د.حسين القاصد ||
أفنى مع الطين عمراً طازجا يشقى
وكان أروع من صلصاله.. أنقى
وكان يحكي لذاك الطين أدعيةً
في أن أكون أنا من تعبه رزقا
وجئتُ والطين شيءٌ من مهابته
وكلما استصغروا من شأنه يرقى
تفوح من يده السمراء أمنيةٌ
أن يَرجِعَ العصرَ مزهواً بما يلقى
وكان لله شيءٌ في ملامحه
فقال للطين كن بيتاً وكن خلقاً
سبحان قلبك يامولاي كيف به
وما يعانيه من مخلوقاته الحمقى
يا عامل الطين يا تفسير هيبتنا
أمدد يديك لنا إذ لم نزل غرقى
وقل لطينك أن ينسى حماقتنا
غفرانَ قلبك فهْو العروة الوثقى
غفرانَ عينيك من دمعٍ سقيت به
أعمارنا.. كي نسمّى هيبةً حقاً
طفلان شخنا كثيرا.. والداً، ولداً
شيخان يا والدي.. رفقاً بنا رفقاً
لقد كبرنا معاً مذ كنتَ تحملني
على ذراعيك.. قد ألقمتني عشقا
والآن قل لابنك (الدكتور) أنت له
مثل الهواء لكي يستحسن الشهقا
قل يا ( عليُ) ويا (جبارُ) ما انثلمت
يوما مهابته أو هادنت خَرْقا
قل لي بأنك تبقى.. كي تهذبني
فما كبرتُ ولن.. إلا لكي تبقى
يا والد القاصد المثلوم خافقه..
قلبي قليلٌ فكن نبضاً له.. خفقا
٢ / ٢ / ٢٠٢١
https://telegram.me/buratha