د.مسعود ناجي إدريس ||
الوصية الصارمة للإسلام هي أنه يجب على كل مسلم أن يهتم دائمًا بالآخرين وأن يشعر بالمسؤولية تجاه هدايتهم. هذه النصيحة ليست فقط لأولياء الله وإخصائه. أينما يرى الظلم يجب على كل مؤمن أن يتصدى له بقدر ما يستطيع وألا يستسلم أبدًا.
من أوامر أمير مؤمن لأبنائه في الساعات الأخيرة من حياته الكريمة: 《 كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا》، (نهج البلاغة ، رسالة ٤٧ ، ص ۳۲۱ )
قال الرسول الأكرم (ص): 《 اَلْخَلْق كُلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أحسن الناس إلى عياله 》، (تاریخ يعقوبي ، ج ۲ ، ص ١٠٥ .)
في حديث آخر، قدم ذروة الحكمة والعقلانية، بعد التدين واللطف والحب والإحسان تجاه جميع البشر، الصالحين والسيئين. (بحار الانوار ، ج ۷۱ ، ص ١٥٨ .)
في مكان آخر، يعتبر حب الناس نصف الإيمان (تاریخ يعقوبي ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ).
كما اعتبر الإمام علي (ع) أن محبة الناس نصف الحكمة. (بحار الانوار ، ج ۷۱ ، ص ١٦٨ ) كل هذا يدل على أهمية خدمة الناس في الإسلام.
الكلمات مبالغ فيها لكن أولئك الذين يسعون إلى العبادة والسلوك الروحي في العزلة والوحدة يضلون. خدمة الناس من أفضل العبادات وأسماها وهي أشرف عند الله من شهر من الاعتكاف. (کنز العمال ، علاء الدين المتقي بن حسام الدين الهندي ، ج ۳ ، ص ٤١٥ ، حدیث ۷۲۱۱ )
يعتبر التصور العام للإنسانية والاهتمام بشؤون الناس من القضايا المادية والرفاهية. لكن من الواضح أن شؤون الناس لا تقتصر على الأمور المادية والرفاهية، ولا تقتصر على الاستفادة منها من أجل المصالح المادية والدنيوية؛ بدلا من ذلك فإن الشؤون الروحية والخدمات الروحية للناس أهم من ذلك بكثير.
لذلك، فإن أولئك الذين يتخذون خطوات نحو التوجيه الروحي للناس وتعزيز وتعليم المعرفة الإلهية والتطور العلمي والعملي للتوحيد في المجتمع، فإن مصلحتهم للناس أكبر بكثير من المنفعة المادية والدنيوية. بالإضافة إلى الاهتمام بشؤون الناس بشكل عام، فإن الاهتمام بشؤون المسلمين والاهتمام بقضايا المجتمع الإسلامي بشكل خاص قد أكده الإسلام ورجال الدين.
روي عن نبي الإسلام الكريم (ص) :《 مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ》 ( الکافي ، ج ۲ ، کتاب الايمان و الكفر )
الأخ الذي لا يرى نفسه مساويا لأخيه ولا يشترك في أحزانه وأفراحه ولا يحاول الاهتمام بشؤونه ويهتم فقط في شؤونه الخاصة رغم أنه أخ من حيث القرابة العلاقة لكن في الواقع ليس أكثر من غريب. وبالمثل، فإن المسلم الذي يهتم بنفسه فقط ولا يهتم بالمسلمين الآخرين لا يختلف في الواقع عن من هم من غير المسلمين.
قضاء حاجة مسلم ليس فقط له أجر بل أجره أعلى من عشرين حج، ينفق فيها ملايين الدنانير في سبيل الله (الكافي ، ج ۲ ، کتاب الايمان و الكفر ، باب قضاء حاجة مؤمن ، حدیث ٤ ) وأنه أفضل الأعمال عند الله
وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الموضوع في كتب الرواية. حتى أنه تم ذكره في العديد من الكتب الروائية بعنوان 《قضاء حاجة مؤمن》. يُطلب من جميع المسلمين أن يكونوا ملزمين أخلاقياً بمجرد أن يدركوا حاجة المؤمن إن أمكن يقضون حاجته دون أن يطلب منهم ذلك. (تاریخ يعقوبي ، ج ۲ ، ص ١٠٥ .)
حتى لو لم يستطع المرء قضاء حاجة أخيه المسلم، ولكن يمكنه مواساته أو دعمه معنويا فأخلاقيا ملزم بذلك. أي أن يحاول بكل ما يعرفه ويستطيع أن يقضي حاجة أخيه المسلم حتى لو لم تنجح جهوده. (بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۳۱۲ .)
قال الإمام علي بن موسى الرضا (ع) بهذا الخصوص: 《أن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة ومن ادخل على مؤمن سرورا فتح الله قلبه بوم القيامة》، (الكافي ، ج ۲ ، کتاب الايمان و الكفر ، باب السعي في حاجة مؤمن )...