حيدر الرماحي||
ان الشيعة وموالي اهل البيت(عليهم السلام) عملوا على المواظبة على اداء الشعائر الحسينية ومن ضمنها الزيارة الاربعينية حيث كان لها الاثر الكبير في استنهاض الامة وزرع الروح الثورية وبذلك نشبت ثورات عديدة ضد الحكم الاموي انذاك كل ذلك استلهاما من الزخم الروحي والمنعوي للشعائر الحسينية وبالذات زيارة الاربعين.
وفي مستدرك الوسائل عن زرارة بن اعين عن ابي عبد الله الصادق (ع) انه قال (ان السماء بكت على الحسين(ع) اربعين صباحا بالدم والارض بكت عليه اربعين صباحا بالسواد، والشمس بكت عليه اربعين صباحا بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه اربعين صباحا وما اختضبت امراءة منها ولا منا ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى اتانا راس عبيد الله ابن زياد ومازلنا في عبرة من بعده1.
اولا: زيارة الاربعين في العصر الاموي:
واجهت زيارة الاربعين في العصر الاموي معارضة شديدة لما يحمل ذلك الحكم من الاطباع السلبية، فكان من مميزات ذلك العهد ان تبنى اعلامه تشويه القضية الحسينية وروج للامة ان الامام الحسين (ع) كان مارقا طالبا للسلطة وروج لفكرة ان من يخرج على الخليفة(المزعوم) يستحق القتل وذلك بسبب وقوع تلك الحادثة الاليمة في عصرهم، فعمدوا الى استخدام وسائل وطرق للتعتيم على الامة بالاضافة الى محاربة اتباع اهل البيت(عليهم السلام) وبالذات شعيرة زيارة الامام الحسين(ع) في الاربعين، وكان من يقدم على احياء تلك الشعيرة يتعرض لانواع المضايقات والتعذيب وحتى القتل، وقد استخدمت الحكومة الاموية تلك الضغوطات لما رأته من الخطورة في ممارسة الشيعة للشعائر الحسينية وبالذات الزيارة الاربعينية، بالمقابل كان الشيعة صامدين في تلك الاونة حيث استلهموا قواهم من روح الثورة الحسينية2.
يمثل هذا العنوان مدخلا لتطور الشعائر الحسينية ولتسليط الضوء على هذه المراسيم والطقوس مدعاة لتوضيح اهمية هذه الشعائر وفاعليتها واثارها على المجتمع والفرد من النواحي الدينية والاجتماعية والسياسية.
زيارة الاربعين حتى العصر الحديث
ان اقامة مظاهر الاحتفال لذكرى عاشوراء والاربعين قديمة جدا اذ بدات مراسم العزاء والاجتماعات للنوح على مصيبة الامام الحسين(ع) بعد مرور ايام قليلة على مصرعه (ع) وذلك بتوافد اهل الضواحي والسواد الى كربلاء بعد رحيل الجيش وقد اجتمعوا عند قبره(ع) رجالا ونساءا وعندما عاد الامام زين العابدين(ع) من الشام الى كربلاء يوم الاربعين كما ورد في بعض الروايات وجد اهل السواد مجتمعين حول قبر الامام الحسين، وقبور الشهداء بالحزن والحداد فاستقبلوه بالبكاء والعويل يتقدمهم الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري (ره)، وهكذا عندما عاد ركب اهل البيت(عليهم السلام) الى المدينة المنورة استقبلهم الناس بالحداد والبكاء وضجت المدينة ذلك اليوم ضجة واحدة حتى صار ذلك اليوم يوم مات فيه رسول الله(صلى الله عليه اله وسلم) ثم اقيمت مجالس العزاء في انحاء المدينة فان مجلس الامام زين العابدين (ع) ومجلس العقيلة زينب ومجلس الرباب زوجة الامام الحسين(ع) ومجلس ام البنين ام العباس(ع) وغيرها تملا اجواء المدينة بالكآبة والحزن والحداد، وكان الامام زين العابدين (ع) يغتنم كل فرصة لاثارة العواطف واحياء ذكرى المأساة في نفوس الجماهير، فمن ذلك مثلا : سمع (ع) ذات يوم شخص ينادي في السوق (ايها الناس ارحموني انا رجل غريب، فتوجه له الامام (ع) فقال له : لو قدر لك ان تموت في هذه البلدة فهل تبقى بلا دفن؟ فقال الرجل الله اكبر كيف ابقى بلا دفن وانا رجل مسلم وبين ظهراني امة مسلمة فبكى الامام زين العابدين(ع) وقال: (وا اسفاه عليك يا ابتاه تبقى ثلاثة ايام بلا دفن وانت ابن بنت رسول الله(صلى الله عليه اله وسلم))، واستمر ائمة الهدى يحثون شيعتهم على التمسك باحياء ذكرى الامام الحسين(ع) رغم الارهاب والضغط والممانعة التي مارسها الحكام ضدهم وكانوا (ع) يفتحون ابوابهم للشعراء والمعزين منذ عصر الامامين الباقر (57-114هـ) والصادق (ع) حتى عصر الامام الرضا(ع) (148-203هـ) في عصر الخليفة المأمون (813-833م) الذي توسعت فيه الشعائر الحسينية وانتشرت مجلس العزاء بتأييد الامام الرضا(ع) ودعم المأمون فكانت دار الامام الرضا(ع) تزدحم بالناس يستمعون الى رثاء الامام الحسين(ع) وكلمات الحث والتشويق والتشجيع من الامام (ع)3.
لقد عززت حركة التوابين على اقامة الشعائر الحسينية وتوسعها وتعد اول حركة ثورية ضد الحكم الاموي بعد واقعة الطف في القرن السابع الميلادي في الاول من شهر ربيع الثاني عام 65 هـ بقيادة المختار بن ابي عبيدة الثقفي4، والصحابي سليمان صرد الخزاعي5 ، حيث قاموا باول حركة مقاومة ضد الحكم الاموي ورفعوا شعار (يالثارات الحسين) فاصبح الشعار هذا هتافا جماهيريا تطلقه الاف الحناجر بوجه السلطة الاموية واخذ يكبر يوما بعد يوم فشكل اول نواة لاطلاق هذه الشعائر فكان المختار الثقفي اول من اقام مأتم في داره في الكوفة لاحياء ذكرى عاشوراء6.
وكانت المناجاة الحسينية تتعالى في ازقة الكوفة وبيوتاتها، فيقام الندب وتتحرك تلك المشاعر الى غضب يدفعم الى الاخذ بثار الامام الحسين(ع) من قاتليه، كما ارسل بعض النادبات الى شوارع الكوفة للندب عن الامام (ع) كذلك اقام التوابون مأتما عند القبر الشريف وهم يبكون ويترحمون عليه وعلى اصحابه7.
ويبدو ان ذلك الحراك والحركات كونت النواة الاولى لاقامة مراسيم العزاء في يوم عاشوراء والاربعين، فبعد ان شعر اهل الكوفة بالندم المرير والحسرة لمقتل ابن بنت رسول الله وسبطه فكان المناصرين بعضهم يذهبون الى كربلاء عند قبر الامام الحسين(ع) في كل عام لاظهار الندم وطلب المغفرة لتقاعسهم عن نصرته في واقعة كربلاء تلك الواقعة الدامية التي كونت الجذور العميقة للطقوس والشعائر الحسينية8.
فكانت هذه المراسيم تمثل شرارة الانتفاضات والثورات التي انطلقت ضد الظلم والظالمين، حيث استمدت منها قوتها وحيويتها وتوالى عقد المجالس الحسينية، فكان المؤمنون في السنوات تلك يجتمعون في محرم من كل عام في بيت من بيوت الائمة (ع) او في بيت احد انصارهم لاقامة مجالس العزاء على الامام الحسين(ع) واستذكار يومه الدامي، ثم اخذت هذه المجالس تتطور وتتسع وكان القراء يقرأون قصة مقتل الامام الحسين(ع) بصوت شجي ليستدر دموع المستمعين9.
ومنذ ذلك الحين اصبحت كربلاء مزارا يقصده الكثير من المسلمين بالرغم من محاولات الاضطهاد والتنكيل التي تعرضوا لها من مقبل الامويين ومن بعدهم العباسيين لمنع زيارة الامام الحسين(ع) وتقديم العزاء لاهل البيت(عليهم السلام)، وتعرضت الشعائر الحسينية لظروف قاسية ومرت بادوار شتى على امتداد تاريخها، وذلك نتيجة السياسات المتعاقبة، فبعد وصول العباسيين للحكم كانوا قد روجوا لدعوتهم على اساس الاخذ بثار الامام الحسين(ع) من بني امية وكانت دعوتهم (الرضى من ال محمد)، واستغلوا نقمة المسلمين وسخطهم على الامويين نتيجة التنكيل والاضطهاد الذي لاقوه منهم، وما ان اعتلوا العرش نكصوا على اعقابهم لانهم وجدوا ان ثورة الامام الحسين ضد كل الظالمين، فاصبح اسم الحسين يقض مضاجعهم ويهدد مصالحهم بصورة مباشرة، فعمدوا الى محاربة هذا الاسم ومداهمة اي بيت يقيم مجالس العزاء الذي يذكر فيه هذا الاسم والتنكيل بمن فيه، فمرت هذه الشعائر باقسى من الظروف السابقة، وكانت مدة تولي المتوكل العباسي للحكم (205-247هـ) اقسى مدة مرت بها الشعائر الحسينية، اذ امر بهدم قبر الحسين(ع) وقطع ايدي زواره وارجلهم ورؤسهم10.
وقد التزم اهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم بالحفاظ على زيارة الامام الحسين(ع) خصوصا في ظروف صعبة كانت قد كلفتهم تضحيات جسيمة وغالية، وفي عصر الخليفة العباسي المتوكل فرضت ضريبة مالية قدرها الف دينار من ذهب على كل شخص يرد كربلاء لزيارة الامام الحسين(ع)، وحينما رأت السلطة ان هذه الضريبة باهضة الثمن لم تمنع المؤمنين من اداء الزيارة عمدوا على اضافة ضريبة دموية. فكانوا يقتلون من كل عشرة زائرين واحدا يعين بينهم عن طريق القرعة، وقد كان ائمة اهل البيت(عليهم السلام) يعلمون ذلك كله ولم يمنعوا الناس من زيارة قبر الامام الحسين(ع) ايمانا منهم بما تقدمه من مكاسب روحية واجتماعية وسياسية للؤمنين، والاكثر من ذلك كانوا يحثون الناس على الاستمرار بالزيارة لقبر الامام الحسين(ع)، رغم كل الصعاب والعقبات ويقولون ان لزائر قبر الامام الحسين(ع) بكل خطوة يخطوها حسنة عند الله سبحانه وتعالى11.
ولذلك قال الامام الصادق(ع) (من زار الحسين(ع) عارفا بحقه فكانما زار عرش الله) 12.
ولم تزل الشعائر الحسينية تتجه نحو الازدياد والاتساع بما تلاقيه من الدعم المعنوي والتشويق من الائمة (عليهم السلام) والعلماء الاعلام في كل الاوساط الشيعية حتى قامت الدولة الحمدانية الشيعية عام (317-399هـ) فأولت الشعائر الحسينية قدرا كبيرا من الدعم والتأييد، ثم قامت الدولة البويهية الموالية لاهل البيت(عليهم السلام) بتوسيع هذه الذكرى الاليمة واعطوها صفة رسمية تعطل من اجل احيائها الاسواق والدوائر الحكومية، وتخرج المواكب العزائية رافعة الاعلام السوداء وتحت رعاية العلماء واقطاب رجال الدين، فكانت بغداد مثلا في عهد عضد الدولة الحسن بن بويه الدليمي(357-404هـ) تخرج عن بكرة ابيها يوم العاشر من محرم وفي مواكب عزائية كبيرة يتقدمها رجال الدين والدولة13.
وان لم يستطيع المؤمنون ان يعبروا عن حزنهم العميق بمأساة كربلاء تعبيرا كاملا فقد اختلفت الظروف وتمكنوا لاول مرة من اقامة العزاء الحسيني في بغداد وبشكل علني وكامل فقد خرجت الناس واغلقت الاسواق ونصبت المآتم ونظمت المواكب ولبس السواد ووضعت جرار سقي الماء، ثم سار الناس حفاة حاسري الرؤوس الى كربلاء لزيارة قبر الحسين(ع) في عام (353هـ) في ايام معز الدولة البويهي (357-388هـ)14، وكان اول من جعل مراسيم العزاء عادة سنوية تتبع في بغداد، وقد كانت هذه الفترة من السنوات في تاريخ نشوء وتطور الشعائر الحسينية، لانها اقيمت لاول مرة بشكل علني حيث اصبح الطريق معبدا امام المؤمنين لاعلان شعائرهم من دون رقيب بعد ان كانت تمارس بشكل سري ومحدود، اذ بدأت هذه الشعائر تمارس ادوارها منذ عهد البويهيين حيث امر معز الدولة البويهي عام (384هـ) هو الناس ان يظهروا بالحزن والنياحة ويلبسوا ثيابا سوداء وان تخرج النساء ناشرات الشعور مسودات الوجوه قد شققن ثيابهن15.
وما ان جاء السلاجقة (476-615هـ) حتى اعلنوا الحرب على هذه الشعائر واتخذ الموالين الاحتياطات لاقامة العزاء الحسيني بسبب المضايقات وموقف السلاجقة، غير ان الوضع تغير بعد مجيء الصفويين الى السلطة حيث اعطوا للشيعة مطلق الحرية في ممارسة الشعائر16.
فعلى اثر وصولهم للحكم في بلاد فارس (1501-1722م) واعلانهم المذهب الشيعي الاثني عشري مذهبا رسميا للبلاد، اذ كان الملوك فيها علويين من حيث النسب من سلالة الامام موسى الكاظم(ع)، فاقيمت مراسيم العزاء، ثم تطورت خلال القرن التاسع عشر وانتشرت في جميع انحاء ايران حيث شجعوا ممارسة واقامة الشعائر والطقوس الدينية ومراسيم العزاء وزيارة العتبات المقدسة في العراق17.
فأيدوا الشعائر الحسينية واخذت بالتوسع ومثلوا واقعة كربلاء تحت رعاية علماء الطائفة مثل الشيخ الحلي (648-726هـ) والمحقق المجلسي (1037-1111هـ) وغيرهما رضوان الله عليهما18.
وفي مرحلة تولي العثمانيين اتخذوا اجراءات للتضييق على اقامة مراسيم العزاء وخصوصا مدة الوالي داود باشا(1817-1831) 19 الذي يعتبر من اشد الولاة تضييقا على المؤمنين، وقد شدد من منعه على اقامة الشعائر الحسينية، لاعتقاده انها احدى وسائل الدعاية الفارسية التي تحاول عن طريقها التغلغل في الاراضي العثمانية، ولذا اضطر الشيعة لاقامة العزاء بالخفية في السراديب بعيدا عن العيون والاسماع والرقباء حتى كانوا يتركون امرأة تدير الرحى في الدار حتى لا يسمع صوت من يقرأ العزاء ومن يحضر تلك المجالس، ولكن الوضع تغير بعد الاطاحة بالمماليك وسقوط حكم داود باشا، اصبح علي رضا باشا اللاظ20 (1831-1842م) واليا على العراق، اذ تطورت مراسيم العزاء وذلك لان علي رضا كان بكتاشيا متصوفا يميل الى التشيع، وقدس اهمية اهل البيت(عليهم السلام) فاعطى السماح باقامة مجلس العزاء الحسيني فاخذت بالنمو التدريجي، وكان يحضر بنفسه مجالس العزاء التي تقام في البيوت بشكل علني واعطى ذلك دافعا قويا لتطورها وانتشارها فبعد ان توجه بقواته الى بغداد لخلع داود باشا عام 1831م توجه اليه سبعة من وجهاء بغداد والتقوا به في الموصل وابلغوه ان داود باشا منعهم من اقامة الشعائر والمجالس الحسينية وطلبوا منه ان يسمح لهم باقمتها واطلاق حريتهم باقامة الطقوس العزائية، فوعدهم بذلك وابلغهم انه سيحضر شخصيا الى المجالس التي اسيقيمونها21، وبلاشك ان حضور الوالي علي رضا اعطى حافزا واتاح الفرصة لاكبر عدد من اقامة مجالس العزاء وكان ذلك يمثل حافزا لتطور الشعائر والمجالس الحسينية واتساع نطاقها في العراق.
وسار الولاة العثمانيون من بعده على نهجه باتاحة الحرية في اقامة مجالس العزاء وشعائرهم بصورة تامة22، ثم امتدت اقامة مجالس العزاء الى البيوت والمساجد والمراقد والمدارس الدينية، واستمرت الشعائر الدينية التي تقام في عاشوراء والاربعين في العراق من خلال حكم العثمانيين الذين جاءوا بعد علي رضا باشا اللاظ، وقد ترسخت تلك الشعائر واخذت طابعا جماهيريا، فالى جانب مجالس التعزية اقيمت مواكب اللطم والتشبيه، غير ان الوالي العثماني مدحت باشا23 ، الذي حكم العراق بين(1869-1872م) حاول منع مسيرة العزاء واصدر مرسوما لمنع اقامة مسيرات العزاء عام 1869م، وقام بتهديد ومعاقبة كل يقيم مجالس العزاء23، ولكن مدحت باشا اضطر في العالم التالي بالغاء قرار المنع هذا، واعتقد احد المؤرخين ان سبب الالغاء يعود الى الثري الهندي اقبال الدولة قد هدد بسحب المبالغ الضخمة التي ساعد بها مدحت باشا في بناء مدرسة الصنائع في بغداد25 ، وقد استشار مدحت باشا الباب العالي ايضا في ذلك حيث كان جواب العالي هو (دعهم يفعلون ما يشاؤون ما داموا لا يؤذون الا انفسهم)، واشار اليه بالتساهل باقامة مواكب العزاء الحسيني26.
ومن الجدير بالذكر الاشارة الى ان جلالة الدولة البويهي (416-435م) زار مشهد الامام علي وولده الحسين(عليهما السلام) وقد كان يمشي حافي القدمين قبل ان يصل الى كل مشهد منهما نحو فرسخ27 وكان يفعل ذلك تدينا.
وفي شهر صفر دقيقا في العشرين منه والذي يصادف ذكرى اربعينية الامام الحسين(ع)يعمدون اهالي كربلاء الى اقامة المراسيم الخاصة بها وتسمى(مرد الرأس) ويمكثون ثلاثة ايام في كربلاء28 واقامة التشابيه وتمثيل واقعة الطف سواء في شهر محرم او صفر فذكر ذلك الرحالة كوبر(Kober) عام (1893م) قائل: (ان التقديس الذي يكنه الكربلائيون او الحجاج لاسم الشهيد الحسين، هو امر لافت للنظر حقا، ففي شهر محرم تمثل في بلاد فارس والهند بشكل منتظم المأساة الفاجعة للشهيد الحسين، امام حشود الناس اذ تثير احزان المشاهدين لتصل الى حالة من الاسى العميق، وقد شهدت بنفسي على باخرة في دجلة رواية للمأساة من قبل الكربلائيين لمجموعة من الحجاج اذ اثارت مشاعرهم الى درجة انهم جميعا قد اخذوا ينشجون بالبكاء بحزن صادق) 29.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1- الميرزا النوري، مستدرك الواسائل ومستنبط المسائل، تحقيق مؤسسة ال البيت(ع)، احياء التراث، بيروت، 1987م، ص215.
2- قيس العامري، الزيارة الحسينية في العصور المظلمة، بحث منشور في الموقع الالكتروني(www.m-mahdi.cim) بتاريخ 3/1/2017.
3- عبد الوهاب الكاشي، مأساة الحسين بين السائل والمجيب، ط2، بيروت، 1978م، ص151-152.
4- المختار ابن ابي عبيدة الثقفي (1/67هـ-633/686م) قائد عسكري طالب بدم الامام الحسين(ع) وقتل جمعا من قتلته كان يخطط لبناء دولة علوية في العراق، وقد قتل في الكوفة عام 67هـ على يد جيش مصعب ابن الزبير ودفن في الكوفة.
5- سليمان ابن صرد ابن جون الخزاعي، صحابي جليل من سادات العرب ووجهاء المؤمنين في الكوفة، وقاد حركة التوابين المطالبين بثأر الامام الحسين(ع) والمتعقبين لقتلته عام 65هـ في منطقة عين الوردة.
6- ابن قتيبة، الامامة والسياسة، دار الكتب العلمية، بيروت، 2009م، ج2، ص130.
7- المصدر نفسه، 130.
8- ابو حنيفة الدينوري، الاخبار الطوال، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1986م، ص17.
9- هبة الدين الشهرستاني، مختصر نهضة الحسين، مطبعة دار السلام، بغداد، 1926م، ص173.
10 ابن الاثير، الكامل في التاريخ، مراجعة وتصحيح محمد يوسف الدقاق، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987م، مج7، ص55؛ ابن خلكان، وفيات الاعيان، دار صادر، بيروت، د.ت، ج2، ص434.
11- عبد الوهاب الكاشي، مصدر سبق ذكره، ص145
12- محمد ابن الحسن الطوسي، تهذيب الاحكام، ج6، ص45.
13- انتصار عبد عون السعدي، المسار التاريخي لزيارة الاربعين النشأة والتطور، مجلة السبط، مركز كربلاء للدراسات والبحوث في الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، العدد الرابع، السنة الثانية، 2017م، ص85.
14 معز الدولة البويهي هو السلطان ابو الحسن بن بويه الدليمي الملقب بمعز الدولة اول من تملك من سلاطين الدولة البويهية عام 334هــ،
16- ستيفن همسلي لوتكريك، اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ترجمة جعفر الخياط، مطبعة التفيض الاهلية، بغداد، 1941، ص32؛ Drowne,E,A,Literary of presia,Great peitain,1999,P28
17- ابراهيم الحيدري، في سوسيولوجيا العزاء الحسيني، دراسات حول كربلاء، ص710-711.
18- انتصار السعدي، المصدر السابق، ص86.
19- داود باشا:هو اخر ولاة المماليك الذين حكموا مدينة بغداد، هو عبد مملوك، ولد عام 1774م،
20- ولد علي رضا باشا في طرابزون الواقعة على البحر الاسود عام 1779م، عمل كتخذ الرؤوف باشا والي حلب، ثم واليا لديار بكر عام 1830م، ثم اسند تاليه ولاية بغداد وغيرها من المناصب، اتسم بالقسوة الشديدة التي استعملها ضد المماليك.
21- علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، مطبعة الارشاد، بغداد، 1971، ج2،ص110.
22- عزراسمويل ساسون، مدحت باشا وجمعية الاتحاد والترقي، مطبعة جرجي عزوري، الاسكندرية، 1919م، ص12، علي الوردي، المصدر السابق، ج2، ص110.
23- مدحت باشا: ولد مدحت باشا (احمد شفيق) في تشرين الاول عام 1822م، اصل اسرته من روسنجق مركز ولاية الدانوب ببلغاريا في استانبول.
24- رئاسة دائرة الارشيف العثماني، كتاب الباب العالي الى والي بغداد، المرقم 3737415 في 5 كانون الثاني عام 1318، وثيقة رقم 820.
25- عباس العزاوي، تاريخ العراق بين احتلالين، مطبعة التفيض الاهلية، بغداد، 1936م، ج1، ص179.
26- علي الوردي، المصدر السابق، ج2، ص111.
27- الفرسخ هو مقياس للطول يقدر بثلاثة اميال (4827م) او اربع كيلومترات. ينظر احمد مختار عمر، اللغة العربية المعاصرة، القاهرة، عالم الكتب، 2008م، ص2267.
28- محمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، مؤسسة احياء الكتب الاسلامية، قم، 2006، ص46.
.29- انتصار عبد عون السعدي، المصدر السابق، ص91.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha