( بقلم : داوود السعيد )
لعل لمراقب للمشهد العراقي السائد اليوم لايملك الا الأستنتاج بأن اعداءاالعراق والعراقيين قد غيروا اساليبهم وتكتيكاتهم وادواتهم .. وانهم بصدد خطط جهنمية جديدة لتدمير العراق وضرب الواقع السياسي العراقي وتمزيق وحدة البلاد وتحويل العراق الى مافيات يقتل بعضها البعض وهو مااعلنته بياناتهم مؤخرا ويقترن ذلك في كل مرة باستهداف الخطط الأمنية.
وبقدر تعلق الأمر بالجانب العراقي سيبرز السؤال : هل طورت الأجهزة الأمنية من وسائلها وادواتها وتكتيكاتها هي الأخرى كما فعل الأرهابيون؟ هذا السؤال يقودنا الى نتيجة مهمة واساسية ..وهي ان الحديث لاينصب على اجهزة الأمن كأفراد فهؤلاء الرجال المجاهدون ضربوا مثلا اعلى في الفداء والجود بالنفس وهو اقصى غاية الجود من اجل ان يهنأ المواطن بحياة آمنة ..على مستوى الجندي والشرطي البسيط فهو لايملك الا طاعة رؤسائه وتنفيذ الأوامر ..لكن المهم هو ان يتطور العمل الأمني والأستخباري بتطور اساليب الأرهاب ..وعلى مستويات القيادة واتخاذ القرار ... وبالرغم من الجهود الملحوظة والعمل في اجواء وظروف اقل مايقال عنها انه بالغة الصعوبة والتعقيد الا ان هنالك ملاحظات ومؤشرات لابد من مناقشتها ومراجعتها بجرأة وشجاعة ومسؤولية ...
انني افترض بعد حادثة الجسر الحديدي ومارافقها من جرائم وبروز شوكة مايسمى (دولة العراق الأجرامية) ان مراجعة شاملة يجب ان تجري لأجهزة الداخلية على مستوى القيادة .. ولنكن في منتهى الصراحة يجب ان نبدأ بأداء وزير الداخلية فقد مر زمن ليس بالقصير لممارسته مهامه ..الا ان الرجل بسبب انعدام خبرته الأمنية لم تكن نتائج الأداء في صالحه .. ولست اعرف آخرين من طاقمه ماحالهم ومامستوى خبراتهم ..نحن ايها الأخوة في حاجة وامس الحاجة اليوم الى قائد امني في درجة وزير داخلية اشد شراسة وخبرة ومضاءا من خصومه ..نحن بحاجة الى خبير متمرس في العمل الأمني لايخاف في الحق لومة لائم ..لاينتظر ان يرضى عنه عدنان الدليمي او خلف العليان او حارث الضاري فهؤلاء لا ولن يرضوا حتى يذهب الله بهم ويخلص الناس من شرورهم ...
لقد اراد الأخوة في الأئتلاف الخروج بالحكومة من مأزقها ابان مرحلة التشكيل فتنازلوا للتوافق ووافقوا لهم للأسف على اختياراتهم ..لا ان يقرر الأئتلاف من يريد فعلا من الرجال الأشداء ..للأسف لم يكن قرار الأئتلاف في تعيين الوزير الحالي موفقا برأيي وانا اتفق مع الأخ الذي اثار هذه النقطة في موقع الوكالة ...واقول حقا ..لقد كان صولاغ الرجل المناسب في المكان المناسب .. وقد اوجع الأرهابيين وافشل الكثير الكثير من اهدافهم ومخططاتهم وقد ابكاهم جميعا وكان جريئا وحازما وشجاعا ..كما انه من النوع الذي يتعلم بسرعة ويلتقط كل شاردة وواردة ولهذا سرعان مالمس المواطن النتائج على الأرض ..
لااريد ان اقارن بين الوزيرين ولا التلميح بفشل البولاني الحالي فالرجل اكيد له تاريخه .. والا ماتم دفعه الى هذا المنصب الخطير ..في احرج فترة في تاريخ العراق... ولكن لنتذكر الحكمة التي تقول : استعينوا في كل صنعة بصالح اهلها ..
وبصراحة ان الأئتلاف لم يقدم بديلا يفترض ان يكون اكثر كفاءة ومقدرة وخبرة من صولاغ ... يكمل ماانجزه صولاغ ...واني اسأل الأخوة في الأئتلاف ..لقد مرت اربع سنوات وانتم في السلطة ... فلو ارسلتم بضعة عشرات من رجالكم الشجعان الى دورات امنية واستخبارية في بلدان العالم لكانو الآن نالو درجة البكلوريوس في العلوم الأمنية ..ولكانوا اليوم في مواقع الداخلية يعملون وفق ماتعلموه من علم حديث .. فالعلوم الأمنية تتطور في كل يوم .. ولم تعد تتمثل في شكل الشرطي الذي يعمل سيطرة ويؤشر للسيارات بالمرور فتمرق المتفجرات من امامه دون ان يشعر ..كما تكرر مرارا ومرارا ...
هل هذا هو العمل الأمني والأستخباري والمخابراتي ؟ فهل سيبقى الأئتلاف طويلا راضيا بهذا الشكل من الأداء المتواضع على مستوى التخطيط والعمل الفوري الشجاع والسريع ومستوى العمل الأستخباري ؟الا نتعلم من تجارب بلدان العالم ؟
اذا كان راضيا بهذا فذلك ضد سنة الكون والحياة ومنطق العقل ..فكل شيء الى تطور في كل ساعة ويوم .. والوزير والمدير والضابط الضعيف الذي لايطور نفسه في خلال كل ستة اشهر يجب ان يأتي آخر اكفأ منه ويرسل الآخر الى مكان يتناسب مع مستواه..هذا هو السياق المتبع في كل انحاء العالم وفي علم ادارة الموارد البشرية وتحت مسمى (تقييم الأداء النصف سنوي) وهذه ملاحظات مخلصة اتمنى ان تجد صداها في الأئتلاف ..
https://telegram.me/buratha