يامانحا عبر العصور عطاءا
منك الوجود تنفس الأنداءا
هذا سناؤك ساطع لاينحني
وآستبشرت لبهائه الجوزاءا
وتظل تزهو لو دهتك مواجعٌ
ويظل رعدُك يُلهب الأجواءا
ألواحُ سومرَ والمسلةِ والرقى
دوًى لها ثغر الخلود غناءا
أكدُ الحضارةِ للخليقةِ منهلٌ
وشموخُ بابلَ أطربَ الشُعراءا
يامن نهضت من الرزايا ظافرا
سيظلُ أسمُكَ يُرعبُ الأعداءا
وجلالُك القدسيٍ سفرٌ خالدٌ
يهبُ الشذا والحبَ والأفياءا
ويذيقُ أرتالً الشقاةِ مذلةَ
ومرارةً ومواجعا وفناءا
وجبالك الشماء تحكي قصةً
أزليةً هدًارةً غضباءا
ياطائر العنقاء أرًقت العدا
وحملتً من عبق الفداءِ لواءا
ياموئلا يلدُ الرجال على المدى
من ذا بديلك يوقظ الحصباءا؟
الثائرون كما الأسود توثبا
وشجاعة وفتوة ومضاءا
ويظلُ صبرُك كالرواسي ثابتٌ
وله الرواسي تُنشد الإطراءا
بغدادُ يسري في الوجود شُعاعها
كالجمر أحرق تارة وأضاءا
أم الملاحم أنت نور طريقنا
ومداك شع أصالة ونقاءا
عملاقةٌ أنت كالقمًات شامخةٌ
والنخلُ زادك روعةً وبهاءا
مدي جناحا في السماء وحلقي
وتوهًجي وتقحًمي الظلماءا
إني عشقتك واستبد بي الضنا
فاسقي عروقي الظامئات دماءا
إني منحتك مقلتيً وخافقي
وقصائدي وحروفي الخضراءا
هذا البعاد له جوى في أضلعي
وبه نبال تطعن الأحشاءا
ولقد رحلت وفي دمائي حرقة
وتركت خلفي لوعةً وبُكاءا
وطفولةً ظلًت تعاني نكبة
والبؤس مزق جمعها أشلاءا
وتحولت تلك الربوعُ بلاقعا
ومآ تما وخرائبا قفراءا
عاشت به زمرالوحوش وأنشبت
في قلبها أظفارها السوداءا
وتجبرت وتنمرت وتأسدت
باسم العروبة زورت أسماءا
قد حرفت دين السلام بغدرها
باسم الخلافة أحرقت أحياءا
البعثُ رجسٌ والشرورُ طريقَهُ
غطى التخوم مقابرا وبلاءا
صال الغراب وغاص في آثامه
وأثارها عصبيةً جهلاءا
فاق الطغاة المارقين جرائما
وتجبرا وهزائما نكراءا
وختامه جرذٌ ثوى في جحره
والمتقون تنفسوا الصُعداءا
من واسط التأريخ أبقى حاملا
شوقي الكبير ليحضن الحدباءا
من غرين النهرين مخلوق أنا
ونسجت من عشق العراق رداءا
إني وحقك ياعراق متيمٌ
يا أيكتي وجنائني الفيحاءا
أنت الملاذ من الهجير وعصفه
والبوح هدً الروحً والأعضاءا
سأظل أشكو من فراق قاتل
جسمي تحول للحنين وعاءا
أقسمت بالأبطال في سوح الفدا
لالن تسود الحية الرقطاءا
أقسمت بالنخل الجليل وطلعه
سنحيل غدر المارقين هباءا
لاأذرفُ الدمع السخين لفتيةٍ
نالوا الذرى فحسبتهم أحياءا
وضعوا القلوب على الأكف بعزة
صدوا الغزاة تألقوا شهداءا
ركبوا المنايا فاستحالوا أنجما
ومجامرا مشبوبةً وسماءا
قسما بحزن الأمهات وجمره
لالن نكون ولن نكون إماءا
إن القوافيْ أطلقتها مهجتي
لاتبتغي من حاكمين عطاءا
جعفر المهاجر
https://telegram.me/buratha