الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم .. بعدها قدم سماحته التعارزي لامام العصر والزمان الامام الحجة (عج) . برحيل علم من اعلام العراق ورمز من رموز الدين وعنوان من عناوين التضحية والجهاد . كما قدم التعازي لمراجع الدين العظام بفقدان ابن بار لهم وكوكب من كواكب الاسلام كما قدم التعازي ايضاً للامة الاسلامية واسرة آل الحكيم ببقيتها . وعزى ايضاً ابناء تيار شهيد المحراب (قدس) . والارامل والايتام والفقراء والمساكين والضعفاء ورفاق درب الخكيم (طيب الله ثراه ) بفقدان اباً وراعياً واخاً فقدان حجة الاسلام والمسلمين العلامة المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم . طابت نفسه الزكية .
هذا وقد تحدث سماحته بقلب يعتصره الالم عن فقدان هذا الكوكب الذي ترك اثراً كبيراً في نفوس العراقيين جميعاً تحدث سماحته عن السيرة العلمية والجهادية لهذه الشخصية الفذة التي اعطت الغالي والنفيس من اجل العراق وشعب العراق . كما تحدث سماحته عن التضحيات الكبيرة التي قدمها الشهيد الغالي من اجل حفظ وحدة العراقيين وتماسكهم ورص صفوفهم . بعدها قدم سماحته الشكر الجزيل لجميع المعزين من ابناء هذا الشعب العظيم . وكذلك قدم شكره لابناء مدينة الديوانية الذين اثبتوا ومن خلال حضورهم في مجالس العزاء بانهم يعرفون ويثمنون قياداتهم الوطنية . وقدم شكره الى اذاعة الديوانية الغراء لاعلانها الحداد العام لمدة ثلاثة ايام . كما شكر المساهمين في احياء هذا العزاء الكبير الذي كان مشرفاً بحضوره من ابناء مدينة الديوانية .
اما في خطبته الثانية فقد تحدث سماحته قائلاً : ونحن نعيش اجواء الحزن والاسى بفقداننا قائداً ورمزاً ومجاهداً ومناضلاً ومضحياً وصابراً . نعيش الم المصاب الجلل الذي اصبنا به برحيل رجل ضحى من اجلنا ومن اجل تحقيق العدالة والمساوات واقامة المؤسسات المبنية على اسس سليمة لتقدم الخدمة لابناء هذا الشعب المظلوم . فان مسيرة الحكيم مليئة بالعبر والدروس والمواقف وفيها محطات عدة . كما خاطب سماحته الكيانات السياسية والرموز الوطنية التي عرفت الحكيم وعملت معه وعايشته عن قرب . اننا وابناء الشعب سمعنا وشاهدنا مواقفكم وسمعنا تصريحاتكم التي ابنتم بها الحكيم ووصفتموه بما يستحق وشاهدنا حزنكم والمكم بالمصاب اللجلل . فنشكركم جزيل الشكر واحسن الله لكم العزاء .
ان الحكيم تغمده الله برحمته الواسعة اعطى كل شيء من اجل العراق وابناءه بذل قصارى جهده وكان رائداً لمسيرة معطاء . افنى عمره مجاهداً عاملاً منتقلاً حاملاً راية الجهاد منادياً باعلى صوته مرفوع الهامة . فانه لم يطلب جاهاً ولا مقاماً ولا مالاً لنفسه وفى بعهده وصدق بقوله مع ربه ومع شعبه ومعكم . لقد عرفتموه اكثر من غيركم . كان منتصراً للحق وللوطن ينشد العدالة . لقد ساهم في وصولكم لمواقعكم التي انتم فيها .
فاليوم هو يناديكم بلسان حاله . يقول : وفوا بعهودكم والتزموا بالمبادئ التي كتبها الشهداء بدمائهم ووقعتم عليها باقلامكم . فهي امانة باعناقكم والمنهج الذي خطه القادة لكم فله الحق الكبير عليكم وانتم مدانون له بالعرفاء والوفاء كما وفى معكم . ووفائكم لشعبكم من خلال وحدتكم وتراص صفوفكم والمحافظة على ائتلافكم الذي يضمن لكم مستقبلكم ومستقبل بلدكم وسعادة شعبكم . فهو لايريد منكم اكثر من ذلك . فهو وضع العراق وشعب العراق امانة بايديكم فيجب ان تحافظوا على هذه الامانة .
كما وجه سماحته الحديث الى قيادات المجلس الاعلى وبدر وباقي المؤسسات مخاطباً اياهم : انتم ابناء الحكيم تربيتم وتعلمتم منه وعاش معكم واحداً منكم وزرع ثقته العالية بكم . وترك امانة عندكم وسن سنن حسنة من خلال المسيرة والدرب الطويل الذي قطعه واياكم . فانتم رفاق الدرب وحملة الامانة ومورد الثقة . وها هو اليوم يناديكم ويدعوكم ليذكركم بالايام التي قضيتموها في مختلف المراحل في مسيرةجهادكم . ويطالبكم بعدم النسيان او التراجع او الوهن والضعف الذي ينتابكم عند غياب قائدكم . يدعوكم لرص صفوفكم ووحدة كلمتكم والوفاء بعهودكم وحفظ الامانة التي خلفها بايديكم اولها المؤسسات التي بناها وهي عصارة جهود كبيرة بذلها في ايام عصيبة من عمر مسيرتكم والمكاسب التي تحققت على ايدي مجاهديكم .
وكذا خلف عياله وابناءه والمرء يحفظ في ولده ويكرم في عياله . وكذا يدعوكم للمضي قدماً تجاه اهدافكم المقدسة التي شخصها لكم ويحذركم من الابتعاد عن مرجعيتكم . فهي صمام الامان وربان السفينة والمحددة لمواقفكم وحركتكم . فلا يغلبنكم حب الانا والذات عند تعاملكم والعدو يحيط بكم . فلا خيار الا التماسك والتعاون فيما بينكم .
وفي نهاية خطبته بارك سماحته للكتل السياسية اعلان الائتلاف الوطني العراقي مبيناً انه لطاما كان حلم الحكيم ان يجمع شمل العراقيين ويوحد كلمتهم والله سبحانه وتعالى حقق له هذا الحلم فبعد ان ولد هذا الائتلاف وخرج للوجود فارق الحكيم الحياة . كما اكد سماحته ان هذا الائتلاف يعتبر امانة تركها الفقيد الغالي وعلى جميع الساسة العراقيين ان يحفظو هذه الامانة ويراعوا فيها مصالح الشعب العراقي وتطلعاته .
https://telegram.me/buratha