( بقلم : عمار العامري )
لا ينكر احد أن الحوزة العلمية في النجف الاشرف هي الشريان النابض للحياة اليومية في كل أجزاء الجسد الإسلامي عامة والشيعي خاصة وان القلب الذي يتمحور فيه النسيج الشرياني هو الحوزة العلمية بجهود زعاماتها ورجالاتها الذي انهلوا العقلية العالمية بأفكارهم الرنانة وأطروحاتهم الصاخبة والتي إذن الله أن تكون النجم الثاقب في الفضاء الواسع.
ففي القرن العشرين أنجبت الحوزة العلمية من رحمها المقدس شهاب منير ونجم باهر جسد الحقيقة المعطاة لما تفرزه هذه المؤسسة التي ظهرت قبل 1000 عام إلا وهو سماحة زعيم الطائفة الشيعية فحسب أية الله العظمى الإمام السيد محسن الحكيم الذي أصبح الأمثل الأعلى لكل مسلم بل للعراقيين كبار وصغار حيث اثبت تأثيره الكبير في جيل لم يراه يسير على فكاره ويدافع عن أطروحاته من خلال حضوره الفعال في كل المحافل في حضوره أقامت الشعائر ومشاركته شعائر الإخوان المسيح والصابئة وغيرهم تراه الأب الذي ينحني على يده مؤسس جمهورية العراق عبد الكريم قاسم ويقف السيد الحكيم مدافعا عن حقوق المسلمين في كل أجزاء المعمورة في الشام والمغرب العربي في الخليج وجنوب أسيا في العالم الجديد وأوربا وبذلك اثبت أن هذه المؤسسة ليست شيعية بقدر ما هي أسلامية من خلال دفاعه المستديم عن كل قضايا الدول الإسلامية ضد الاستعمار المبطن بالديمقراطية والحرية المزيفة والتصدي للسياسات الأممية والتي أريد فيها السيطرة على منافع ومنابع الإسلام وتحويله إلى أيدلوجية غير نابعة من صلبه تحمل عنوان عمومي اصطلح عليه بالشيوعية التي ترجع لأفكار ماركس اسماها العراقيون - بالمد الأحمر- والتي حاولت تجريد المسلم من قيمه ومنهجه الرفيع فقد أفتى بحرمة الانضمام للحزب الشيوعي كذلك اثبت الإمام الحكيم أن الحوزة العلمية هي رمز الوطنية ومنبع الأحرار ليس للعرب بحجم ما هي عليه لكل القوميات الأخرى فحينما جلبت سلطة البعث بشيخ الأزهر ليفتي لها بمحاربة الأكراد في شمال العراق وقف السيد محسن الحكيم وبقوة الوطن والدين بوجه وعاظ السلاطين بتحريمه حرب الأكراد ومساندة هذه الفئة العراقية التي أراد البعث إبادتها.
مشروع الإمام محسن الحكيم ليس الشيعي فحسب أنما هو تأسيس مشروع دولة حق وعدل ليكن البوتقة التي تصهر كل الأفكار من اجل رفعة الدين الإسلامي فقد سخر كل العلوم الدينية والدنيوية لإعطاء الإنسان المكانة الأفضل كما خلقه الله-سبحانه وتعالى- اثبت الإمام الحكيم أن السياسة فرع من المعارف والعلوم الدينية وليس شئ مستقل وبما أن السياسة تمثل الدولة فإذا الدولة بما فيها هي فرع من الدين معارض فكرة فصل الدين عن السياسة مقتديا بالرسول الأعظم-ص- حينما كان يقود الدين الإسلامي بالسياسة فالدين النصيحة وليس الدين الإرهاب كما يصفه أعداء الإسلام حينما جندوا جماعاتهم الإرهابية المتطرفة المغطى بغطاء الدين والدين منهم براء.
الإمام الحكيم اثبت العكس وأسس البناء الحقيقي للحوزة العلمية لتأخذ دورها بقيادة الأمة نحو بر السلام والازدهار فليس الدين التطرف والقتل والدم بقدر ما هو عليه من قيم عالية ومبادئ سامية تتجسد بأخلاق الأنبياء وصفات الأولياء فقد أسس الإمام الحكيم لنهج تسير عليه الأمة ليومنا هذا إلا وهو تقدم نفسه وأبناءه ومحبي والشيعة عامة ليكونوا جند الإسلام والمرجعية بتعرضه لأشد هجمات الحقد والتشهير وان تهمة التجسس التي الصقها البعثييون بابناءه ما هي ألا ورقة ساقطة أريد بها تقليل دور المرجع الحكيم في نظر مقلدي في العالم فجندوا أزلامهم وقتلوا تسع علماء من أبناءه وستون من عائلته والآلاف من محبي أرادوا فيها إنهاء دور الحوزة العلمية في النجف الاشرف المتمثلة بهذه الفئة المؤمنة.
فالسيد الحكيم صنع من رجل الدين القائد الحقيقي في جميع الميادين مثل الشعب خير تمثيل اجبر الطواغيت على طاعة أمر الله من خلال طاعة فتاوى الحوزة العلمية الرشيدة الامتداد الروحي للرسالة السماوية والممثل الشرعي لأبناء الدين الإسلامي اخضع الملوك لان يقفوا على أبواب العلماء وإرادة الشعب صنع من الشباب الذي غيب عن الاستعمار ابسط مستحقاتهم وهو التعليم رجال يقودون الأمم أوصل صوته من خلال فتاوى إلى قلوب عامة الشعب ليصبح الأب الروحي لهذه الملايين فجسد الروح الحقيقية للحوزة العلمية الدينية في نفوس القاص والدان والعدو والصديق.
https://telegram.me/buratha