( بقلم : ناهدة التميمي )
لي صديقة دنماركية تاتي بين الحين والاخر لزيارتي مع ابنها الصغير ذو الثلاث سنوات ربما لحسن الضيافة والكرم الذي يتميز به العراقيون عن غيرهم والذي لم يعتد عليه الاجانب بينهم ... وذات مرة وفي معرض الاحاديث المتشعبة سالتني باستغراب قائلة .. لماذا كل هذه الضجة التي اقامها العرب حول الرسوم الكارتونية,, والانسان حر في التعبير عن رايه وما يعتقد وزمن الحجر على الاراء والافكار قد ولى منذ زمن بعيد .. فاجبتها بان مقاطعة العرب للبضائع الدنماركية والتي لم تستمر طويلا كانت ابسط ردة فعل على هذا العمل المسيء لان الرسول الكريم هو اقدس شخصية في الاسلام على الاطلاق وكان يمكن للامر ان يصل الى القطيعة الدبلوماسية لان نظرة مجتمعاتنا للدين وقدسية الانبياء غير نظرتكم.. قالت ياعزيزتي نحن لم نعرف محمد ( ص ) ولم نره ولم نقرأ تعاليم الاسلام التي جاء بها ولكننا شاهدنا افعال اتباعه او من يدعون انهم سائرون على تعاليمه وقد ترجموها عمليا الى تفجيرات مروعة للابرياء في المترو والقطارات والباصات والطائرات وابراج التجارة ورايناهم يخطفون الابرياء وينحرون الناس ويصورون ذلك ويبثونه على العالم وهم يكبرون باسم الاسلام ويذكرون اسم الله ورسوله على هذه الجرائم البشعة ويطالبون بالمال لقاء فك اسر الصحفيين الاجانب او يذبحونهم وقد فعلوا.. وهؤلاء رسل الحقيقة ومحميون بكل الاعراف والشرائع الدولية كما رايناهم يفجرون النساء في الاسواق المكتظة والطلاب في المدارس والجامعات وكل ذلك باسم الدين .. فاحتقرنا هذا الدين وسخرنا منه ومن مبادئه اذا كانت بهذه الوحشية والدموية..
حاولت دفع تهمة الارهاب والدموية والوحشية عن الاسلام والمسلمين فقلت لها .. عزيزتي سوزانا هذه فرقة ضالة من المسلمين وهم خوارج العصر الوهابية تحتضنهم وتفرخهم السعودية وتصدرهم الى كل انحاء العالم ليعيثوا فيها فسادا وارهابا وهم في الاصل موجهون ضد الدول الاسلامية لتنفيذ اجندات اسيادهم في المنطقة وارباك الوضع في هذه البلدان وارهاق التجارب التحررية واجهاضها في مهدها ووأد اي جهد للتحرر والتقدم في هذه البلدان التي تحاول ان تنهض بعيدا عن الهيمنة والسيطرة الخارجية.
فقالت وماذا تقولين عن تفجيراتهم في الدول الغربية لندن وباريس ومدريد وامريكا واليونان وغيرها فكيف يتفق ذلك مع ماتقولين .. اجبتها ان الامر هو نفسه فبعد ان بدأ الاسلام ينتشر في اوربا واقبل عليه الناس هنا وفي امريكا لاعتناقه او دراسته والتقرب منه ومن المسلمين .. وبعد ان بدأ الناس يدركون حقيقة الصراع العربي او الفلسطيني الاسرائيلي واخذوا يتعاطفون مع الفلسطينيين والقضايا العربية .. حركت السعودية واسيادها هؤلاء ليقوموا بهذه التفجيرات وجعلوهم يكبرون ويذكرون اسم الله والرسول مع تنفيذ هذه الجرائم ومع اظهارهم لجثث الابرياء والدماء البريئة للمسالمين والمدنيين او العمال والموظفين المتوجهين لطلب الرزق حتى تكون ردة فعل الاوربيين عنيفة ضد الاسلام فلا يقبلوا عليه ومن ثم يعودون للتعاطف مع الاسرائيليين فيقولون كان الله في عونهم وهم يواجهون وحوش يحملون مثل هذه الافكار الهدامة والمتوحشة فهل عرفت الان سر هؤلاء .. قالت كل شيء جائز واظن ذلك صحيحا لان الناس هنا بدأوا فعلا يجفلون وينفرون من شيء اسمه الاسلام وحتى المسلم صار يخشى ان يذكر انه مسلم خوفا من وسمه بالارهاب .
ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha