نهران صارا يزفران الحزن
في الصباح وفي المساء
وفوق صدرك ياوطن
نهرٌ يذوب الصخر في أمواجه
نهر تدفق من دموع الأمهات
الوالهات الصابرات
الناحبات الشاحبات
كالملح يسري في الجراح
يلد المراثي والشقاء
وعلى شفاه الساهرين
جفت مواويل الغناء
في كل يوم مذبحه
دوامة دموية لاتنتهي
نيرانها التهمت سنابلنا الندية
وأحرقت أحلى الزهور الحالمات
أوجاعنا صارت تباع على الطريق
وعلى صدور اللافتات
بلا رقيب أو حياء
أضحت شوارعنا الحزينةُ
حمراءُ من لون الدماء
تمضي بنا الأعوام ياوطني
وتستباح دماؤنا وربوعنا
آمالنا .. أحلامنا .. خلجاتنا
والروح عطشى في العراء
وخلاصنا أضحى هجاء في هجاء
ليزيح موجات التراجع والبلاء
ومن سنين ماضيات
من حولنا يعلو العواء
وفي سباق الموت تعدو نحونا
أعتى الذئاب الجائعات
والحقد عنوان وحيد
يسري كطاعون وبيل
على الشيوخ على النساء
على الطفولة والشجر
على البيوت .. على الحجر
على النوارس والسنابل والضياء
على الصباحات الندية والهواء
أحفاد هولاكو الجديد
هم يخرجون من الكهوف
يتسللون كما الوباء
بين المقاهي المتعبات
أو سوق قديم
في المساجد والشوارع
في الملاعب والمطاعم
وبين عمال البناء
متعطشين إلى الدماء
يفجرون .. يدمرون ..
ويقتلون الأبرياء
ويجأرون بلا حياء
هذي تعاليم السماء!!!
تبا لكم ياأدعياءْ
يا ساقطين وأشقياءْ
ياأيها الأوباش
قطعان الضباعْ
يامارقين .. وياجناة .. ويارعاعْ
ياخارجين من الجحور
وعتمة الليل البهيم
ملعونة أسماؤكم
منبوذة راياتكم .. أفكاركم
أنتم نفايا الأرض
أحفاد التتار
سفل ٌ تفاخرتم بفعل المنكرات
إن الحياة بعرفكم
سبيٌ وقتل وآنتحار
ياأنتمُ والله عارْ
عار على تأريخنا
عارٌعلى أخلاقنا
عارٌ على عاداتنا
عارٌ على أوطاننا
رجس يدنسُ أرضنا
وعدوكم في كل دارْ
تقضي قوانين السماء بقتلكم
وبسحقكم بلا فتور وانتظار
فالبغيُ مرتعه ُ وخيم إن نما
والأرض تهتف والسماء
لابد من درء الوباء
لكي يعيش الأبرياء
ياأيها الوطن الحبيب
حتام يطعنك المهجن والقريب.؟؟
حتام نسمع في نواحيك النحيب ؟؟؟
وإلى متى هذا التوجع واللهيب؟؟؟
من يوقف القتل الرهيب ؟؟؟
مادام أرباب السياسة
في صخب مريب
وفي صراع مستطيب
لايكل ولا يملُ ولا يغيبْ
الباحثون عن المناصب والثراء
يخادعون .. ويقدحون
وينهبون .. ويخطبون
ويدعون هم الدواء
هم الشفاء هم الهناء
هم النعيم هم العطاء
صارت أمانينا حطاما من خطب!
تبني قصورا في الهواء !
دوامة لاتنتهي
من التراشق والصخب
فيها أعاجيب العجب !
هم ضَيًعوا وطن الحضارة والإباء
مابين صد أو لقاء
جولاتهم .. صولاتهم
تلد التراجع والتمزق والشقاء
يادجلة الخير الحزين
ويافرات الطيبين
أين النخيل الباسقات ؟
وأين زهو الكبرياء؟
وسنابل القمح البهية والنماء؟
هل مات كل الأتقياء.؟
هل جف في دمك العطاء.؟
وساد فرسان الرياء.؟
الحاكمون الباحثون عن الولائم والثراء
لايملكون سوى شعارات النفاق
فيها التأسف والترحم والرثاء
فيها احتجاج في الفضاء
فيها التراجع والخواء
فيها المواويل الرتيبة و الرياء.
ثم ينسدل الستار.
ونظل ننتظر النهار.
ونظل ننتظر النهار.
https://telegram.me/buratha