دراسات

التفكير والتفكير الإيجابي


 

خالد الفرطوسي||

 

التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحسّي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف ما، ويحصل بدوافع وكذلك في غياب الموانع، التي من أهمها:

1. الميل إلى الحس.

2. التقليد.

3. الاستناد إلى الظن.

4. الميول المعارضة.

5. اللذائذ العابرة والأهواء الآنيّة.

6. النظرة الماديّة المتطرفة للمستقبل.

 

والتفكير نشاط عقلي منظم يُستخدم للنظر في الأمور لإيجاد حلّ لمعضلة، أو للإبداع في اتخاذ القرارات الفعّالة، أو لتحليل المعلومات والاستنتاج والتعليل بشكل سليم ومنظم بأفضل الطرق، وبه يتم التخطيط والتطوير والابتكار، وغرس حب البحث والاستكشاف، والاستخدام الأمثل لطرح الأسئلة (كيف، متى، لماذا، أين، من) والإسهام في فتح الآفاق أمام المتعلم، والقدرة على توظيف المعلومات والحصول عليها من مصادر متنوعة، والاستفادة من نعمة العقل التي ميّز الله بها بني آدم على سائر المخلوقات.

فالعقل بلا تفكير كالجسد بلا روح، فنماء العقل وثمرته بالتفكير.

قال أحد العلماء: (لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة)، وبالتفكير ينتقل الفرد من التبعية والتقليد إلى الاستقلالية، ولهذا يعتبر التفكير من أعظم نعم الله علينا تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى، وكلما فكر الفرد عاش في سعادة، حتى قال أحدهم: (إن التفكير فريضة إسلامية)، وقد امتدح سبحانه وتعالى الذين يفكرون ويستخدمون عقولهم للوصول إلى الحق، قال تعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} وهم أصحاب العقول النيرة المفكرة، بل أمر الله عز وجل بضرورة الاهتمام بالتفكير بقوله تعالى في أكثر من آية: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}.

فالتفكير أغلى وأثمن ما يملكه الإنسان، فهو عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وقال بعضهم: (التفكير عبادة لا تقبل النيابة).

فالتفكير وإن كان بالأصل موهبة ربانية من الله عز وجل إلا أن الإنسان يستطيع أن ينمي تلك الموهبة ويسهم في تطويرها وتنشيطها كي يستفيد من نعمة العقل بالتفكير السليم، فالتفكير عبارة عن مجموعة من المهارات من الممكن للفرد أن يكتسبها ويتقنها عن طريق التعلم والتدريب.

فمهارة التفكير بأنواعها لابد من غرسها وتعليمها بالخصوص لأبنائنا الطلبة منذ الصغر من خلال مراحل تعليمهم العام، إما بدمجها في جميع المواد الدراسية بأسلوب جذاب ومتقن، وبآلية علمية تمكن المعلم من تفعيل مهارات التفكير لدى الطالب للوصول للمعلومة والاستفادة منها - وهذا يتطلب إعداد المعلم لذلك - أو بتعليم مهارات التفكير كمادة مستقلة بمنهج متكامل يلازم الطالب طيلة مراحل تعليمه، فيتمكن من القدرة على التفكير بمهارة عالية مبنية على الأسس العلمية للتفكير، وبذلك نكون قد أحدثنا نقلة نوعية متميزة في التعليم، فبدلاً من أن ننقل المعلومة إلى الطالب عن طريق المعلم داخل الفصل بالتلقين والتحفيظ فقط دون ضمان جودة المخرج، سوف نصل عن طريق تعليم التفكير إلى سعي الطالب إلى اكتساب المعلومة والبحث عنها من عدة مصادر ومن ثمّ توظيفها في شؤون الحياة اليومية، ونضمن جودة المخرجات التعليمية، وبذلك سيتم القضاء على السطحية في التفكير بسبب الحفظ المجرد عن الفهم والتفكر والتدبر، كما سيتم التحرر والبعد عن الجمود والركود في الاستخدام والاستفادة من المعلومات، وقد أحسن من قال: (لا يمكن للمرء أن يحصل على المعرفة والعلم إلاّ بعد أن يتعلم كيف يفكر).

 

·        التفكير الإيجابي وأثره في حياة الفرد:

أورد خبراء فن تنمية الذات العديد من تعريفات التفكير الايجابي، فعرفه بعضهم بأنه:

 (مجموعة من المهارات المكتسبة، التي تمكن الإنسان من التغلب على مشاكله). وعرفه آخرون بأنه (التفاؤل).

 وقال آخرون أن التفكير الايجابي هو بداية الطريق للنجاح، فحين يفكر الإنسان بإيجابية، فإنه يبرمج عقله ليفكر إيجابياً، والتفكير الايجابي يؤدي إلى الأعمال الإيجابية.

التعريف الذي من الممكن أن نأخذ به هنا هو أن التفكير الإيجابي:

 كل نمط تفكير يساهم في معرفه المشاكل التي يواجهها الإنسان، أو نمط الفكر اللازم لحلها.

 

·        أهمية التفكير الإيجابي:

يرتبط النجاح ارتباطاً وثيقاً بالطريقة التي تفكر بها، فكلما كانت نظرتك للعالم أفضل كلما نجحت في حياتك بشكل أكبر. فكل ما يحدث لك يرتبط بطريقة تفكيرك، فاعتقاداتك الخاصة بأمر ما تحولها أنت بدورك إلى أفكار ومن ثم تقم بتحويلها إلى أفعال وتلك الأفعال ينتج عنها النتائج، ولذلك حاول تغير نظرتك للحياة لتحصل على نتائج جيدة.

 فالتفكير الايجابي يثمر لك نتائج جيدة في حياتك، وكما ذكرنا أنك تسير في دائرة من الاعتقادات ثم الأفكار ثم الأفعال ثم تصل إلى النتيجة، وكما يلي:

* الاعتقادات:

تعتبر الاعتقادات هي المسؤولة عن تحديد الأفكار الخاصة بأمر ما، فعندما تعتقد بحدوث شيء ما تبدأ بعملية التفكير ووضع الأفكار بناءً على هذا الاعتقاد.

* الأفكار:

بعدما قمت بعملية الاعتقاد تبدأ عملية التفكير فاعتقادك يحدد تفكيرك وأفكارك.

* الفعل:

بعد الانتهاء من وضع الاعتقاد وتقييمك له بوضع الأفكار، تبدأ عملية اتخاذك للفعل تجاه تلك الأفكار والمعتقدات، وهذا الفعل هو الذي يسبب النتائج وعلى أساسه تضع النتائج الخاصة بالاعتقاد المسبق.

* النتيجة:

أيً كانت سلبية أو إيجابية فهي نتجت بسبب فعلك الذي قمت به، فكل فعل ينتج عنه نتيجة، فحدد فعلك جيداً كي تحصل على نتيجة جيدة.

من هنا يتبين لدينا كم هو مهم أن نجعل تفكيرنا إيجابياً، هو مهم لنحيا حياة إيجابية، ولنحصل على ثمرات إيجابية، ولنكون بعيدين عن حياة التفكير السلبي الممتزجة بالشك واليأس والإحباط والمشاكل والصعوبات، وعليه ستكون لدينا مجموعة من الحلقات نتناول بها الخطوات وكل ما يتعلق بالتفكير الإيجابي.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك