( بقلم : علي حسين علي )
منذ وقت ليس بالقصير ونحن نطالب بوحدة الخطاب السياسي والاعلامي العراقي ولعل حساسية المرحلة الحالية ما يدفعنا الى ان نذكر بعض السياسيين بان من الاهمية بمكان ان يكون الخطاب موحداً، خصوصاً اذا ما اردنا ان تثمر جهودنا في محاربة الارهاب والقضاء عليه، واذا ما كنا راغبين حقاً ببناء عراق جديد حر وديمقراطي وفيدرالي موحد.
ان تباين الخطاب السياسي والاعلامي بين القوى العراقية الاساسية والمنضوية داخل العملية السياسية انما يسحب من ايدي العراقيين اهم سلاح في معركتهم ضد الارهاب وهو سلاح الخطاب بوجهيه السياسي والاعلامي، وهو من اهم الاسلحة واقواها تأثيراً لجهة ترصين اعادة بناء وحدتنا الوطنية.واذا ما راجعنا وضع الارهاب في العراق خلال السنوات الاربع الماضية، فاننا سنكتشف بان وحدة خطاب القوى الرئيسة كان يميل بميزان القوى في الصراع مع الارهاب لصالح الشعب العراقي، فحين تتراجع الضربات الموجهة ضد الارهابيين وكذلك اثارها النفسية في حال ظهر الخطاب السياسي والاعلامي العراقي متبايناً او متناقضاً.
لقد ظهر بعض السياسيين العراقيين في بعض الاحيان من السنوات الاربع الماضية وكأنهم معارضون شرسون للدولة والحكومة المنتخبة مما خلق بلبلة داخل المجتمع العراقي واصاب بالوهن الكثير من جوانب العملية السياسية، وكلما كان هؤلاء السياسيون يندفعون في هذا المسار بدأنا نرى ان الارهابيين التكفيريين والصداميين القتلة قد استفادوا من هذا التباين في خطاب القوى المشكلة للبرلمان والحكومة لصالح طرف الارهاب، وقد تجسد ذلك على الارض من خلال العمليات المتوحشة التي كان يقوم بها التكفيريون والارهابيون الصداميون.. وقد يكون بعض السياسيين لا يقصدون من تصريحاتهم او بياناتهم او مواقفهم المعلنة في وسائل الاعلام، لا يقصدون منها الاضرار بالشعب العراقي من جهة او تقوية الارهاب من جهة ثانية، الا ان النتائج التي تتأتى من شراسة الارهاب لن تكون بعيدة عن مسؤولية اولئك الساسة اخلاقياً على الاقل.
لقد حذرنا، ومنذ وقت طويل من خطورة الاستعمال غير المدروس لبعض المصطلحات الاستفزازية التي يطلقها هذا السياسي او ذاك ونبهنا اكثر من مرة ان من المستحيل على السياسي الذي يدعي الحرص على وطنه ان يكون مع وطنه في حين يبرر او يعطي المبررات للارهابيين لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب.
ولعل في ما مضى من وقائع واحداث عبرة للعقلاء من ان من يريد مصلحة وطنه عليه ان يكون منسجماً مع شركائه خاصة اذا ما كان يشاركهم المسؤولية في ادارة الدولة، اما ان يكون معهم وضدهم بنفس الوقت، فهذا لا يمكن ان يقبله أي انسان يشعر بالمسؤولية الوطنية، ولا يرضى به الشعب، فللمعارض خطابه الاعلامي المختلف تماماً عن خطاب من يتولى المسؤولية، ومن المستحيل دمج الخطابين في واحد، ومن المستحيل ايضاً ان تجمع الشتاء والصيف على سطح واحد!!.
https://telegram.me/buratha