( بقلم : محمد هاشم السهلاني )
حين يلبس احد جنود ابليس (( حزاما ناسفا )) محشوّاً –هو و حزامه- بكل الحقد الابليسي المتعاظم منذ طَرَدَ نورُ الحب ظلامَ حقده الاسود ، و حين يمضي ليفجر ظلامه المفخخ بين جموعٍ من عيال الله المؤمنين الذين خلقهم الله من اشراقات نوره في عليّين ، فيقتلهم بالعشرات ... في لجظاتٍ ارضية ... و كذلك يفعلون ، ظانّاً و من خلفه – يالبؤسهم – انهم نالوا ممن قتلوهم و حققوا نصرا بفجيعة احبائهم ... و الحقوا بهم هزيمة فهل نالوا بذلك شيئا؟ ... و هل حققوا نصرا؟ .... و هل هُزِمنا ؟؟ ..... و هل يحق لنا ان نظن ذلك للحظة ؟اننا بالله تعالى مؤمنون ...و هو سبحانه يقول :(كل نفس ذائقة الموت)و يقول :(انك ميت و انهم ميتون)فلا يتوهمنّ المجرمون انهم نالوا شيئا ...فانما عاد ((الميتون)) الى موطنهم الاول .. الى عليين ..و قد عادوا الى ربٍ رؤوف رحيم ... جواد كريمسيتغمدهم بعفوه و رحمته ..و اذا كان لفراق الاحبة المٌ و لوعةُ ...و أيّ المٍ ... و أيّة لوعة ...فلا يظنّن القتلة انهم حققوا نصرا ..لان الله مولانا – و لا مولى لهم – علّمنا كيف نواجه المصائب ..في دارٍ أُعدّت للبلاء ..(و بشر الصابرين . الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون )و علّمنا ان صبرنا ليس هزيمةً ..(ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون )لقد بكى عليٌ عليه السلام لفراق الاحبة لكنه لم ينكسر او يهزم او ييأس حاشاه ..( و ان الله مع الصابرين)و قد قال عليه السلام للاشعث يعزيه في ابنه :(يا أشعث ان تحزن على ابنك فقد استحقت ذلك منك الرحم ، و ان تصبر ففي الله من كل مصيبةٍ خلف ، يا اشعث ، ان صبرت جرى عليك القدر و انت مأجور و ان جزعت جرى عليك القدر و انت مأزور )ففي الصبر اذن خلف الله و اجره ..و لنا في الحسين عليه السلام نعم الاسوة حيث كان يقابل المصائب بقوله :(هوّن علي ما تزل بي انه بعين الله تعالى )فاذا كانت مصائبنا بعينه تعالى ..و هو سبحانه رؤوف رحيم ..فحاشى ان لا يعوضنا عما نقاسيه من الالام ..و هل يمكن ان يكون المخلوق أرأف و أرحم من الخالق ؟!و اما المجرمون .. فمصيرهم الخسران ..(و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)و لن يبلغوا امانيهم ..(فأرادوا به كيداً فجعلناهم الاسفلين)و انما امهلهم سبحانه مهلةً لن يتعدوها ..(انهم يكيدون كيدا . و أكيد كيدا . فمهّل الكافرين امهلهم رويدا )ثم ينتقم منهم ...(انّا من المجرمين منتقمون )و ما هم و الله بمعجزين ...( ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب )( و ما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر )و اذ يؤذوننا فان الله سبحانه يدافع عنا ..( ان الله يدافع عن الذين امنوا )و قد وعدنا بالنصر في الدنيا و الاخرة ...(انّا لننصر رسلنا و الذين امنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الاشهاد )(و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين . انهم لهم المنصورون . و ان جندنا لهم الغالبون . فتولّ عنهم حتى حين )و لا شك عندنا في هذا الوعد الالهي فـ ..(ان الله بالغ امره )(و هو على كل شيء قدير)فمن كان ربه هكذا فهل يدنو منه يأس ...او هزيمة ...او انكسار ؟! ..( و لا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون )(فاصبر صبرا جميلا . انهم يرونه بعيدا . و نراه قريبا )( و انتظر انهم منتظرون )( و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha