خالد جاسم الفرطوسي ||
1. مصادر وهمية:
وهي تلك التي تتعلقّ بالإيحاءات والبرمجة الذاتية المحبطة، دون أن يكون للمشكلة وجود في الأصل، كقول بعضهم (أنا لا استوعب، أنا لست ذكياً، أنا كبير في السن، أنا مشغول يومياً ... إلخ ) وهذه العبارات تأخذ حيّزاً في الذات والعقل فتكون البرمجة هنا سلبية مؤثرةً على القدرة الحقيقية للشخص على القراءة، وهي كذلك من أسباب البطء كونها تشكّل عائقاً أمام محاولة القراءة بسرعة أكبر، وذات العبارات تتكرر مع الأشخاص الذين يحبون القراءة ولكنهم يبرمجون أنفسهم على سلبية القراءة السريعة، فيقول بعضهم (لا بد من أن أعود للوراء للتأكد من قراءتي للمعلومة، أو قوله أنا لا أستطيع تجاوز حد 300 كلمة في الدقيقة) وهذه العبارات لها علاقة ببرمجة الذات والعقل، وتأثيرها مع الوقت يؤدي إلى بطء القراءة وربما الابتعاد عنها نهائياً، ولعلاج هذه المشكلة لا بد من معرفة أمور مختلفة، إذ أن القراءة مثلاً لا تحتاج للذكاء أو الحفظ بل لكثرة التدريب والتمارين، إضافة إلى أن الأبحاث أثبتت أن نسبة الاستيعاب تكون أكبر مع القراءة السريعة لأولئك الذين يخشون من عدم الاستيعاب أثناء القراءة السريعة، ولذلك فإن علاج المصادر الوهمية في الغالب يعود إلى برمجة الذات إيجابياً، والاعتماد على تعزيز الثقة بالنفس من خلال تكرار بعض الجمل في أوقات مختلفة كقولنا (أنا قارئ سريع، أنا أستطيع القراءة بسرعة، أنا أستوعب ما اقرأ بامتياز ... إلخ)، واستخدام البرمجة اللغوية العصبية (NLP) يساعد كثيراً في حل هذه المشكلة.
2. مصادر نفسية:
وهي الحالة النفسية التي تشكّلت نتيجة تراكمات في النفس مع الزمن، كأن يكون الشخص مصاب بعقدة في المدرسة ويردد (رؤية الكتاب تذكرني بالإحباطات المدرسية)، وكذلك الشرود والقلق والانزعاج المستمر، كل هذه الحالات تؤدي إلى بطء القراءة، مما يعزز هذه المشكلة في ذات الفرد، وبعضهم قد يتوتر أو يتمكّن منه الشرود بسبب (تقليب الصفحات) مثلاً، ويمكن استخدام التمارين والإيحاءات النفسية باستمرار للتخلص من هذه السلبيات، واستخدام طريقة (الاسترخاء أو التنويم الإيحائي) فهو وسيلة مناسبة للتخلص من الترسبّات النفسية، التي قد تعيق القراءة، إضافة إلى أنه يجب إدراك أن القراءة لا علاقة لها بما ترتب على المدرسة، فللمدرسة أساليبها وبرنامجها الذي يجب أن تسير عليه، بينما القراءة الذاتية تساعدك في اختيار ما تريد قراءته، وبنفس راضية.
3. مصادر موضوعية:
ونقصد بالموضوعية تلك الحالات التي تكون سبباً منطقياً في تأخر أو بطء القراءة، فصعوبة المفردات اللغوية وتعقيدات الجمل مثلاً تعتبر سبباً منطقياً من أسباب البطء، لأن الشخص يحاول فهمها ويحتاج إلى وقت أكبر وقراءة بطيئة، إضافة إلى عنصر الملل الذي قد يتملّك البعض، ويحول دون استمرارهم في القراءة، ويؤثر بالتالي على سرعتهم.
4. مصادر تقنية:
وهي المصادر التي تؤثر على الشخص تقنياً، وقد تعود أسبابها لقلّة الوعي بأهميّتها، وربما الاضطرار لاستخدامها في بعض الأحيان، غير أن المدرك لإشكالياتها يعلم ضرورة التنبّه لها، مثل قرب المادة المكتوبة من العين وإجهاد العين (وقد تكون هذه المشكلة تحديداً من سلبيات التعليم في المرحلة المبكرة التي يجب أن تقوم بتعويد الطالب على المسافة المناسبة للقراءة، وكذلك الجلسة الصحيحة للقراءة) أيضاً وجود مكتب القراءة في غرفة النوم، أو أن المقعد غير مريح ومرتفع، ويمكن علاج مثل هذه الحالات باستخدام تقنيات القراءة الصحيحة كالجلسة الصحيحة، والبعد المناسب عن الكتاب، واختيار الأماكن المناسبة للقراءة والبعيدة عن التشتيت، ولذلك نجد أن القرّاء الذين يعتمدون على القراءة في المكتبات العامّة يشكلّون نسبة القرّاء المناسبة لتحقيق معادلة القراءة في أجواء مناسبة جداً.
5. مصادر صحيّة:
وهي المصادر التي ترتبط بشكل وثيق بصحّة الشخص، وتحول دونه ودون الاستمرار في القراءة ، كمشاكل الرقبة، أو مشاكل الظهر والتهاب مفاصل الأقدام، وآلام متنوعة في الجسم وعدم الالتزام بالوصفات، ومثل هذه المشاكل يمكن التعامل معها من خلال عمل تمارين رياضيّة مناسبة، والكتابة باعتدال الرقبة، وأن تلامس القدمين الأرض بالكامل، واستقامة الظهر وإراحة العضلات، وإن احتاج الأمر للطبيب فلا بأس باستشارته.
ــــ
https://telegram.me/buratha