( بقلم : حسين الربيعاوي* )
كثرت هذه الايام المؤتمـرات خارج البلاد للرافضين للحرية والعدالة والمساوة وللمتباكيين على الدكتاتورية والظلم واشاعة الخوف بين الرعية... فمرة مؤتمر "لتشكيل حكومة الانقاذ الوطني" ومرة مؤتمر "لنصرة اهـل السنة" فـي استنابول ومرة موتمر المصالحة و"الممالحة" فـي القاهرة ... وما خفي كان اعظم وادهى فـي الاردن والسعودية وسوريا ..و..و..
ان الراصد والقارىء لهذه المؤتمرات يكتشف كومة تناقضات من خلال البيانات والمقررات التي تخرج بها هذه المؤتمرات من جهه وما يجري داخل البلاد من جهه اخرى. فقبل ايام خرج موتمر علماء العراق فـي الاردن بيانيه الختامي وبمقرراته الزاهيةِالجميلةِ المنمقتةِ – كحقن الدم العراقـي ودعــم مقررات مؤتمر مكة ، مساندة "المقاومة"وغيرها مما ورده جريدة الزمان الصادر في يوم 5/4/2007 ..ويذكر ان الموتمر كان بزعامة الوقف السني وهئية علماء السنة . وعند الرجوع الى الوراء قليلاً نضع الف علامة تعجب والف علامة استفهام امام مواقف تلك الهـيـئتين ... فهم من شكك بالعملية السياسية منذ 2003 والـى اللآن ..؟! وهم من حذرالاهالي في الانبار التصادم مع تنظيم القاعدة الارهابي القتله بدعوى ان التصادم يخدم الحكومة الموقره..؟!وهم من شكك بخطة امن بغدادالحالية التي تريد حقن الدم العراقي..؟!وهم من اتهم عشائر الانبار المنتفضة ضد القاعدة بانهم عصابات شوارع اتخذتهم الحكومة من اجل القضاء على"المقاومة"..؟! ونراهم صمٌ بكمٌ عمىٌ عن غازات الكلورين السامةالتي قتلت الاطفال والنساء في محافطتهم الانبار..؟! ونراهم صمٌ بكمٌ عمىٌ عن فتاوى القرضاوي والضواهري لقتـل المسلمين الشيعة ..؟! وكانت هئية علماء السنة اول المشككين بمؤتمرمكة قبل انعقاده والداعمة اليه اليوم ...؟! .. واما الاب الروحـي حارث الضاري فقـد صدرت بحقه مذكرة اعتقال نتيجة تصريحاتة الطائفية المحرضة على الاقتتال واتهامات اخرى لامجال لذكرها..؟!..
نعم نحن لانريد ان نبخس الناس اشيائهم ، لكن كيف يثق الناس بهئيات و ودور افتاء اعتبرت صدام مظلوم والضحية ظالمة!.. واعتبر ايمن الضواهري وابن لادن والقرضاوي ولي امر المسلمين ! هل يحتاج حقن الدم العراقي لمؤتمرات الخارج او هيئات او دور افتاء .؟ آلم يكن الاجدر مطالبة الدول الراعية لهذه المؤتمرات باكف عن تصدر الفتاوى الارهابية لقتل الشيعة"الروافض" والسنة "المرتدين"والكرد" العملاء"من اجل نصرة البعثية"الوطنيين"!! وآلم يكن الاجدر دعم الخطة الامنية الجارية اليوم والتي اثبتت ان العراقيين سواسية امام القانون مع بقائهم على تحفضاتهم حول العملية السياسية ..!!!!!!!امام هذه وغيرهامن التناقضات يمكن قراءة موتمرات الخارج من جانبين لاثلاث اواكثرلهما:ــ الجانب الاول...على المدى البعيد: لاشك ان نعوتات "الرعاشين"و"الضاريين" فـي تلك المؤتمرات هي وراء تفرقة الشعب العراقي المتجانس بشيعةِ وسنةِ ووكردهِ وصائبةِ وتركمانةِ ومسيحيةِ وهـوما يُحسد عليه من العالم اجمع ــوبعدان نجحت تلك المؤتمرات فـي تحقيق الاحتقان الطائفي فـي داخل البلد تريد تصدير هذاالاحتقان ليكون احتقان عالمي "ان جاز لنا التعبير" ويشترك بخلق هذا الاحتقان العالـمي تصريحات رؤساء وشخصيات الدول الراعية لهذه المؤتمرات كتصريح هلال الشيعي لملك الاردن واتهام الشيعة بولاهم لايران كما جاء على لسان حسني مبارك ووزير خارجية السعودية وساندهم فـي ذلك فضائياتهم الخبيثة،وترويج الفتاوى السلفية التكفيرية التي تجيز اراقـة دم المسلم الشيعي وهو ماجاء على لسان القرضاوي والضواهري وغيرهم وان اغلب من يقود وينفـذ الاعمال الارهابية هم من العرب ..ولانسى المعاملة السيئه التي يتعرض لها الشيعة اثناء موسم الحج الذي هو موسم وحدة وليس موسم تفرقة وما التميز الطائفي لتك الفئة فـي بلدانهم فحدث لاحرج فقبل ايام منعوا في الاردن من اداء شعارئهم الحسينية والتميز الطائفي لهم فـي دول الخليج من ناحية المدارس والحقوق وما الى ذلك .... و اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان المد الاسلامي الشيعي اخذ قبولاً عالمياً ولعـل ترشيح سماحة السيد السيستاني لجائزة نوبل خير مصداق ومما يثبت ما نذهب الية ان شيخ الازهر محمد الطنطاوي امر بتدريس الفقة الجعفري فـي الازهر وكذلك آمر بمطبوعات تتحدث عن الفقه الشيعي وايضا ان وزير الاوقاف المصريةً يدرس حالياً امكانية وضع العتبات المقدسة لآل البيت ضمن برامج السياح الشيعة القادمين الىمصر من كا فة العالم وايضاًانتشارالمذهب الشيعي فـي السودان وتاثير من يقوم بالاعمال الارهابية فـي البلدان العربية السنية المذهب ليس من الشيعة.. ودور العملية السياسيةوتاثيراتهاعلىالدول المشابه للعراق من الناحية الديموغرافية كالسعودية والبحرين والكويت حيث اصبح لشيعة هذه الدول سلطة قرار بعد اجراء الانتخابات فيها، هذا بالاضــافـة للمؤسسات التي تحيي تراث آل البيت المنتشرة فـي انحاء المعمورة كل ذلك وغيره انعكس ايجاباً على مذهب المسلمين الشيعة ... الامر الذي يُغيض متزعمي مؤتمرات الخارج والتي كانت كما ذكرت سبب الاحتقان الطائفي الداخـــلي فتـريد تصديره للخـــارج ....وهو ما سيكون له عـواقب وخيمة اذا ما عولج باسرع وقت ويمكن تلخيص العلاج بما يلي:ــ منــع المؤتمرات المحرضة على الحقــد الطائفـي ومن اي طائفة كانت ..اتباع مبدء العدل والمساوة بين كافة شرئح المجتمع .. منع او حث رجالات الدين لاصدار الفتاوى التكفيرية.. .. ..هذا على نحوالايجاز لتجنب الاحتقان الطائفي العالمي ــ والاــ فانها اتية اليوم او غداً ....الجانب الثاني... على المدى القريب : لملة الانشقاقات الذي اصاب "المقاومــة الشريفة"بعد صفحة الغدر والخيانة الـتي اعلنتها تلك المقاومة ضـد من منحتهم الثقة للدخول للعملية السياسية فقتلت اخوة الهاشمي وسليم عبدالله ولعـل محاولة اغتيال سلام الزوبعي ما يؤكـد ذلك ، وقبال ذلك ساهمت الممارسات الطلبانية لتلك"المقاومة" ضـد الانباريين البدء ببوادر الانشقاق وكــرد فعل لمواجهة تلك الممارسات شُـكل مـجلس انقاذ الانبار.. ... وأتسع الـفـج بين أطراف "المقاومة الشريفة" بـعد الامتيازات التي حصل عليها البعثية"المقاومين"من مشـروع المصالحة و"الممالحة" .. فحاولت "المقاومة" لمملة الانشقاق الـسري بتشكيل مجلس شؤرى المجاهدين ضـم "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين .. جيش الطاتفةالمنصورة... سرايا انصـار التوحيد.. سرايا الجهاد الاسلامـي ..سرايا الغرباء.. كتائب الاهـوال.. جيش اهل السنة ..وغيرهم "، لكنه لم يدم طويلاً ! .. فاستمرت تلك الحرب السرية حـتى اصبحت علنية.. حين صدر قانون المسائلة والعدالة وما سيمنحهُ من امتيازات "للمماطـلون" البعثيون الامر الذي يغيض المقاومة من جهه.. وتناقض تصريحات اعمدة المقاومة من جهه اخرى .. ،فالفيضي يحث عشائر الزوبع بعدم التصادم مع تنظيم القاعدة .. ومثنى حارث الضاري يصف تنظيم القاعدة بالمشبوه!!! وجاء هذا الهجوم على خلفية اغتيال حارث طاهـر الضاري احد موسسي كتائب ثورة العشرين التابعة لهئية علماء السنة من قبل القاعـدة وعلى اثره انشقت كتائب العشرين الى جماعة تدعى "حماس..العراق"واخـرى انظمت للقاعـدة! .. وطـفحت بذلك الانشقاقات لتكون بيد الاعلام فـقـد ذكرت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر 31/3/2007 ان تنظيمات ما يسمى بــ " الجيش الاسلامي .. كتائب ثورة العشرين .. جيش المجاهدين .. جيش الراشدين .. كتائب صلاح الدين.. انصار السنة" يحاولون التوصل لاتـفـاق حول مشروع ما يسمى بـ دولة العراق الاسلامية الداعيه اليه تنظيم القاعدة ،وذكرت الصحيفة ان 30قيادياً من كتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي اغتالتهم القاعـدة... !!
هذه الشواهد دعت اطراف" المقاومة الضروره"بين الحـين والاخر لعقد مؤتمرات للملمة شملها من جديد فجاء مؤتمر"علماء السنة"الاخير فـي الاردن ليحقق ذلك..فاذا اخـذنا بنظر الاعتبار.. ان اغلب المشتركين بهذا المؤتمر كانوا ولا زالوا يريدون اسقاط الحكومة المنتخبة ..وهـم المحرضين على قتل الابرياء .. هذا بالاضـافة انها تُـعقـد فـي دوله حاضنة للبعثين "المدلـليين" .. والامر الاخـر ان اغلب الدول الداعمة "للمقاومة" فشلت فـي لَـم شَـملها .. وايضـاً ان محاولة تاسيس "داراً للافتاء" من اجل خداع القواعـد الشعبية وبالاخـص السنية واضفاءالصبغة الشرعية على عملهم بعد فشل الهيئة والوقف السني ...!!هــذه الشواهـد تدلـل ان الغاية لمثل تلك المؤتمرات لملمة المقاومة الشريفة ...... لكـــــن نقــول...
ان المقاومــة التـي وللاسف اصبحت ..لا.. شريـفة! يمـكن ان تعود شريفة لو انها عُـرض عليها رئاسة الحكــومة لاعتبرت الارهاب ارهاباً والمقاومــة نصباً وحتيالاً وضحكاً علـى الذقون!! *المركز الثقافي لشباب اهل البيت
https://telegram.me/buratha