المقالات

قل خيراً... او فاسكت

1718 22:12:00 2007-04-10

( بقلم : حسين الربيعاوي )

لااكشف سراً عما سكتت عليه الجامعة العربية والحكومات العربية عن الجرائم التي اقترفتها الحكومات العراقية المتعاقبةواخرهاحكومة البعث بحق ابنائها الشيعة والكرود والبعض من السنة والتركمان وباقي النسيج العراقي طيلة ستة عقود مضت! فعملية سحل الزعيم عبد الكريم قاسم في مبنى الاذاعة من قبل القوميجين والبعثيين والبصق بوجه الزعيم المقتول¬- لم يندد لها اي رئيس عربي او شخصية سياسية ولاحتى جامعتنا العربية !

واما زج ابناء الشعب العراقي في محرقة الحرب مع الجارة ايران وتعليق روؤس النساء وقتل العلماء وبادة القرى الشيعية والكردية على حداً سواء بالاسلحة المحرمة وقطع الاذن واستخدام المفرمة لفرم الانسان بكامله وتقطيعه ورمي لحمه في نهر دجلة غذاء للاسماك و..و.. من قبل سلطة البعث لم يهتز لها (شارب) الامين العام لجامعة العربية ولا(شارب)رئيس آي حكومة عربية فقد استطاع صدام المقبور شراءذمم تلك الحفنة من الساسه الجهال بـ "الولائم "و مئات الدولارات ولاننسى جلب المئات من المصريين والفلسطينين والمغربين وغيرهم للعمل بعقود مغرية هذه الامورومثيلاتهاالتي لاتعد ولاتحصىجعلت صدام الرب الاعلىلهذه" الشله" ،فالبكاءعليه عُقيب اعدامه و اثارة البلبة وتسخير الاعلام المرئي ولامرئي واشاعة الفتن الطائفية بعد تحرير العراق منه خير مصداق على ذلك، فاصبح العرب وجامعتهم وكأنهم مغرمين بالعراق والعراقيين!

وابتدأ هجومهم على الاحزاب الوطنية التي قارعت صدام وجلاوزته ولم يعترف شيخ الدبلوماسين عمرو موسى و"شلته"العرب بمجلس الحكم المنحل بذريعة تشكيله في ظل تواجد القوات الاجنبيه، ولا أعرف اين كان يوم انطلقت الصوايخ من الاراضي العربية للاطاحة بالنظام المقبور؟! ولااعرف ماذا يسمي الدعوات العربية لواشنطن من اجل التوصل الى نهاية للصراع العربى – الاسرائيلى فى الوقت الراهن.وما جاء على لسان وزير خارجية الاردن مروان المعشر عن ضرورة التدخل الامريكي لحل القضية الفلسطينية ، ومانشرته جريدة الشرق الاوسط في عددها 8239 ان عمرو موسى طلب بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني اي (متعددة الجنسيات) وايده في ذلك كثير من الدول العربية لولا رفض عرفات انذاك هل هذا(احتلال ام تدخل اجنبي)؟!!.

وجاء بعد ذلك مرحلة الطعن بجولتين من الانتخاب والاستفتاءعلى الدستور واعتبارالانتخابات انها لاتمثل اغلبية الشعب العراقي وابتدأ سيناريو(السنة مهمشين) واشترك بهذا السيناريو بعض اعراب الاردن والسعودية وسورية ومن لف لفهم ، الذين اخذوايحرضون بعض السنة بعدم الاشتراك بكتابة الدستور بحجج واهية لكنه كُتب رغم انف تلك(الجيفه) بايدي خيرةالعلماء وفقهاءالقانون رغم حملات التضليل والاكاذيب ضد اول دستور عراقي الذي يضمن حقوقهم ،وفي يوم 5/3/2007 اكتشف السيد عمرو موسى جملة امور طرحها في مؤتمر وزراء الخارجية العرب حول استقرار العراق ومن ضمن ما طٌرح "الغاء الفدرالية" و"تعديل الدستور" و"ايجاد حكومة لكل العراقيين" و"جدولة انسحاب القوات الاجنبية" ــ كُنت سحمل تصريحات عمرو موسى محمل الصدق لو تم عقد مؤتمر دولي للقضاء على العنف والارهاب في العراق ومطالبة السعودية والسودان واليمن والاردن وباقي الدول العربيةان تكف عن ارسال الملثمين والاحزمة الناسفةوالسيارات المفخخة،وكنا نآمل من الرجل العجوز"موسى" ان يامر اويطلب عقد مؤتمر لاعادة الاقتصاد العراقي ومطالبة دول الخليج اطفاء الديونها المستحقة على العراق كما فعلت الدول الاوربية! واطلاق الاموال المجمدةفي بنوك بعض الدول وحث المنظمات الاقتصادية العربية لدعم الصناعات النفطية والزراعية والكهربايئةودعم المؤسسات الخدمية كالتربوية والصحية...،وكنا نآمل من السيد عمروموسى عقد مؤتمر لحل مشكلة اللاجئين العراقيين كما تفعل الآن مساعدة وزيرة الخارجية "الاميركية"لاجراء محادثات حول مشكلة اللاجئين العراقيين في الاردن وسوريا وكما تدخلت اليابان والتي التبرعت بمئات الدولارات!! وكنا نآمل من شيخ الدوبلوماسيين ان ياخذ بأضعف الايمان هو دعم مؤتمر بغداد الذي سشترك به عدة دول اقليمية ... ودعم خطة آمن فرض القانون ومما لايخفى عليهِ ان الخطة بشقين عسكري وسياسي .

لكن يبدو ان الرجل العجوز عمرو موسى مازال يبكي ويئن علىاخوتة القوميجين والبعثيين ولم ينسى الرجل الوفي "الثريد العراقي" فهو اليوم "يتغنج"على وزن "يتغنى" مع مقررات مؤتمر استنبول وافكار اصحاب آخر صرخة على وزن"جبهة "للانقاذ الوطني ... الذين يردون الدكتاتورية لا الديمقراطيه ويريدون اعادة سياسية الاستعباد للشعب العراقي وسياسية التميز الطائفي ضد الشيعة والتميز العنصري ضد الكرد والتركمان والاشورين ... وممارسة سياسية الابادة ضدهم واستخدام اسلحة الدمار الشامل لاجتثاثهم .فلا عجب ان يصر الرجل العجوز "الغاء الفدرالية ".

ليس سراً حين اقول ان شعبنا ليس شعبً واحدا بل شعوب مختلفة في وطن واحد اسمه العراق ونعتز ونفتخر بذلك ، مما لايخفى على احد ان لكل شعب ومنطقة تاريخ وحضارة وعادات وتقاليد ولغة وثقافة هذه الخصوصيات تشجع اشاعة ثقافة الاحترام والالفة وقبول الاخر لا ثقافة العيش بالقوة والكراهة التي عانى منها الشعب طيلة تسلط الحكومات المركزية المقيته فحرمت جميع مناطق العراق من آية سلطة او صلاحيةبل كان الحديد والنارهو من يحكم من قبل حكومات دبرت باليل ،وبناءً على على التجارب المريرة لابناء الشعب العراقي مع تلك الحكومات،بدأ الميلهم للمطالبة بحكومة لامركزيةتمنح الاقاليم بعض السلطات وتعطي المحافظات نوعا من الصلاحيات،وكان نضال شعبنا الكردي منذ ستينات القرن الماضي من اجل الحكم الذاتي- فحصلوا عليه في اتفاقية اذارعام 1970 مع سلطة البعث ولكنها لم تنفذ بعد تسلط المقبور صدام.. وبقي اصرار الاخوة الكرد على مطالبهم حتى عام 1992 اختاروا الفدرالية كصيغة للعلاقة بين الشعب الكردي وبقية ابناء العراق وفي عام 2002 وافقت القوى السياسية المعارضة للنظام في مؤتمر لندن على الفدرالية وبثلاث شروط1 ان تكون الفدرالية ضمن عراق موحد فدرالي .2 ان تكون الفدرالية لكل العراقيين وليس لمنطقة واحدة .3 ان تكون على اساس جغرافي وليس على اساس قومي او طائفيوشرح الباب الخامس من الدستوربالتفصيل سلطات الاقاليم.. فجاء في المادة 113 يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة واقاليم ومحافطات لا مركزية وادارات محلية. اذن ما الضير مطالبة أهل الجنوب والوسط ان يكون لهم اقليم فدرالي اسوة بالاقليم الفدرالي الشمالي وكذا الحال بالنسبة لغرب العراق اذا كانت العلاقة بين الاقاليم تحكمها قواعد دستورية فكيف يمكن القول انها طائفية ؟... لكن العجب كل العجب ان شيخ الدبلوماسيين السيد عمرو موسى يعترض عل هذه الفدرالية ولا يعترض على فدرالية دولة الامارات العربية المتحدة اذا فرضنا جدلاً انه "ولي آمر العرب" ! كما نصب نفسه "ولي آمر العراقيين" فاصبح من حقه يعترض على الدستورويطالب بتعديله متى وكيف يشاء، وكأنه "يغشم" نفسه ان لجنة تعديل الدستوروالتي شكلها البرلمان المنتخب والمؤلفة من جميع الكتل السياسية تعكف على نفسها منذ اشهر لممارسة مهامها،واين كانت الجامعة العربيةوامينها العام لِمَ لا تبعث بآي خبير اومختص للمشاركة في اعداد الدستور كما فعلت الكثير من المنظمات الدولية ؟! واين كانت الجامعة عن التنازلات عن بعض القناعات عند هذا او ذاك الطرف ؟! عذراً سيدي " المخضرم " فان المحافظات الاربعة عشر"السوداء" اصبحت "بيضاء"وصوت بنعم للدستور ثمانية عشر محافظة وبنسبة 70 في المئة ولم تكن النسبة للاسف 99,99 التي تعودتم عليها!.. وعذراً سيدي مرة اخرى دلني على دستورعربي لم يكتب بايدي اجنبية ان كان فيها دساتير... وعذراً سيدي لِمَ تٌغمض عينيك اليوم عن التعديلات الدستورية المصرية التي تريد فتح الطريق لدولة بوليسية فالاجدر ان تسخر حنكتك السياسية والدبلوماسيةلخدمة ابناء جلدتك؟افضل من ان تطالب العراق بان تكون حكومتهم لكل العراقيين .. فابدءً من مجلس الحكم مروراً بحكومة علاوي وحكومة الجعفري وانتهاءًبحكومة السيد المالكي لم تخلى العملية السياسية من آي مكون عراقي واعطاةُ دور في رسم الواقع السياسي الجديد ،فالحكومة الموقرة لم تتم لولا تنازل قادةالائتلاف العراقي والتحالف الكردستاني عن استحقاقتهم للاخرين واشراكهم في مفاصل الحكومة الرئيسية ومنحهم دوراً اكبر في الدولة وهذا الامر لم يتم لولا خروج اثني عشر مليون ناخب والذي يريد عمروموسى تجاهلهم الذين تحدوا القتل والارهاب ووقفواامام صناديق الاقتراع .. انني عاى يقين ان عمرو موسى وامثاله الكثير لم يقف يوماً امام صندوق الاقتراع للادلاء برايه واختيار ناخبيه لانه "ولي آمر العرب" الدائم والمدافع عن حقوقهم لكن لم اسمعهُ يوماً مدافعاً عن حقوق الشيعة في السعودية والبحرين والكويت والاقباط في مصر ..و..و واشراكهم في العملية السياسية الدائرة في بلدانهم ومنحهم حقوقهم .. ولم أسمع يوماً منه مطالبة خروج القوات الاجنبية من قطر او السعودية او الكويت وباقي البلدان العربية كما يطالب اليوم بخروج "المحتل" من العراق وهو يعلم علم اليقين عدم جهوزية القوات الامنية العراقية ،وان الحكومة العراقية المنتخبة هي صاحبة الحق لمطالبة القوات الاجنبية بالانسحاب اوجدولتها وليس من حق القوى "الارهابية" ..... فياسيدي عمرو موسى يا ايها المخضرم الدبلوماسي اناشدك بالله عليك وبالعروبة التي تؤمن بها انشغل باابنائك العرب ومشاكلهم" ان كنت ولي آمرهم" ودع العراقيون يعالجون مشاكلهم بانفسهم كيف ومتى يشأون..

حسين الربيعاوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك