجرائم بحق بغداد بعد سلسلة الكوارث التي استهدفت القيم والمثل العليا والرموز الدينية والعلمية والحضارية ،حيث فصمت مسوخ الإرهاب ظهر جسر الصرافية في غفلة من الجهات الأمنية المختصة بحمايته بما يعنية من أهمية قصوى لربط تلك المنطقتين على ضفتي النهر ،حيث أغلق جسر الأئمة بسبب استيلاء قوى الإرهاب على الاعظمية ،وصعوبة توفير الأوقات الآمنة على جسر الاعظمية ،لذا فان مشكلة حقيقية سوف تصادف الذاهبين والآيبين بين الصوبين وازدياد هواجس الخوف والقلق ما لم تتدارك الحكومة الموقف وتقوم بافعال جدية لتأمين الجسرين الأسيرين ،وهي فرصة للثأر لجسر الصرافية والاقتصاص من كل مجرم تجرأ يوما على النيل من آثار ورموز بغداد وأهلها ،لان أولئك العتاة ما هم أبدا من أهالي بغداد ولا ممن (تغزر) فيهم ملوحة زادها وعذوبة مياه دجلتها ..

ما أعلنه رئيس مجلس النواب من ان استهداف هذا الجسر هو محاولة لعزل شطري بغداد عن بعضهما ،ومحاولة للسيطرة على منطقة الكرخ من قبل العصابات الارهابية ،وفي هذا الرأي شيء كبير من الصدق ،قد يلحقه أكثر من حالة تفجير جديد لجسور أخرى مادامت قوات الأمن عاجزة عن أداء مهمتها في حماية المناطق الإستراتيجية ،ولاسيما القوات المتعددة الجنسيات التي لم تغير من سياستها التي تثير الكثير من مواطن الشك والريبة لدى المواطن العراقي وبعض القيادات السياسية المهمة حيث دعت تلك القيادات الى أهمية عقد اتفاقية معها لتحديد صلاحياتها وتقييد عملها بالخطط العسكرية والأمنية التي تديرها الحكومة العراقية والمجلس السياسي للأمن الوطني .فيما تدل بما لا مجال للشك فيه على الإخفاقات الخطيرة للقوات متعددة الجنسيات في معالجة المواقع الساخنة التي انسلخت كثيرا عن سيادة القانون بسبب فسحها المجال للزمر الإرهابية في الانتشار دون ان يحدها حد او ترهبها سلطة ،تحت قاعدة ازدواجية المعايير التي توازن بها مراكز الرعب والخطر ،وقد أشارت بعض التقارير التي تنشرها الصحافة الأمريكية الى إستراتيجية جديدة انفصمت عن النجاحات الباهرة لخطة فرض القانون وقدرة الحكومة العراقية على تحقيق رهانها بفرض الأمن في العراق لو اطلقت يدها ،الأمر الذي يعني تفوق هذه الحكومة في امر عجزت عنه القوات المتعددة الجنسيات منذ استلامها الملف المذكور،مما يشي برغبة الإدارة الأمريكية في الضغط على الحكومة العراقية من اجل الإذعان لأجندة الإرهاب والتوسل بمصالحة وطنية غير متوازنة الغرض منها الغاء قانون اجتثاث البعث ،والتجاوز على الدستور ومن استفتى عليه ،على وفق اشتراطات قاسية الخاسر الوحيد فيها الشعب العراقي بأغلبيته وتجاهل تأريخ مظلوميته وما قدمه من تضحيات تجاوزت الربع مليون شهيد على أيدي قوى الإرهاب منذ سقوط الطاغية ولحد الآن ،حيث تشير تلك التقارير الى محاولة معالجة تنامي سلطة القاعدة في العراق عن طريق دعم ما يسمى بالمقاومة السنية المعتدلة ومدها بالأسلحة والمعدات ،في الوقت الذي تلوح بسحب الدعم من حكومة المالكي ماديا ومعنويا ،دون ان تعبأ بالنتائج التي يمكن ان تنتظرها هذه السياسة من تهميش للأغلبية وعودة للنظام الدكتاتوري تحت يافطة محاربة القاعدة بعد ان سعت الإستراتيجية الأمريكية الى جذبها للوسط العراقي !!لأسباب كثيرة واقعية او طوباوية حاولت الإدارة الأمريكية إفساح المجال لبعض حاضني الإرهاب والناطقين عنه ،لغرض اختراق العملية السياسية و التدخل في سياقاتها عبر مفردات اللعبة الديمقراطية ومنعطفات المحاصصة ،وهؤلاء قطعا لا يمكن ان يمروا دون رقيب يتعقب تحركاتهم وأفعالهم ليكونوا تحت أعين الأجنحة العسكرية للإرهاب ،فزجت عناصرها لتكون حمايات ومرافقين لبعض النواب او أعضاء الحكومة من كتل معينة ،وقد القي القبض على بعضهم بتهم التفخيخ او حيازة أدوات التفجير او إدخالها الى اقرب نقطة من الحكومة في المنطقة الخضراء ،وهي تتمتع بحصانة ذلك النائب او المسؤول وحماية القوات المتعددة الجنسيات ،حيث كانت محاولة اغتيال لرئيس مجلس النواب و الدكتور سلام الزوبعي ،او محاولة استهداف الأمين العام للأمم المتحدة ،وأخيرا الاستهداف المباشر لأعضاء مجلس النواب في التفجير الذي وقع وسط مطعم النواب وراح ضحيته عدد منهم ،والذي لا يخرج عن احتمالين هما أما عن تفجير انتحاري وذلك لا يحتاج قدرة في تفسير مصدره بالإشارة الى الجهات التي تحتضن الانتحاريين،ودعما لهذا الرأي (قال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين داخل مجلس النواب لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانتحاري الذي فجر نفسه في مجلس النواب هو أحد الحراس الشخصيين لعضو (سني) في المجلس.

وأشار المسؤول الذي لم تكشف الوكالة عن إسمه لحساسية الموضوع إلى أن النائب الذي قام حارسه بالعملية لم يكن من بين الجرحى أو القتلى الذين سقطوا جراء التفجير، رافضا الكشف عن اسم البرلماني المقصود.وأضاف المسؤول الأمني أن الانتحاري كان يرتدي حزاما ناسفا، بالإضافة إلى حمله لحقيبة يدوية مليئة بالمتفجرات، وأن الإجراءات الأمنية اليوم بالذات كانت في غاية الصرامة بسبب إنعقاد جلسة برلمانية.كما قال أحد العاملين في المقصف لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية إنه سمع شخصا يصرخ " ألله أكبر " قبيل حدوث الانفجار) ،اما الاحتمال الثاني فهو إدخال عبوة ناسفة،وفي كلتا الحالتين المتهم الرئيسي فيما الجهة التي تؤمن حماية المنطقة الخضراء وتفرض هيمنتها عليها وهي القوات متعددة الجنسيات وبعض القوات العراقية ذات العلاقة الخاصة جدا بتلك القوات ،وفي ذلك رسائل خطيرة للحكومة العراقية وللشعب وللعملية السياسية وللديمقراطية التي يخشى عليها الرئيس الأمريكي ويدعو لأجلها الحكومة العراقية الى التقدم في مشروع المصالحة وفي تنفيذ الخطة الأمنية التي اقتضي الكثير من الدعم والإمكانيات في بناء القوات العراقية المفتقرة كثيرا للمعدات الحديثة والمؤثرة والتي لا تتناسب مع التسليح والدعم لقوى الإرهاب !!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك