الشعر

من سيشفي جراحك ياوطني؟

8748 18:44:38 2014-04-10

جعفر المهاجر

عشر عجاف مضت .
وقد استل المتصارعون .
الذين تمتعوا بخيراتك الوفيرة .
كل سيوفهم وحرابهم . 
وصمموا عن سبق عمد . 
وإصرار يقطع الأنفاس لشحذها.
ليس لمقارعة أعدائك المتربصين بك. 
من أوباش القتل والجريمة.
المسعورين بشرب دماء الأبرياء. 
لكن ليطعنوا بها خاصرتك ياوطني.
لكي تغوص فيها . وتقطع شرايينها. 
باعوك ونثروا لحمك ياوطني.
في سوق المزايدات الرخيصة . 
من أجل غاياتهم الدنيئة.
ليشمت به الأعداء الغادرون .
ويتطاولون عليه أكثر فأكثر. 
إنهم الأبناء العاقون ياوطني. 
المهووسون بطائفيتهم البشعة . 
والتي يعتبرونها من أقدس مقدساتهم. 
عشر عجاف مضت . 
ودم أبنائك يسيل ويسيل على بطاحك الطاهرة.
والأرامل يسكبن نهرا من دموع غزيرة.
والرعب يجول في أحداق أطفالك .
والرصاص الأعمى يحصد زهورك الملونة.
والصور الدامية تتكرر كل صباح.
ولا شيئ يلوح في الأفق .
سوى الفجائع الكبرى.
وصراعات الديكة المرير.
وغبار التهم الرخيصة المتبادلة على الشاشات.
البعيدة عن كل هدف نبيل.
عشر عجاف مضت ياوطني.
وفي كل ساحاتك المتعبة . 
أوجد الأبناء العاقون أسواق عكاظ .
لا لإنشاد الشعر.
لكن للتسقيط والتنكيل .
من أجل الفوز بالسلطة والمال.
على حساب المسحوقين الفقراء. 
أصوات كاذبة تتصاعد.
وهي تدس السم بالعسل.
وتطلق الوعود الخلابة بلا حدود.
تتحول كل يوم إلى رماد وجفاف وموت.
الأبناء العاقون ياوطني.
يذرفون عيك دموع التماسيح. 
يلبسون ثياب الوطنية المزيف.
وهم داعشيون حتى النخاع وإن أنكروا .
يتاجرون بدماء أبنائك في الأسواق والجوامع .
في الحارات والشوارع.
وقلوبهم تحن وتهفو إلى صنم جديد باغ.
غايتهم القصوى إرجاعك إلى غياهب الزمن الداجي.
يجوبون البلدان ليحرضوا عليك الصغار.
من أجل غاياتهم الشريرة.
هاهم اليوم يتدافعون بالمناكب ياوطني .
ليتصدروا المشهد السياسي من جديد.
ويعيدوا دورة الزمن المر.
ويضيفوا أعواما عجافا أخرى .
إلى أعوامهم الشاحبة الغاربة.
لاشيء يربطهم بالشعب ياوطني.
غير الصعود على الأكتاف المحرومة المتعبة. 
يتباهون ببضاعتهم الرديئة في السر والعلن.
جيوبهم فاغرة كأفواه الحيتان .
لأنهم يحبون المال حبا جما.
ولا يبالون بكل الفجائع التي أصابتك.
ولسان حالهم في سرهم يقول:
فليقتل الظمأ الفقراء.
ولتحصدهم المفخخات.
فهم ليسوا منا.
لأننا الأوائل بأموالنا وعشائرنا .
ولا يستطيع أحد مجاراتنا .
وعودهم الخلابة الكاذبة ياوطني.
تحولت إلى مواعيد (عرقوب )على مدى السنين.
كنا نقرأ في المرحلة الابتدائية .
عن (أشعب والسمك)
لكن أشعب القديم تلاشى أسمه.
وغاب في غياهب التأريخ.
بعد أن ظهر في ترابك اليوم.
من يطلق عليهم(أشعب والذهب.)
كل منهم يدعي زورا وبهتانا. 
إنه مانح البركات والخيرات. 
ولا يعطي شيئا .
غير الأحقاد والفتن الطائفية البغيضة.
فأين هم من قول رسول الله ص:
رحم الله آمرءا قال خيرا فغنم ،أو سكت فسلم .
أين هم من قول ذلك الأعرابي إن كانوا عربا كما يزعمون :
أسكتني قول بن مسعود عشرين سنة حين قال :
(من كلامه لايوافق فعله فإنه يوبخ نفسه.)
فمتى توبخون أنفسكم وتسكتون ؟
أيها الأبناء العاقون؟
الذين تفولون مالا تفعلون.؟
( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون. )
متى ستنتهي حشود الرغبات المحرمة
في دمائكم أيها المتخمون المرابون.؟
بعد أن حولتم الوطن.
إلى ساحة للصراعات العقيمة .؟ 
وصنعتم مشهدا من رماد ودم.
لايحسدكم عليه أحد في هذا العالم.
لقد شوهتم أيها الأدعياء كل جميل ونبيل .
في وطن الأنبياء والمقدسات
وأول الحضارات .
سيد أشرف الشجر.
الذي تباهى به العلماء والشعراء على مر التأريخ.
الشعب يستهجن اليوم دعواتكم الخاوية .
ويمقت صوركم الملونة الكبيرة .
التي ملأت كل فراغ في وطني.
وكأن لسان حالها يقول:
(ألا كل شيئ ماخلا الله باطلُ.
وكل نعيم لامحالةَ زائلُ .)1
من سيشعل القناديل الملونة في أفقك الدامي ياوطني.؟
من سيزرع السنابل في حقولك الجرداء.؟
من سيسقي كل ذرة من ترابك الطاهر إكسير الحياة.؟
متى أراك ياوطني سالما منعما وغانما مكرما.؟ 
عهدتك ياوطني إنك لاتمنح حبك. 
إلا لأبنائك البررة المرابطين على مر الزمن.
الذين يقدسون ترابك وماءك وهواءك.
الذين يبذلون مهجهم وأرواحهم .
في سبيل رفعتك وصعودك نحو الذرى . 
الذين ذاقوا مرارة القهر والظلم على أيدي الطغاة.
لاأحد ينقذك إلا هؤلاء الأصلاء الأوفياء.
هم وحدهم سيشفون جراحك ياوطني.
( في هذه الدوامة السوداء.
في هذه الأنواء.
متى أرى سماءك الزرقاء .؟
ووجهك الصامد، يامقبرة الأعداء .؟).2
إشارة:
1-البيت للشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة العامري.
2-المقاطع الأخيرة للشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي.
جعفر المهاجر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أقول وأعيد عســــــى أن أفيد
2014-05-03
بل قل من سيوقف الارذلين الأحقدين المكفرين المسخرين الرغال عن استمرار هدر دمائك بعهر أسود دنس رجس يا وطني بمفخخات وتصدير مجانين تفجير الابدان النتنة والسموم والتكفير وفتاوى القتل والتهجير والتصديم والبلاء؟؟؟ ما أكثر المتفرجين وأقل ذوي الضمائر الطهر خاصة وأن الاستهداف يجري على الاطياب الغالبية في البلد في معظمه؟؟؟ والساكت عن الحق شيطان أخرس؟؟؟
الاكثر مشاهدة في (الشعر)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك