ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة 2008 النجف الأشرف
القيت في حرم الكاظميين الشريف عام 1988
بمناسبة مولد الامام موسى الكاظم (ع)
.............................................................
تعاودني الذكرى فيرتاحُ خاطري ... بأجمل ما في الليل من نسْج سامِرِ
وأنظمُ منها للقلوبِ روائِعاً ... وأطلعُ منها زينةً للنواظِرِ
فللعينِ من اِشراقِها كلّ بارقٍ ... وللقلبِ من أطيافِها كلّ عاطِرِ
وللشاعر الولهان آفاقُ نشوةٍ ... وللساحر السكران دنيا عباقِرِ
وللمؤمن الواعي جنانٌ من الهدى ... يمتّع في أحلامها كلّ زائِرِ
يناجي بها آلَ النبيّ ويفتدي ... بدنياه من آفاقِها كلّ طاهِرِ
يباركُ في ميلادِ موسى ابن جعفرٍ ... ملائكة الفردوسِ من كلِّ زاهِرِ
وينشرُ آيات الثناء لواهِبٍ ... تفجّر نوراً في سماءِ المفاخِر
وهلْ يرتوي العشاقُ اِلّا بخمرةٍ ... من الحبّ في كأسٍ من الوصل دائر
ومنهل آلِ المصطفى خيرُ منهلٍ ... لعشّاقه فاليغترفْ كلّ شاعر
سجينُ التقى استوحيتُ منكَ رسالة ... ينوء بصافي لوحِها كلّ سائِر
رسالة من قاسى من العيشِ مرّةً ... وعانى من الأيام سودَ المصائِرِ
فلمْ يرَ اِلّا أن يهادِنَ دهرَهُ ... ويجرعُ من آلامهِ كأسَ صابر
ليزرعَ دربَ اللاحقينَ بركبهِ ... رياحين تزجى نشرها للأواخِر
فلمْ يكُ ظلمُ الظالمين بمُرْجفٍ ... نهاكَ ولا استرخاكَ اِغراءُ غادرِ
ولم تكُ يوم السجنِ غيركَ عندما ... ملكتَ زمام الرأي غيرَ محاذر
لأنّكَ في الحالين صنوُ رسالةٍ ... سماويّةٍ لمْ يحوها فكرُ ثائر
فسِرتَ كما شاءتْ لك القدرةُ التي ... مددْتَ لها كفّ الأمين المناصر
لقد خانكَ ابْن العمِّ اِذ كان حظه ... من النصر يوم الحكم صفقة خاسِر
فعاد انتصاراً ذلك السجن والأذى ... وشلّت يدُ الباغي بقدرة قادر
وها أنا حين استوحش الليلُ حامدٌ ... يذوبُ له قلبُ القوي المثابر
يذوبُ فؤادي دون ما رمتْ وصله ... وتحمرّ عيني في سوادِ الدياجِرِ
فناجيتُ كنزَ المعجزات أبا الرضا ... هوايَ بقلبٍ مارسَ الحبّ ساهِر
وشكوى فتىً لمْ يجنِ غير شقائِهِ ... من العمرِ ما اشتدّتْ رياحُ المخاطِرِ
فقد كان صوتُ الدين يدعوكَ لاهثاً ... ويشكو اليكَ الحالَ من كلِّ كافر
لقد لعِبَتْ بالدين أهواءُ أهلِهِ ... فجاء يشكو من سواد الظمائر
وسيمَ الردى والخسْفُ كلّ مراكبٍ ... حقائق أخفتها نقوشُ المظاهر
وأقسِمُ لولا أنّ في الأفق أنجُمٌ ... تضئُ لما شقّ الدجى طرفُ ناطرِ
ولولا انتظار الصائمين لوعدهم ... لما صاح مجروح النوايا الكواسر
ولا انسدّ بابُ الدين عمّن يرومُهُ ... ولا انفضّ عن روّادِهِ كلّ سافر
.........................................1988م
قصيدة: موسى ابن جعفرٍ
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة 2008 النجف الأشرف
تقديم لدكتور العلامة حسين علي محفوظ
https://telegram.me/buratha