( بقلم: علي الفحام )
جسر الصرافية وما يمثله من ذكريات لدى العراقيين عامة والبغداديين بشكل خاص بكافة ألوانهم الدينية والمذهبية وما حمله من ذكريات للماضي اختطت على قضبانه الحديدية الممتدة بين ضفتي دجلة الخير، أصبح اليوم ضحية اطلاعه على جرائم الإبادة الطائفية واغتيال الإنسانية في نهار بغداد المضطرب وليلها المخيف. وجسرا السنك والجمهورية وغيرهما من الجسور قد تلاقي في المستقبل نفس المصير المأساوي الذي آل إليه جسر الصرافية من قبل زمر الإبادة والفتك الطائفي الذين اسماهم مجلس الوزراء بجنود إبليس في بيانه الأخير الصادر بعيد نسف أقدم وأجمل معبر حديدي على مياه العاصمة العراقية.وإذا استرجعنا الذاكرة قليلا إلى الوراء لنوفر على رجال المخابرات والاجهزة الأمنية ذات العلاقة الوقت والجهد للامساك بالمدبرين أو حتى تعب توجيه التهم بالمسؤولية لهذا التنظيم المجرم أو تلك القاعدة الإرهابية، نجد ان النظام المباد خطط الى نسف الجسور في إنحاء العراق كافة أثناء حرب تحرير العراق عام 2003 لمنع تقدم القوات متعددة الجنسيات نحو مقرات قيادة اللانظام والتي تهاوت بسرعة البرق كقطع الدومينو فور هروب ضباط جيش واجهزة امن الطاغية من ارض المعركة وحرب الشوارع الموعودة. اذن تفجير جسر الصرافية يؤكد لنا صحة الرأي القائل: ليس من المنطقي ان نعتبر وفي كل عملية انتحارية ان فاعلها وهابي جائع لوجبة طعام مع الرسول او مخبول يبحث عن الذكرى على طريقة الأعرابي الذي لطخ الكعبة_ شرفها الله _ بالقاذورات قائلاً : " أحببت أن أذكر ولو باللعنة "، ولن نكون ببعيدين هذه المرة حينما نستذكر الكولونيل الهارب نوري الدليمي وهو يتحدث عبر شاشة العربية في ذكرى ما أسمته هذه القناة التابعة للقيط حكام السعودية الوليد ابن طلال بذكرى سقوط بغداد!!! الدليمي اعتاد تعاطي فضلات موائد القنوات الطائفية في مناسبات كتلك المناسبة واعتاد أيضا سرد الخرافات وخطط قائده المباد وهذه المرة كان الحديث بكل وقاحة عن مطالبات قادة الجيش آنذاك لقيادتهم بضرورة الاسراع بنسف الجسور للحفاظ على حياة سيدهم واعوانه ولو لساعات معدودة، ولم يكن حديث الدليمي الهارب لمجرد الاستذكار بل للتلويح باستخدام هذه الاستراتيجية القذرة التي تردد المقبور صدام كثيرا باصدار اوامره للإقدام عليها، اذ لم يجعلها حتى اخر الحلول لنجاته من السقوط، لكن ازلامه لم يتوانوا في ركوبها لتوصلهم النهايات المحتومة بعد فشل كل محاولات العودة ثانية الى السلطة وهاهم ينتقمون ممن اوصلوا الى مقاعد البرلمان والحكومة ورئاسات الكتل الطائفية المشؤومة التي وقفت عاجزة عن اعاقة العملية السياسية او تغيير ثوابت الدستور العراقي وفي مقدمتها مشروع اجتثاث البعث واعتباره تنظيما ارهابيا لاعودة له على ارض العراق الجديد. واخيرا نقول: بعد اعتراف الدليمي الصريح هل تتيه اصابع الاتهام ثانية عن البعثيين وقادة أجهزة الطاغية القمعية بمسؤولية نسف جسر الصرافية؟؟اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha