الوقت : نهاية الغروب ؛ قريباً من باب الليل تماما. المكان : شارع مكتظ بالمارة.. ومجموعة من الناس ينتظرون على الأرصفة. الجو العام : أصوات منبهات السيارات مع ضجيج.. مع صفارات لسيارات وزعيق لرجال مسلحين من نوافذ السيارات المظللة، تمنع مرور الآخرين وتقطع الطريق وحدها. فجأة.. يطبق الصمت ويلملم النهار بقايا ضوئه.. يحاول الناس مغادرة المكان.. لكن! دم.. جثة.. قلم رصاص وقميص أحمر مضرج بالفجر.. تنهمر من جسده الشمس فيغرق المكان بالضوء ... يركض أحدهم وهو يصرخ إنه المسيح قد صلبوه.. اللعنة على القتلة وهذا الضوء هو دموع الرب. يركض آخر ويصرخ بالجميع : لم يمت.. لم يمت.. لم ي م ت... إنه يحيى فكيف يموت نبي اسمه يحيى! رجل مسن يقف بعيدا ويكلم نفسه.. سيتركونه ويذهبون أنا اعرفه.. أنا اعرفه.. أنا أعرفه. مدون فيسبوكي : لقد اغتالت المليشيات المجرمة أحد الناشطين الخريجين.. لروحه السكينة مدون فيسبوكي آخر : لقد قتلته السفارة بعد أن انتهت مهمته لتجعل من موته سببا لإشعال الفتنة. قناة فضائية تعرض برنامجا يكشف فيه ضيفها عبر الأقمار الصناعية عن وثائق تؤكد إدانة جهة مسلحة. الجميع ينظر إلى الجثة ولا يقترب منها.. فجأة تختفي الجثة. ماذا...؟ لعله المسيح فهو الوحيد الذي بقي حياً من الأنبياء - لا.. بل يحيى لأنه لم يمت فأين الجثة؟ عاجل : المسلحون يختطفون جثة الشهيد بعد قتله..! عاجل : مصدر أمني ( رفض الكشف عن اسمه) ينفي الحادثة معتمدا على عدم وجود جثة. قلم الرصاص : الله علمكم بالقلم فمن أين جئتم بالرصاص وأضفتموه لي؟ هدوووء (أغاني فيسبوكية.. وخواطر.. دردشة) مناوشات خفيفة بين الذيل والجوكر.. ... الرجل المسن* : توقفوا.. لا تذهبوا.. لقد توهج المكان من جديد.. صوت : احملوه إلى المشفى لعلنا ننقذه صوت : (عمي أنقذ روحك) ..... الضوء يتحرك.. يقف مصباحا.. فيرتفع.. يعلو... يعلو.. ويهتف : لااااااااااااااااا يعلو المصباح يحمله خيط رفيع من الظلام يشبه الرمح. يكفي لصوتك أن العالمين صدى تبقى عراقاً ذبيحاً .. سيدَ الشُهدا *رجل عمره أكثر من سبعة آلاف سنة.. أشيب القلب... ( دشداشة الماء مازالت تزينه لكنّ يابسَهُ يحيا على الفتنِ) كتبت صباح هذا اليوم الأول من محرم الحرام الجمعة ٢١ / ٨ / ٢٠٢٠
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha