دراسات

العلاقات الاجتماعية (٨) الواجبات الفردية تجاه الآخرين...


 

د.مسعود ناجي إدريس ||

 

▪︎تمني الخير

جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يريد بعض غزواته، فأخذ بغرز راحلته فقال:《 يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة، فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم، خل سبيل الراحلة. » ( وسائل الشيعة ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۸ )

وفي جزء من الرسالة في نهج البلاغة لأمير المؤمنين لابنه الإمام حسن (ع) ، قيل: 《وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ، أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللهِ، وَالْإِقْتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكَ، وَالْأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ، وَالصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ، وَفَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ، ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذلِكَ إِلَى الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا، والْإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا، فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذلِكَ بَتَفَهُّمٍ وَتَعَلُّمٍ، لاَبِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ، وَعُلَقِ الْخُصُومَاتِ.وَابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذلِكَ بِالْإِسْتِعَانَةِ بِإِلهِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ، وَتَرْكِ كُلِّ شَائِبَة أَوْلَجَتْكَ فِي شُبْهَة، أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَى ضَلاَلَة.» .( نهج البلاغة ، رسالة ۳۱ ، ص ۳۰۱ )

هذا القانون هو في الواقع معيار عام للأخلاق الاجتماعية وطريقة الارتباط بالآخرين. قبلت العديد من المدارس الأخلاقية هذا القانون واستخدمته في نظامها الأخلاقي. هذا هو المعيار الأفضل والأكثر اكتمالاً لتحديد صحة أو عدم صحة سلوكياتنا الاجتماعية. يمكن تطبيق هذا المعيار على جميع التفاعلات الاجتماعية ؛ التعامل مع الأزواج والأبناء والآباء والأقارب والجيران والمواطنين وغيرهم من البشر بشكل عام.

لماذا نستخدم هذا المعيار أمام الآخرين؟ لماذا يجب أن نضع أنفسنا في مكانهم ونريد لهم ما لا نريده لأنفسنا ونحب لهم ما نحبه لأنفسنا؟ هذا، في الواقع، يعتمد على منظور أنثروبولوجي محدد.

نحن نعلم أنه وفقًا لتعاليم الأنبياء وتوضيح للكتب المقدسة، فإن جميع البشر هم أبناء أب وأم واحد وهم آدم وحواء. لذلك، يشترك جميع البشر في الإنسانية والكرامة.

ليس هناك شك في أن كل البشر لديهم توقعات بشرية متبادلة لبعضهم البعض؛ وهذا يعني أنه لا يمكننا أن نتوقع من الآخرين أن يعاملونا باحترام، وأن يحافظوا على حرمتنا، وأن يعيدوا لنا أماناتنا، ولا يتحدثوا عنا بسوء، ولا يتدخلوا في حياتنا الخاصة؛ لكننا يجب أن نعتبر أنفسنا ملزمين بتطبيق هذه السلوكيات أمامهم.

أفضل طريقة لفهم ما يتوقعه الآخرون منا هي أن نضع أنفسنا في مكانهم ونتخيل ما نتوقعه من الشخص الآخر إذا كنا في مكانه. بهذه الطريقة يمكننا أن نفهم ما يتوقعه الآخرون منا. ( همان ، ص ۲۱۰-۲۱۱ )...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك