المقالات

الوباء القاعدي وتداعيات الانتشار

1784 12:23:00 2007-04-16

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

تابعت الملايين في ارجاء العالم كافة العمليات الارهابية التي اجتاحت دول المغرب العربي, وحبسوا انفاسهم لهول الصدمة التي عاشوها بترقب شديد، فقد نددت كل الحكومات العربية وجامعتها العربية وفضائياتها لهذا الحادث المأساوي, فمنهم من وصمه بالاجرامي واثبت بالدليل ان القائمين عليهم قتلة سفاحون افاكون , والاخر شمر عن ساعديه وطالب بضرورة الضرب بالعصى الغليظة تلك الحاضنات, واخر افتى بقتل وتجريم القاعدة في بلاد المغرب وعدها منظمة دموية يجب ان تقبر, والكل محق بذلك التوصيف, فحسب فهمنا وقراءتنا للخارطة القاعدية وماهيات تحركها, والبركة التي تسبح فيها كان لمعرفتنا تلك الشرذمة الاجرامية التي لاتتورع في ارتكاب ابشع الجرائم، ولكن ما اثار حفيظة الملايين من العراقيين هو الصخب الاعلامي لمقتل 40 شخصا من باب الافتراض وليس الحصر، والتباس المفاهيم , فهل القاعدة في بلاد المغرب العربي هي مغايرة لقاعدة المشرق العربي؟ أو اختلاف الدماء؟ أو اللون؟ أو العرق؟ او جميعها مشتركة؟ أو الظلامات تسري على الجميع باستثناء العراق؟! فنحن نعتقد ان الحديث لايسري حصرا على العراق فقد سبق وحذرنا مرارا وتكرارا من ذلك الوباء الغريب المفاهيم, فالقاعدة تعيش حيثما تتوفر لها الارضية الخصبة, وقد اصبحت المنطقة العربية مرتعا للفتن المذهبية والدينية والعرقية ومرجلا تفور فيه ومنه القلاقل والازمات, ففي مساعي وتكتيك ( القاعدة ) الارهابية في العراق اذ ارادت تحويله الى كانتونات (اسلامويه) على مقاساتها, وقد بدأ مشروعهم البائس بالتصفية والاشتباك مع ابنائنا الغيارى في المناطق الغربية وشمال بغداد في نطاق حملة لتحطيم الوجود السني في تلك المناطق لاخضاعهم لما يسمى بــ(دولة العراق الطالبانية) وبأقسى الوسائل الاجرامية, من انتحاريين وتفجير صهاريج الكلور السام على الاهالي العزل, الامر الذي جعل الصراع محتدما بين القاعدة وابناء تلك المناطق, لاسيما بعد رفض الاخيرة مبايعة الامارة الطالبانية, وتعميم محاربتها في كافة اماكن تواجدها.

عوداً على بدء, فالتعامل الاجتزائي مع الملف العراقي من قبل بعض العرب وقياداتهم يمثل ازدواجية واضحة المعالم, فضلا عن الخطاب المتطرف ومحاولات الاقصائية وعدم قبول الاخر, بتعليق الحراك السياسي المناوئ للحكومة المنتخبة وانجازاتها الحيوية لقلب الطاولة على مراكز القرار الوطني مما يبين حقيقة السلوكيات المستوردة التي بدت تشكل عبأ ثقيلاً في معالجتها التجاوزات ومنعها القرارات الاجرائية بحق المدانين وتحديدا دول الجوار العربي, التي يفترض ان تعيد حساباتها للمنظمات الساندة للارهاب بعد ان تشظت اثر الضربات الاستباقية التي قوضت المظاهر العنفية والمسلحة, وحددت الاشكاليات والتقاطعات التي رشحت موجات الارهاب الوافد من خارج الحدود, فهزيمة القاعدة وتفكيك بؤرها بخطة فرض القانون بلورت استراتيجة مد جسور الثقة بين المؤسسة الحكومية والمواطن مما اعطى سمات الساند والظهير لخدمة المصالح العليا للعراق الفيدرالي التعددي الدستوري المستقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك