إلى أمي الغالية التي صهرتها قسوة الحياة ..
إلى كل أم وأخت عراقية ذاقت مواجع المعاناة..
إلى أمهات الصبر المهجرات ظلما وعدوانا..
( سلاما يانخيلات العراق الشامخات )
يامن انتشر أريج عطرك ..
في كل ذرة من تراب الوطن..
يامن صارعت بصبرك الأسطوري..
كل الليالي الظلماء الطويلة ..
يامن أطفأت دموعك المقدسة ..
كل الحرائق التي أشعلها الطغاة .
ياأم وأخت الشهداء..
الذين كرمهم الله في ذرى المجد..
رغم المحن والعواصف الهوجاء..
لم يتساقط زهرك عن غصنك الطري ..
أيتها الشامخة أبدا ..
في سهول العراق الشاسعة..
وبين سنابلها التي تعانق الأديم..
المتطلعة للغيث والشمس رغم كل المحن
وفي أهواره المفعمة برائحة البردي ..
وفي صحاريه المترامية عبر الزمن..
وفي ذرى كردستان السامقة..
ياأم المآثر والتضحيات الكبرى ..
التي تحدت الفناء..
ياسليلات الزهراء البتول..
وسمية أم عمار..
ومريم العذراء..
وخولة والخنساء..
يا ندى الربيع الزاهي ..
وإكليل الورد في فجر بلادي..
وعنفوان بهاء العالم ..
وإشعاعات شمسه..
وخضرة عشبه.
وصفاء مطره.
وعطاء بحاره ومحيطاته.
الحاملات وقرا..
المفعمات مهابة وقدرا..
أيتها الضفاف المجبولة..
بشذى الزعفران والحناء..
والهيل والياسمين والنرجس..
والجوري والرازقي والقرنفل.
ياأريج أشجارالسنديان الشامخة.
الثابتة في أعماق الأرض..
أيتها النخيلات الباسقات ..
التي لم تركع للريح العاتية السوداء..
و وأنجبت الرجال البررة
الذين يتحدون بسواعدهم الفولاذية
وإرادتهم الفولاذية..
برابرة العصر اللقطاء
الذين يبغون إغراق الوطن في بحر الظلام والدم ..
أنتن شريان الحياة..
ونبضه الأزلي..
وصومعة العطاء المقدسة ..
أنتن منهل الحب النقي..
الذي يطفئ ظمأ الجراح..
في مواسم الأحزان..
وأيام القتل الرهيبة المريرة ..
سنبقى نستمد العزم..
من وهج أعينكن الطاهرة المتوهجة ..
المفعمة بالأمل..
من طيبتكن يولد الغبش.
الزاخر بأطيب الأزهار..
مجدا لقلوبكن النابضة بالحب..
الذي يسع الكون ..
يانخيلات العراق الباسقات..
أنتن خمائل الوطن ..
التي تهفو إليها الفراشات الملونة..
لتنهل من رحيقكن العطر ..
الذي هو من رحيق الجنة..
أنتن فجر الوطن الندي ..
ولولاه لما شدا طير..
ولما تفتحت زهرة..
ولما تفجر نبع..
أمي الغالية..
البعد عنك شتتني وأدمى قلبي..
الشوق يعصف بي إلى وجهك المتألق..
ويجعلني أعيش في غربة قاتلة ..
صباحاتي داجية هنا ياأمي..
أنا ظامئ إلى دفء قلبك الحاني..
وصفاء روحك النقية..
وحلاوة صوتك العذب..
ونقاء جمالك المتفرد..
وقدسية بركاتك النورانية..
وانهمار عطرك الفواح..
الخالي من كل أدران العصر..
كيف أخفي جراح قلبي؟
وكيف أحبس الدموع في عيني؟
وأنت بعيدة عني ؟
شقي أنا والدمع ليس بمسعف..
وهل كان لي غير الحبيب مواسيا؟
سلاما أيتها الأم الحبيبة الطاهرة..
سلاما أيتها الأخت النقية الرائعة..
سلاما ياشريكة الحياة البهية..
سلاما أيتها الأبنة الغالية..
سلاما يانخيلات العراق الشامخات..
أنتن النسغ الذي يسري في العروق..
وأنتن الشعاع الذي يكشف عتمة الطريق..
الدنيا تنحني أجلالا..
لشموخكن وصبركن الأسطوري..
الذي لايدانيه شموخ ..
ولا يطاوله صبر..
أيتها الأم البهية..
والمدرسة الأخلاقية الكبرى..
مباركة أنت أينما رقد جسدك الطاهر ..
والجنة تحت أقدامك..
ورحمة السماء تضمك..
روحي ترفرف على قبرك في كل لحظة ..
يا أمي الحبيبة الجليلة..
جعفر المهاجر.
https://telegram.me/buratha