الشعر

ليس إلا العراق ظلي الظليلُ.

3119 17:45:41 2015-11-09

ياعبير الدهور ماذا أقولُ 
ها هو العمر يعتريه الذبولُ 
وطنُ الشمس قبلتي ورجائي 
وحديثي عن الفراق طويلُ 
سيد النخل قد دهتك الدواهي
والأشقاءُ متخمٌ ونحيلُ
ترك الغدر في رباك دمارا
وشقاءَ لن ترتكبه المغولُ
عشعش الموت في شجيرات أهلي
وتوارى ربيعها المأمولُ
لم تعدْ للنخيل غير بقايا
من جذوع كأنهنً طلولُ 
والليالي طويلةٌ في أساها
والصباحاتُ حسرة وذهولُ
ولصوصٌ تناهبوا الحرث جهرا
ودموع النفاق منهم تسيلُ !
وعراك الديوك أضحى سجالا
فعليم بما جنى وجهولُ
وجناة زادوك ظلما وجورا
والشعارات زادهم والطبولُ
ووعودٌ بطونهن خواءُ
وكلامٌ مُنمًقٌ معسولُ
وضباعٌ بأهلنا تتعشى
والنواطير يعتريها الخمولُ 
أفسدت هذه الصراعات عيشا
وتلاشت خلف الحجاب العقولُ
حزن بغداد جمرة في جفوني
واساها في جانحّي عويلُ
حزن بغداد مديةٌ في فؤادي
لست ادري متى سيشفى الغليلُ؟ 
سحر بغداد لايدانيه سحرٌ
قد تلاشى وأطفئ القنديلُ
فلماذا تعج فيها الضحايا؟
ولماذا الدماء فيها تسيلُ؟
ولماذا تفجر الصخرُ حزنا؟
ولماذا قد ضاق فينا السبيلُ؟
ولماذا شدو الطيور تلاشى؟
ولماذا غزت ثرانا الخيولُ؟
أي حقد توارثوه دفينٌ؟ 
وجارحاه خناجر ونصولُ 
غضب الله في علاه كثيرا 
واشتكى منه نهجنا والرسولُ 
هو دين السلام نور تجلى 
هو سفرٌ للعالمين جليلُ 
أي دين يبيح قتل بريئ 
أي جرم دعا له قابيل ؟
وأبو جهل صار لقمان فينا
وغزتنا هوازن وهذيلُ 
أمطرتنا نبالها دون ذنب 
والضحايا صغارنا والكهولُ 
وجموع تشردت من ديار 
ونزيل الديار وغد دخيلُ 
لعقود تحكًم النذل فينا 
وإلى اليوم غاب عنا الدليل
دجلة الخير أين تلك المغاني 
يافرات العطاء أين النخيلُ ؟
أدمن القحط في عيون الصبايا 
وتنامى وأزهر العاقولُ 
وانقضى العمر بين رعب ونفي
وذئاب على التقاة تصولُ 
كم أصيل قد ضيعته المنافي 
والمنافي طريقها مجهولُ
قد غزا الحزن كل أوتار قلبي 
لست ادري متى يعود الهديلُ
ياأخا الدرب والرحيل نصالٌ
داميات وفي حشاي تجولُ
لاتسلني عن محنتي في الأقاصي
فهي الداء والبلاء الثقيلُ
غرق العمر في خريف الليالي
لايواسيه صاحبٌ أو خليلُ
فدموعي على العراق جمار
من فراق العراق تبكي الفحولُ
أتلوى من فرط عشقي واشقى
وفراق العراق خطب مهولُ
هو دربي هو تقويم حبي
وولائي لغيره مستحيلُ 
أتشهى صباحه ومساه 
وضحاه وظهره والأصيلُ 
وأرى الموت في ثراه حياة 
وأرى الأيك في سواه طلولُ 
هو باق في يقظتي ومنامي
هو باق وما عداه يزولُ 
ليس إلاه بلسما لجراحي 
ليس إلا العراق ظلي الظليلُ 
أودع الله في رباهُ كنوزا 
وجنانٌ جبالهُ والسهولُ 
والحضارات أشرقت من ثراهُ 
والفراتين نبعه السلسبيلُ
واحة أنت للسلام ستبقى 
يحتويك القرآن والأنجيلُ 
فإذا طبت فالزمان بهيٌ 
وإذا هنت فالزمان كليلُ 
أنت أقوى من حالكات الليالي 
ولعمري أنت المهيب الجليلُ 
وطني أيها العراق المفدى 
مدية الاغتراب داء وبيلُ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (الشعر)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك