د. حسين القاصد ||
هذه الحبة التي لا تربطنا بها أية عاطفة..
الرخيصة جداً
التي هي أقرب من كل شيء..
المتكررة حدّ السخرية منها!
الضرورية حدّ الحيرة في البحث عنها
وهي قرب الوسادة أو في سريرها في الثلاجة!
ليست هي المقصودة الآن!
لم أنم منذ لا أدري أو أكثر!
منذ أن صار رأسي عبئاً ثقيلاً
وأنا أتصفح المطر.. أشم قلباً دامعاً
قلباً يتسلل من المطر.. ليقف أمامي
ويغسل خدي
يغلب الظن أني بكيت.. لكنهم لا يرون دموع الله على عيني..
أسأل صاحب التكسي عن الرائحة الكريهة في سيارته وهو ينقلني للمشفى، فيخبرني أنه كان في المشفى هو أيضا!
وقد أجريت له عملية ( سياسية) من دون مخدر!
الطرقات تكره الصباح الباكر!
ربما لأن كل صباحاتنا مغتصبة..
والحكومات مستعملة جداً
شوارع بغداد مثل مجاريها..
إذا انسدت فاضت بالسيارات وما تجود به المجاري!
كذلك أخبارها.. تفيض أيضا.. حد الاختناق.
الساعة الآن (وباء) تماما
وأنا أدور على صفحات الأصدقاء في التواصل (الاقتماعي)..
تعليقات وردود جاهزة ومعلبة أحملها دائما
مثل:
(تغمده الله بواسع رحمته)
أكتبها حتى لمن يطلب قراءة سورة الفاتحة في الذكرى العاشرة لوفاة ابن خالة أمه!
هذا الليل المبلل أحن من غيره.. فهل رأيتم ليلا يبكي؟
في الليل غير المبلل تختلط عليك الأصوات..
صوت الأذان.. يقابله صوت ام كلثوم ( هل رأى الحب سكارى)!
ثم يتسلل إليك مظفر النواب من صوت ياس خضر ( ترخص وأغليك وأحبك)!
ترخص..
يباس الليل يصحّر كل شيء..
يجعله رخيصاً
ليس لدينا ساحة تحرير!
ولأننا محتلون جداً.. ندّعيها!
لا أحب المسطرة لأنها تؤرق هذا الاعوجاج
لا أحب ( ٢ +٢=٤) لأن حاصل ضربهما يساوي أربعةً أيضا..
الجمع يتم بالضرب أحيانا..
كل شيء يتأخر
الصباح عن الليل
أنا عن الدوام
أنت عني..
إلا أخبار الساسة.. وحدها عاجلة..
يا إلهي من طلب منها ألا تتأخر؟
الساعة الآن...
أكره الساعات.. لا أريد أن تلدغ يدي عقاربها
هذا المطر أعرفه جيدا
عاد ليبلل خدي..
إنه ( صداع الاحتضارات).. أو الحضارات.
أريد حبة براسيتول الآن.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha