أدى ارتفاع نسبة الملوحة في مياه شط العرب إلى هجرة العشرات من أهالي قضاء الفاو في البصرة وموت أشجار النخيل والحناء وتوقف زراعة الحنطة.
ويعاني الباقون من الأهالي من ارتفاع أسعار المياه الصالحة للشرب، في ظل تفاقم مشكلة تلوث مياه الإسالة وارتفاع نسبة الملوحة في مياه الأنهار. ويوضح المواطن عبد الحميد ياسين من سكنة قضاء الفاو أن ارتفاع نسبة الملوحة في المياه لدرجة باتت لا تصلح للاستخدام البشري، ما دفع بالعديد من سكان القضاء إلى بيع منازلهم والهجرة إلى مناطق تتوفر فيها مياه الشرب. ويتساءل المواطن ياسين في حديث لمراسل "راديو سوا" في البصرة عن مصير العوائل الفقيرة التي لا تستطيع ترك القضاء وشراء منازل أخرى لضعف حالتها المادية بعد أن تضاعفت أسعار بيع مياه الشرب لتصل إلى 750 دينارا لكل 20 لتر. فيما يدعو المواطن عباس نصير الذي يسكن في قضاء أبي الخصيب المسؤولين لايجاد حل لما وصفها بالكارثة التي حلت بهم نتيجة الصعوبة التي يواجهونها في الحصول على مياه الشرب والإسالة، مشيرا إلى أن العديد من الحيوانات والنباتات ستهلك نتيجة شحة المياه. أما المواطن سمير عباس الذي يدير معملا لإنتاج قوالب الثلج في منطقة صناعية حمدان فأشار إلى أن ارتفاع أسعار المياه الصالحة للشرب وتفاقم تلوث مياه الإسالة أسفر عن ارتفاع أسعار قوالب الثلج في ظل توقف بعض المعامل عن العمل. من جهته، أوضح مدير زراعة البصرة عامر سلمان أن انخفاض اطلاقات المياه من نهري دجلة والفرات إلى شط العرب و تغيير الجانب الإيراني لمجرى نهري الكارون والكرخه أدى إلى اشتداد ظاهرة المد داخل شط العرب وبالتالي ارتفاع نسبة الملوحة .ولفت سلمان إلى أن أكثر من 150 عائلة هاجرت من قضاء الفاو نتيجة انعدام مياه الشرب، فضلا عن توقف المزارعين منذ أكثر من عام عن زراعة الحنطة والحناء .
وأضاف سلمان أنه تم تقديم العديد من المقترحات لحل أزمة مياه الشرب ومنها إنشاء سد على شط العرب مع حفر قناة على امتداد الطريق من البصرة إلى قضاء الفاو ليسهم في إيصال المياه للقضاء أو إنشاء محطات كبيرة كتلك الموجودة في دول الخليج لمعالجة المياه:يشار إلى أن مياه الإسالة في محافظة البصرة لم تكن صالحة للشرب منذ أكثر من 20 عاما، الأمر الذي أدى إلى ظهورعدد من المحطات الأهلية لإنتاج المياه الصالحة للشرب، ولكن ظاهرة ارتفاع نسبة الملوحة في المياه أثرت سلبا على عملها، في ظل إنتعاش عمليات استيراد مياه الشرب المعلبة من دول الخليج.
https://telegram.me/buratha