جعفر المهاجر
إلى حبيبتي الغالية دمشق التي آوتني حين فقدت المأوى وتتعرض لأشرس هجمة ظلامية إرهابية دموية في هذا العصر.
دمشقُ يادوحةً غنت لها العُصُرُ
لكبريائكِ يشدو الطيرُ والوترُ
تبقين شامخةً في كلٍ معترك
وإنْ تًجًنٌوا وإن عَقُوا وإنْ غَدَرُوا
أبيةُ الضيم لن تجثو لعاصفة
لاينكر الشمس من في رأسه بصرُ
دمشقُ جرحك في روحي وفي كبدي
جيش من الحزن في الأعماق ينتشرُ
ياواحةَ الحبٍ إن الوجد يحرقني
متى يحين ُ إلى أفيائكِ السًفَرُ؟
دمشق إني هائمٌ .
أرنو وأرنو للمدى .
ونحيب قلبي يطلق الكلمات.
دمشق ياشهد الحياة .
للشمس أنت عاشقةٌ.
منك المواعيدُ آبتدت.
وأنت فاتحةُ الرجاءْ.
يانبضَ كل العاشقينْ.
ومفازة التأريخ.
بوح الياسمينْ.
ياجنة الأحلامَ والذكرى.
ونبراس البهاء.
دمشق ياحصن الرجال .
لا لن تغيب نجومك.
ولن تجف كرومك والبرتقالْ.
هذا محال في محالْ .
الغيثُ لن يفارق عشبك.
يخضرُ يوما بعد يوم.
ويلفهُ سحر التجدد والجمالْ.
***************************
والتين والزيتون والوجه البهي.
لا لن تبور الأرض.
يبقى الياسمين.
ونشيدك القدسي .
جلجلة الفداءْ.
والغوطة الخضراء.
تفتح للضياء رموشها.
وجبينها ألق بهي لايزال.
دمشق يامهد الشهامة والإباءْ.
دمشق ياأم الشذى والكبرياءْ.
***************************
(الفلٌ يبدأ من دمشق بياضهُ
وبعطرها تتطيب الأطيابُ
والماءُ يبدأُ من دمشق فحيثما
أَسندتً رأسكً ، جدولٌ ينسابُ
والشعرُ عصفورٌ يمدٌ جناحَهُ
فوقً الشآم ، وشاعِرٌ جوًابُ
والحب ُ يبدأُ من دمشقً فأهلنا
عبدوا الجمال وذوبوهُ وذابوا
والخيل ُ تبدأُ من دمشق مسارًها
وتَشُدٌ للفتح الكبير رِكابُ
والدهرُ يبدأُ من دمشقَ وعندها
تبقى اللغاتُ ، وتحفظُ الأنسابُ
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها تتشكلُ الأحقابُ.) 1
****************************
المارقون تقاطروا من كل فج .
جاؤوا بكل سعارهم وشرورهم.
ليقتلوا نبض الحياةْ.
لو أحرقوا القداح والجوري .
والأمومة والطفولة والشجر.
وظلامهم غطى جمال الإقحوان.
ومزقوا وتر الكمان.
لن يوقفوا النبض البهي.
لن يحجبوا ضوء القمر.
لن يقتلوا أحلى البيان.
تبقين للإنجيل صومعة .
وللقرآن درعا من صوان.
*************************
دمشق ياسفر الطيوب.
تأبى التوجع والشحوب.
تأبى مفاتنها الغروب.
من جرحها يعلو النداءْ.
تبا لمن خان التراب.
وسار في درب الهوان.
*************************
دمشق ياروح الزمان .
دمشق ياأحلى الجنان .
دمشق يابحر الحنان .
وياعبير الإرجوانْ.
دمشق ياإسما أغرْ.
ذرات رملك تلهب الأشواق.
لو طال السفر.
دمشق ياعطر البنفسج والشجر.
الفجر نورسك البهي.
يلد الشقائق والحمائم والظفر.
ويذل أحقاد التترْ.
*************************
لو أطلقوا كل الحرائق والقذائف والدخان.
فمن دم الأشجار يعلو المهرجان.
دمشق يابوح السنابل والحسان .
دمشق ماصلى شذى في وردة.
إلا وكنت حولهما المحبة والأمانْ.
إشاره: الأبيات التي بين قوسين للشاعر الراحل نزار فباني من قصيدته ( أنا ياصديقة متعب بعروبتي ) المجلد الثالث.
جعفر المهاجر.
https://telegram.me/buratha