د.مسعود ناجي إدريس ||
▪︎تمني الخير
جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يريد بعض غزواته، فأخذ بغرز راحلته فقال:《 يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة، فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم، خل سبيل الراحلة. » ( وسائل الشيعة ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۸ )
وفي جزء من الرسالة في نهج البلاغة لأمير المؤمنين لابنه الإمام حسن (ع) ، قيل: 《وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ، أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللهِ، وَالْإِقْتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكَ، وَالْأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ، وَالصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ، وَفَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ، ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذلِكَ إِلَى الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا، والْإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا، فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذلِكَ بَتَفَهُّمٍ وَتَعَلُّمٍ، لاَبِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ، وَعُلَقِ الْخُصُومَاتِ.وَابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذلِكَ بِالْإِسْتِعَانَةِ بِإِلهِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ، وَتَرْكِ كُلِّ شَائِبَة أَوْلَجَتْكَ فِي شُبْهَة، أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلَى ضَلاَلَة.» .( نهج البلاغة ، رسالة ۳۱ ، ص ۳۰۱ )
هذا القانون هو في الواقع معيار عام للأخلاق الاجتماعية وطريقة الارتباط بالآخرين. قبلت العديد من المدارس الأخلاقية هذا القانون واستخدمته في نظامها الأخلاقي. هذا هو المعيار الأفضل والأكثر اكتمالاً لتحديد صحة أو عدم صحة سلوكياتنا الاجتماعية. يمكن تطبيق هذا المعيار على جميع التفاعلات الاجتماعية ؛ التعامل مع الأزواج والأبناء والآباء والأقارب والجيران والمواطنين وغيرهم من البشر بشكل عام.
لماذا نستخدم هذا المعيار أمام الآخرين؟ لماذا يجب أن نضع أنفسنا في مكانهم ونريد لهم ما لا نريده لأنفسنا ونحب لهم ما نحبه لأنفسنا؟ هذا، في الواقع، يعتمد على منظور أنثروبولوجي محدد.
نحن نعلم أنه وفقًا لتعاليم الأنبياء وتوضيح للكتب المقدسة، فإن جميع البشر هم أبناء أب وأم واحد وهم آدم وحواء. لذلك، يشترك جميع البشر في الإنسانية والكرامة.
ليس هناك شك في أن كل البشر لديهم توقعات بشرية متبادلة لبعضهم البعض؛ وهذا يعني أنه لا يمكننا أن نتوقع من الآخرين أن يعاملونا باحترام، وأن يحافظوا على حرمتنا، وأن يعيدوا لنا أماناتنا، ولا يتحدثوا عنا بسوء، ولا يتدخلوا في حياتنا الخاصة؛ لكننا يجب أن نعتبر أنفسنا ملزمين بتطبيق هذه السلوكيات أمامهم.
أفضل طريقة لفهم ما يتوقعه الآخرون منا هي أن نضع أنفسنا في مكانهم ونتخيل ما نتوقعه من الشخص الآخر إذا كنا في مكانه. بهذه الطريقة يمكننا أن نفهم ما يتوقعه الآخرون منا. ( همان ، ص ۲۱۰-۲۱۱ )...
https://telegram.me/buratha