( بقلم : ناجي الغزي )
افتتح يوم الثلاثاء 10/4/2007 مهرجان ألحبوبي الثالث (دورة الشاعر رشيد مجيد) في رحاب كلية التربية / جامعة ذي قار وبحضور رسمي وشعبي كبير متمثلا في وكيل وزير الثقافة جابر الجابري ومحافظ ذي قار ونائبه . وبما ان المهرجان يعد ركنا مهما لتتويج المحافظة ومبدعيها , الا انه جاء تكريما لواحد من شعراء المدينة المبدعين , الراحل الشاعر رشيد مجيد بعد أن كان المهرجان الثاني للشاعر والأديب المبدع الراحل “مصطفى جمال الدين” متمنين أن يكون الرابع لفنان تشكيلي أو موسيقي وليست بالضرورة أن يكون لشاعر !! والراحل هو أولى بالتكريم من الحي رغم أن هناك مبدعين من الأحياء يستحقون أكثر من تكريم .
وان هذا المهرجان أصبح ضرورة ملحة لمدينة كالناصرية – بكونها تحمل ارث حضاري كبير وإبداع متجدد في أروقة أجيالها الممتدة منذ سومر, ونحن كأبناء لهذه المحافظة نتطلع بفخر كبير لتلك الإنجازات المتعددة والمتميزة التي تتحقق في ظل العراق الجديد وفي ظل غياب سلطة دكتاتورية المركز , بعد أن كانت تلك المهرجانات والفعاليات حكرا وحصرا على المركز العام في العاصمة مكمن راس السلطة القمعية , مما ولدت تلك الحالة شئ من الشعور بالأدنى كإنتاج إبداعي وتاريخ ثقافي فني , فبالرغم من إن مدينة الناصرية تحضي بعدد كبير من أبناءها المبدعين في كل مجالات الإبداع إلا أنها أصبحت في طي النسيان في تاريخ الأدب والفن العراقي , واني أرى لقد حانت اللحظة لأبناء المحافظة لإثبات وجودهم وخصوصيتهم الثقافية التي تثري وتساهم في مسيرة الإبداع الفني والثقافي دون إقصاء حقهم في التوثيق .
وان ما نشاهده في الإعلام عن تلك المسيرات الفنية المتسارعة في المحافظة رغم التغطية الضعيفة الإعلامية لها إلا أنها خطوة جادة وجريئة على الطريق الصحيح , وهذه الخطوة أراها غير كاملة ما لم تعمد بجسور التواصل بين أبناء المحافظة في الداخل والخارج , لكي لا تكون هوة أو فاصلة بين أبناء الداخل والخارج , وبالذات الطاقات المبدعة والمنتجة , وان تعميد تلك الجسور سوف تحقق مكاسب كبيرة وناجحة للمدينة , علما إن أبناء المدينة في بلدان المهاجر يشكلون رقما صعبا من حيث العدد والحضور الإبداعي (الفني والثقافي ) وعلى اللجان التحضيرية في المحافظة من اتحاد الكتاب والصحفيين وجمعية الفنانين التشكيليين والموسيقيين والمسرحيين والمصورين و مسئولين إعلاميين , أن يفتشوا في مهرجاناتها القادمة على هؤلاء المبدعين من أبناءها من خلال قنوات اتصال ,تساهم في دعوتهم للمشاركة لكي يأخذ ” مهرجان ألحبوبي الرابع” مظهرا عالميا كبير حيث لا يقتصر على مثقفي ومبدعي المحافظة و الدعوات المحدودة لبقية المحافظات , وخاصة قد علمنا إن عدد المدعوين سبعين فنان وأديب وأكاديمي وهذا الرقم مقياس بالمربد لا يشكل الخمس من الرقم ,حيث ادعي للمربد النصف من مثقفين الخارج وقد ساهم اتحاد الكتاب والجمعيات الفنية بأنواعها في البصرة دور في تلك الدعوات .
ومهرجان ألحبوبي يفترض أن لا يقل أهمية عن المربد إذا اخذ القائمين عليه بالجد ووضعت له دراسية مستفيضة و كافية وهنا اقصد به اتحاد الكتاب والجمعيات الفنية في الناصرية, أكثر من الجهات القائمة على المهرجان ماديا , لترشيح تلك الأسماء التي تستحق المشاركة . و أنا اعتبر دعوة الفنانين والأدباء من الناحية المادية غير مكلفة لان أغلبية الفنانين يحضون بأهل لا زالوا على قيد الحياة وأقرباء وأصدقاء وحتى التذاكر مناسبة جدا في شهر نيسان , ونحن نبتغي في طرحنا هذا هو الارتقاء بالإرث الثقافي والحضاري المتجدد الذي تحضي به مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار . كما نشكر كل الجهود الرائعة التي ساهمت وشاركت في إحياء هذا المهرجان الذي يعتبر بذرة أمل في فضاء الناصرية فضاء الإبداع , والناصرية مدينة غنية عن التعريف بحضورها الفني والثقافي والسياسي والديني , فهي مدينة تتنوع بها الطاقات الإبداعية رغم محدودية الدعم المالي والإعلامي لها , إلا أنها استطاعت أن تصارع الظروف الحرجة التي عصفت بها بمجاديف العفة والإبداع , منذ سطوة نظام صدام الفاشي وتسلطه على رقاب أبناءها وإرغامهم وإجبارهم على ما يرغبوه لحد كسر طوق العزلة عنها وتصطد ع أغلال الجلاد في سقوطه المتوقع والقضاء على أنفاس النظام البائد , لتنهض مدينة الناصرية من ركام عظام شهداءها لتجدد مسيرتها الإبداعية ومشروعها الوطني في بناء تلك الاصرحة الفنية والثقافية وإنشاء بيت الناصرية الثقافي , لياتي هو الآخر صرخة الوعي والطموح في وجه الظلام والعزلة التي مرت بها المدينة الترابية المنسية , ولكن لا تأتي ثمار تلك الجهود بالحلم وحده لكن بتفعيل المؤسسات الثقافية والفنية الفتية ورفد مؤسسات المجتمع المدني في المدينة وتنشيط علاقة الداخل والخارج من خلال بناء جسور التواصل بين أبناءها المبدعين من اجل فن ثقافي وإنتاج أدبي إبداعي مسالم ومتسامح تتسامى به كل معايير الخلق والذوق الرفيع لكي يساهم في وعي الفرد فكريا في المجتمع ويتألق بروحه الإنسانية
https://telegram.me/buratha