الشعر

شعر/ هجرة الضوء..!

1713 2020-08-21

  د.حسين القاصد ||

الوقت : نهاية الغروب ؛ قريباً من باب الليل تماما. المكان : شارع مكتظ بالمارة.. ومجموعة من الناس ينتظرون على الأرصفة. الجو العام : أصوات منبهات السيارات مع ضجيج.. مع صفارات لسيارات وزعيق لرجال مسلحين من نوافذ السيارات المظللة، تمنع مرور الآخرين وتقطع الطريق وحدها. فجأة.. يطبق الصمت ويلملم النهار بقايا ضوئه.. يحاول الناس مغادرة المكان.. لكن! دم.. جثة.. قلم رصاص وقميص أحمر مضرج بالفجر.. تنهمر من جسده الشمس فيغرق المكان بالضوء ...  يركض أحدهم وهو يصرخ إنه المسيح قد صلبوه.. اللعنة على القتلة وهذا الضوء هو دموع الرب.  يركض آخر ويصرخ بالجميع :  لم يمت.. لم يمت.. لم ي م ت... إنه يحيى فكيف يموت نبي اسمه يحيى! رجل مسن يقف بعيدا ويكلم نفسه.. سيتركونه ويذهبون أنا اعرفه.. أنا اعرفه.. أنا أعرفه. مدون فيسبوكي : لقد اغتالت المليشيات المجرمة أحد الناشطين الخريجين.. لروحه السكينة مدون فيسبوكي آخر : لقد قتلته السفارة بعد أن انتهت مهمته لتجعل من موته سببا لإشعال الفتنة. قناة فضائية تعرض برنامجا يكشف فيه ضيفها عبر الأقمار الصناعية عن وثائق تؤكد إدانة جهة مسلحة. الجميع ينظر إلى الجثة ولا يقترب منها.. فجأة تختفي الجثة. ماذا...؟ لعله المسيح فهو الوحيد الذي بقي حياً من الأنبياء - لا.. بل يحيى لأنه لم يمت فأين الجثة؟ عاجل : المسلحون يختطفون جثة الشهيد بعد قتله..!  عاجل : مصدر أمني ( رفض الكشف عن اسمه) ينفي الحادثة معتمدا على عدم وجود جثة. قلم الرصاص : الله علمكم بالقلم فمن أين جئتم بالرصاص وأضفتموه لي؟ هدوووء (أغاني فيسبوكية.. وخواطر.. دردشة)  مناوشات خفيفة بين الذيل والجوكر.. ...  الرجل المسن* : توقفوا.. لا تذهبوا.. لقد توهج المكان من جديد.. صوت : احملوه إلى المشفى لعلنا ننقذه صوت : (عمي أنقذ روحك) .....  الضوء يتحرك.. يقف مصباحا.. فيرتفع.. يعلو... يعلو.. ويهتف : لااااااااااااااااا يعلو المصباح يحمله خيط رفيع من الظلام يشبه الرمح. يكفي لصوتك أن العالمين صدى  تبقى عراقاً ذبيحاً .. سيدَ الشُهدا   *رجل عمره أكثر من سبعة آلاف سنة.. أشيب القلب... ( دشداشة الماء مازالت تزينه لكنّ يابسَهُ يحيا على الفتنِ)   كتبت صباح هذا اليوم الأول من محرم الحرام الجمعة ٢١ / ٨ / ٢٠٢٠
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (الشعر)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك