د. حسين القاصد ||
لم يشبهوا الطينَ ، لا مُسّوا ولا سُحقوا
ماعاد طيناً حقيراً منذ أن خُلقوا
كانوا سنابل آياتٍ يفهرسها
ناي المشاحيف حيث الهور والعلقُ
كانوا لدى الله أقلاماً ومحبرةً
واستأذنوا الله يوم الخلق وافترقوا
هم فكرةُ الله ، حين الله دوّنَها
صار الفرات ، وصار الطين ، والورقُ
فترجموها عراقاً لا شبيه له
لكنهم أفرطوا بالنار فاحترقوا !!
ولاذت النار دهرا خلف سمرتهم
تنفســـــوها كثيــــــــــــراً كلما اختنـــقوا
وهكذا .. دارت الدنيا على فمهم
وكلما قيل حان الصمت .. هم نطقوا !!
مؤنفلون على ألوانهم صُلبوا
مسبكـــــرون على راياتهم شــــــنــــــقوا
مطَفَفون فما في عيشهم رمقٌ
من الفرات ولا في قلـــــبـــــهم قلــــق!!
وهم أويـلادُ موّالٍ وأغنيةٍ
ونصفِ قصةِ حبٍ .. قيل قد عشقوا !!
وقيل لم يلحقوا !! كانوا اقتراح ندىً
وقيل همّوا بباب الصبح فانغلقوا !!
اليوسفيون لا يعقوب يبصرهم
وريحهم دجلةٌ إذ طعمهم غرقُ
قمصانهم فوق جلد النهر يابسةٌ
تغفو اليعاقيب والقمصان تأتلقُ
لا النهرُ بئرٌ ولا سيارةٌ وصلت
وكل تجارهم _ من ذبحهم_ رُزقوا
لكنه ، حين غصّ النهر ، فزّ صدىً
وقيل لُمّوا شتات الماء وانبثقوا
(تزورقت) في عباب الماء أوجههم
وحشّدوا صوتهم للجرف وانطلقوا
وبعدُ : ... لاح أسىً في زي فاتنةٍ
تمارس الليل ؛ بعض الشمس مخترقُ!!
سهوُ الهويةِ ،
عار الأصل ، قافلةٌ من الأراجيز ..
ربٌ ..
رايةٌ .. خِرَقُ!!
وهم ثمار حراك الليل ،
دينهمُ عبد الخطايا ..
فكيف الدين ينعتقُ
لكنّ دين العراقيين أنهمو
بغيرهم كل نخل الله لا يثق
وهم شجون (علي العالمين) اذا
تشقشق البوح حتى الصمت ينفلق
ويح السياسة كم جاءت بأسفلهم
شأناً وكم آمنت في بعض من مرقوا
مذ قيل : (شيلة) أمٍ هاهنا سقطت
قيل الغروب .. فقلت : الشيبةُ الشفقُ
جيشٌ من الآه ، والحرمان ، هيبتهُ
وصفٌ عظيمٌ : رجالٌ وحدهم صدقوا
جيش الكرامات ، حشدُ النخل ، عزمهما
نبضٌ من الضوء ، من ذا نبضه ألقُ
https://telegram.me/buratha