دراسات

هيكلة النشاط المصرفي العراقي والنفاذية المالية....

3809 11:28:00 2013-08-15

 

   لازال النشاط المصرفي العراقي الخاص يراوح مكانه منذ السماح للقطاع الخاص بممارسة العمل المصرفي قي بداية عقد التسعينات, أما النشاط المصرفي الحكومي فهو يتمركز وبشكل رئيسي بعد عام 2003 في تيسير عمليات الدفع الحكومي المالية الواسعة للمتقاعدين والمهجرين ومن ذوي الشهداء والأرامل وغيرها التي تلبي حاجة الحكومة الى قناة مالية للفئات والشرائح المحرومة المجتمعية المختلفة والذي يتلاءم مع الوضع الخاص للدولة العراقية بعد عام 2003.

    وهذا دور استثنائي وكبير والذي يبقى من النشاط المصرفي هو بعض الخدمات المصرفية التقليدية, ومن الأهمية بالنسبة التي يشكلها النشاط المصرفي من الناتج القومي الإجمالي وهي 10%.

نستنتج إن الإقتصاد العراقي هو إقتصاد غير إئتماني بل هو إقتصاد المدفوعات النقدية المباشرة وفي ذلك مؤشر خطير في عدم تدوير المدفوعات النقدية المباشرة بفعل النشاط الائتماني ومضاعف الائتمان. والسؤال المطروح «هل المصارف العراقية الخاصة والعامة هي جاذبة أو طاردة للفائض من هذه المدفوعات ومن المدفوعات الأخرى.

    والجواب يتوضح من النسبة الضئيلة من مساهمتها في الناتج القومي الإجمالي, إن المكانة الحقيقية للجهاز المصرفي هو كالشريان الذي يتواجد في الجسم الاقتصادي العراقي أي مقياس فاعلية النشاط المصرفي العراقي في مقدار الدعم اللوجستي الذي تقدمه  للنشاط الاقتصادي الحكومي والخاص, ومن الأهمية الأقتصادية العمل على رفع نسبة النشاط المصرفي من الناتج القومي الإجمالي كهدف رئيس للسياسة المصرفية المفترض بناؤها في العراق.

 وهنا الكيفية التي يمكن الولوج بها الى هذا الهدف من خلال مصطلح النفاذية المالية والتي تعني وصول التعامل المصرفي للشرائح الفقيرة وخاصة تلك الفئات غير المنظورة وغير المشمولة بشبكة الضمان الاجتماعي وهو الأمر الذي سيقلب الحياة الاقتصادية العراقية, بالإضافة الى الشرائح الأخرى كالشرائح المتوسطة بدلاً من اقتصارها على الشرائح العالية الدخل, وهي شرائح محدودة في حين إن الشرائح المحدودة الدخل هي شرائح سكانية واسعة وطاقات سكانية هائلة.

    والمقصود هنا بالنفاذية المالية ليس بديلاً عن شبكة الحماية الاجتماعية بل هو نشاط اقتصادي مصرفي لبلوغ تلك الفئات , وجعلهم في إطار النشاط الإقتصادي مما سيلبي حاجاتهم المالية والمعيشية.

    وبطبيعة الحال فإن ذلك يتعلق بتحسين البيئة المصرفية أي مدى تعامل الجمهور مع المصارف الخاصة والعامة عن طريق زيادة العمق المصرفي أي حصة الفرع المصرفي لكل ألف نسمة وبالتالي توسيع الرقعة الجغرافية المصرفية وبلوغها جميع المحافظات والأقضية والنواحي بدلاً من الاعتماد على المصارف ذات الجانب المناطقي ومن ثم دخول العمل المصرفي الى الجامعات وما يترتب على ذلك من الأعمال المشتركة.

    والجانب الثاني تحسين نوعية الخدمات المصرفية ودخول المصارف الخاصة والعامة المجال الاستثماري عن طريق ما يعرف بالائتمان ألإيجاري أي تأجير المشاريع والمعامل والمكائن بعد شرائها من تلك المصارف الى القطاع الخاص, وهذا يتطلب استعدادا لدى المصارف من أجل هيكلة حقيقية في إعادة تغيير هياكلها التنظيمية من حيازة وتملك واندماج وتغيير في أهدافها في التحول من الربحية القصيرة الأمد الى الربحية المتوسطة الأمد والبعيدة الأمد , بالإضافة الى تأسيس مؤسسة مصرفية ضامنة تأخذ مصلحة المودعين والمقرضين في لأن واحد وليس طرفاً معيناً فقط.

 

37/5/13815

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.رعد تويج
2013-12-21
أشكر وكالة أنباء براثا الكفأ على نشر مفالاتنا
د.رعد حمود عبد الحسين تويج
2013-08-15
النفاذية المالية إحدى الحلول الرئيسة لمل مشكلة الفقر والتنمية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك