د.حسين القاصد ||
قف في مكانك بين القَبلِ والبَعدِ
واسأل مطارك عن معزوفة الفقد
وقل له يا مطار الله لي وطنٌ
على جناحيك ينوي جنة الخلدِ
واقطع إلى شيبة التاريخ تذكرةً
لا تدفع المال إن المال لا يجدي
ادفع لهم نخلةً فيحاء تذكرةً
واحذر سيهطل منها دمعها الزهدي
دع المطار وقل لي الآن كيف بنا
يا ساطع الشيب .. مهلا يا أبا مهدي
عهداً سيبقى جلال الشيب بوصلةً
من أول الحشد حتى مطلع المهدي
ياساطع الشيب ، جرح العين يفضحني
اذا كتمت دموعي .. هددتْ خدي
كم انتظرناك أن تأتي على الوعد
فكيف أسرعتَ كي تمضي على الوعد
فيا جمال العراقيين دمت لنا
امكث طويلا لأن القبح قد يعدي
ويا جمال الجباه السمر ، باقيةٌ
هذي الجباه مصابيحاً على العهدِ
يا حارس الماء .. كيف الماء ؟ أدمعه
هذي الملايين تنعى شيبة المجد
وها أتيتك وحدي .. كلهم حضروا
مادمت لست هنا .. هم كلهم وحدي
هذا عراقك أنهارٌ مجندةٌ
تمشي لتدرك معنى القائد الجندي
فيا ابن مقترن النهرين ، بصرتنا
جمالها دائم الترحال والبعدِ
كأنك الماء .. إن الماء موطنه
في حاجة الناس .. يجري دونما حدِ
وحين وافقت أن ترسو بدجلتنا
عاودت عزمك من انشودة البردي
من ذلك القصب المخنوق جئت لنا
لكي تزحزح اجيالاً من الحقد
فيا جمال جنوب الله ، نخلتنا
مالت بشيلتها تنعاك في اللحد
يكفيك أنك قد هندست لي وطناً
يكفي عراقك أنت المفتدى المفدي
وأنت أنت فما قول القصيد إذن
والقاصد الآن يشكو غربة القصدِ