إلى شهيد الأمه الأسلاميه الكبير المفكر السيد محمد باقر الصدر قدس الله ثراه وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى اللذان استشهدا على يد الطاغية السفاح صدام حسين بتأريخ 29 صفر 1426ه الموافق التاسع من نيسان 1979م .
أطلقت فجرا مشرقا مشهودا
ومنحت دفقا للجهاد جديدا
وجلوت عن وجه الأديم غمامة
ظل الضحى من روعها موؤودا
وبقيت كالجبل الأشم صلابة.
وصعدت في برج الخلود صعودا.
ورشفت من ألق الرسول سماحة
ونجابة وسكينة وسجودا. 1
وورثت من نهج الحسين شمائلا
تأبى الخنوع وأن بقيت وحيدا.2
ياشعلة في روح كل مجاهد .
يانبض كل الرافضين قيودا .
ولأنت صرح الكبرياء وعزهِ.
مازلت في أحداقنا موجودا .
ولأنت بحرٌ في الأباء مجلجلٌ
حيوا معي المتهجد الصنديدا.
ياذا الذي وهب النفوس كرامة .
ونقاوةً وبسالةً ووجودا.
ياأيها الصدر العظيم تحيةً .
أعلى الإلهُ مقامَك المحمودا.
يامن حباك الله أسمى منزلا.
ياا بن الحسين عزيمة وصمودا.
حُييتً يارمزً النجابة والتقى.
تبقى وتبقى نبعنا المقصودا.
رمز المآثر والمروءات التي.
هبت له أرواحنا تعضيدا.
أعطاك رب الكون قلبا حانيا
ومنورا ومصابرا وشديدا . 3
فكأن غيثك مستديمٌ فيضهُ
ليبث في نار الطغاة خمودا.
ومحقت كيد الكائدين وغدرهم .
الظالمين الناكثين عهودا . 4
الضالعين بحقدهم وضلالهم.
الناسجين من السراب وعودا.
سفكوا الدماء تلطخوا في عارهم .
لحروبهم غدت الشعوبُ وقودا.
ملؤا العراق فجائعا وجرائما.
وأراملا ونوائحا ولحودا.
فتمرغ البعث الوضيع بعاره .
ومضى يجرجر خزيهُ مطرودا .
الظلم مرتعهُ وخيمٌ لو دروا .
حتى وأن حكم الطغاة عقودا .
تندى الجباه لما جنت أيديهمُ.
واللهُ يمهلُ آثما ومريدا.5
وسهامهمْ قد حُطٍمتْ وتشتت.
رَدًتْ أليهم مقتلا مشهودا.
نعب الغرابُ وتاه في خيلائهِ.
وختامه في الجحر بات شريدا.
فاق الطغاة الغابرين تجبرا .
سفك الدماء وقلد النمرودا.
الغدر في دمه تأجج كاللظى.
وكأن فرعونا طغى ويزيدا.
ياصدرُ للإسلام تبقى دوحةً
عطرا تفوح مدى الزمان وجودا
لله درك كم طوتك مواجعٌ.
لكنها فدت التخوم رعودا.
الطهرُ والإيثارُ فيك تسابقا .
مهدت دربا كالسنا تمهيدا.
ألقت علك الشمس زهو ضيائها.
ومضيت تسرجُ دربنا المنشودا.
هذا جبينك لايغيب بهاءهُ.
ويطل بدرا في السماء فريدا .
هذا عبيرك كالفضاء جناحَهُ.
يذكي الرمال عرائشا وورودا.
تلك التقية أرعبت طاغوتها.
( بنت الهدى )قد خُلٍدت تخليدا.
هي زينب العصر التي قد أشرقت .
دمُها الزكيُ غدا لنا إقليدا.
هي جذوةُ الحق التي لاتنطفي.
نحني لها هاماتنا تمجيدا.
أبناءُ باقر للجهاد خلقتموا.
يامن ربضتم في الثغور أسودا.
يافتيةً ركبوا المنايا في الدجى.
في بذلكم كنتم رجالا صيدا.
فتوهج الأيمان في أعماقكمْ.
لن تقبلوا ذلا ولا تهديدا.
الشامخين كما الجبال مهابة.
ودماؤكم قد أينعت إملودا.
الرافعين إلى المعالي أمةً.
ظلت تعاني ذلة وركودا.
فتنورت بكم الربوع وأزهرتْ.
وتوحدت آمالنا توحيدا.
وكما المعين الثر في دفقاته.
وكما الربيع نقاوة وبرودا.
فليمكر الفجار وليتكبروا.
قسما بروحك لن نكون عبيدا.6
ياصدرُ يافكرا سما في أرضنا.
فاضت رؤاك فراقدا وبنودا.
ياصدرُ ياألقَ الفضائل والنهى.
كل التقاة سعوا إليك وفودا.
ياصدر تبقى في السماء مخلدا.
ولقيت ربك راضيا وسعيدا. 7
ياايها النبعُ الذي اطفى الظما.
أحيا الشعاب وفجر الجلمودا.
ياسيد الأحرار يانبض التقى .
ياثائرا ومجاهدا وشهيدا.
أن الشهادة للتقي سعادةٌ
وطريقه نهج الحسين رصيدا.
أشارات
1- اشاره الى قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ.) 4 الفتح
2- إشارة إلى قول الإمام الحسين ع ( هيهات منا الذله ).
3- اشاره ألى قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ.) 29 الفتح .
4- أشاره ألى قوله تعالى:( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ.) 12 التوبه.
5- إشارة إلى قوله تعالى : (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)17 الطارق.
6- إشارة إلى قوله تعالى : (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.) 50 النمل.
https://telegram.me/buratha